الحراك الإخباري - اغلفة مالية معتبرة صرفت لتطوير المؤسسة..التلفزيون العمومي قصة مأساة
إعلان
إعلان

اغلفة مالية معتبرة صرفت لتطوير المؤسسة..التلفزيون العمومي قصة مأساة

منذ 3 سنوات|الأخبار

لا تزال المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري التي تضم ثماني قنوات، محل انتقاد واسع وسط مفارقات بقيت محل تساؤل حول الأسباب التي حالت دون بلوغ هذا الصرح الإعلامي الضخم المستوى المطلوب رغم الأغلفة المالية المعتبرة التي صرفت على مر عقود من الزمن، هي قصة مأساة حقيقية لم تصل إلى نهايتها بعد.

رغم أن مؤسسة التلفزيون الجزائري التي عادة ما توصف باليتيمة تعتبر المصدر ربما الوحيد للمعلومة الرسمية الذي يمكن الوثوق به رفقة وكالة الأنباء الجزائرية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشؤون الوطن والمواقف الداخلية والخارجية للدولة الجزائرية، إلا أنه عدا ذلك لم يتمكن هذا الهيكل الإعلامي من التحرر من الممارسات التقليدية التي تحولت بدورها إلى فخ حقيقي وقع فيه مسيرو هذه المؤسسة بما لم يسمح بتحقيق تطور نوعي، في الوقت الذي استفاد منه التلفزيون الجزائري من ميزانيات معتبرة.
لم تتمكن مؤسسة التلفزيون الجزائري من أن تصنع لها مكانا وسط منافسة شرسة على المستوى العربي أو الأوربي، وهذا ما جعل الجمهور الجزائري يتشتت بين الآلاف من القنوات إلى درجة جعلت البعض يتجند في جماعات إرهابية، ناهيك عن سلطة الفتوى الدينية وضرب المرجعية والهوية الوطنية وتبني عادات وتقاليد ليست بجزائرية.

وعلاوة على هذه المعطيات وبالرغم من أن المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري توظف الآلاف من العمال من صحفيين، تقنيين وغيرهم من الأعوان في جميع التخصصات، إلا أنها فشلت في تقديم برامج نوعية وإنتاج فني أو إعلامي نوعي وضخم من حيث الحجم، خاصة في زمن الكورونا ومع فرض الحجر الصحي، أين يجد المتفرج نفسه مضطرا لمشاهدة قنوات أجنبية ، ثماني قنوات بعروض متكررة ولم تبق إلا صفة الاحتشام تلازم القنوات الجزائرية مع أن هذه نقطة إيجابية ولكنها وحدها لا تكفي.
معركة الاحترافية والتواجد في عالم المنافسة أثبتت مرة أخرى أن المشكل في التسيير وفي توزيع المهام وليس في الكفاءات، لأن هذه الأخيرة وبمجرد تواصلها مع قنوات أجنبية أثبتت بجدارة تفوقها الإعلامي والأمثل في هذا السياق لا تعد ولا تحصى، في وقت كبتت فيه كفاءات أخرى في الجزائر وفسح المجال أمام عديمي الكفاءة، التوظيف على مستوى التلفزيون الجزائري يتم في ضبابية منذ سنوات ولم يكد أحد يسمع بخبر توظيف، أما الكاستيغ والتوظيف الخارجي على الطريقة التقليدية ووفق ما هو معروف في الدول الأخرى فهو ضرب من الخيال.
إن مؤسسة التلفزيون الجزائري وبالنظر إلى هذا الوضع، بحاجة إلى إعادة هيكلة حقيقية وعملية تطهير، الهدف منها رد الاعتبار لهذا الصرح الإعلامي الضخم الذي يبقى في نهاية المطاف ملك لكل الجزائريين، يجب إعادة النظر في طريقة تسيير هذه المؤسسة وهي العملية التي يجب أن تتم وفق منظور براغماتي يراعي في الوقت ذاته خصوصية هذا المنبر الاعلامي، توظيف مميز وتكوين في المستوى وإنتاج نوعي، بالإضافة الى عوامل نجاح كثيرة يفترض أن تكون في أقرب وقت صهوة كل مسير يريد تحقيق إقلاع حقيقي، ففي نهاية المطاف الجزائر ووسط كل التهديدات التي تحيط بها على المستوى الإقليمي بحاجة إلى إعلام قوي للدفاع وكذا الحفاظ على السيادة الوطنية.


حيدر شريف

تاريخ Dec 1, 2020