الحراك الإخباري - الشرارة"، " الجادارمي"، "العصابة" و"الحكومة".. ألقاب غريبة ومضحكة للأزواج في سجلاّت هاتف الشريك
إعلان
إعلان

الشرارة"، " الجادارمي"، "العصابة" و"الحكومة".. ألقاب غريبة ومضحكة للأزواج في سجلاّت هاتف الشريك

منذ 4 سنوات|روبرتاج


"ربي يستر"، " شرارة"، "الكاريثة"، "الحكومة"، "عدوتي"، " اليهودية"، "غلطة العمر"، "لابوليس"، "الجادارمي"، "الفوط"، "الكذّابة"، "ماتتعاشرش"،"وزارة الداخلية"، "العصابة، "الشرذمة"، وغيرها كثير مسميات حلّت محل أخرى رومانسية على الهواتف النقالة لأزواج ابتكروها حسب طبيعة المشاعر ونوع العلاقة وأحداث يومياتهم مع شريك الحياة، قابلة للتغيير والتجديد من ساعة إلى أخرى..

ألقاب وكنيات أطلقها الأزواج وردّت عليها الزوجات بنفس " المشاعر والأحاسيس"، فانتقين من المسمّيات " فارغ الشغل"، " النمّام"، " الجاهل"، دعوة الشرّ" أو "المدعي"، "الخاين"، "القايد"، "وزارة الخارجية" وغيرها كثير.. "الحراك الإخباري" فتّش في هواتف بعض الأزواج بمعيّتهم وعاد بالربورتاح التالي..تابعوا.

يتفنّن العديد من الأزواج في منح أسماء لحفظ أرقام هواتف شريك الحياة بهواتفهم الشخصية، أسماء أكد الذين تحدثوا لـ " الحراك الإخباري"، أن مزاجهم اليومي من يحدد نوعيتها، تكون غريبة ومرعبة في حال الخوف من ضياع الهاتف والعثور على رقم الشريك، مبهمة من باب الحفاظ على الخصوصية، ومضحكة ومثيرة للسخرية إذا كان الشريك متسلطا و"حڨارا"..
ولأن " كيدهن لعظيم" فكرن في الانتقام من خلال أسماء تعكس شكل العلاقة الزوجية الحقيقية، اجتماعية وأخرى سياسية مرتبطة بالمستجدّات الأخيرة التي تشهدها بلادنا سنأتي على ذكرها على لسان المعنيين، غالبا ما يخلق اكتشافها جواً من التوتر بين الأزواج، وأوصلت الكثيرين إلى أروقة المحاكم.

" مرتي جادارمي وخصّتها غير الكاسكيطا"

أسرّ "زكرياء.ت" لـ " الحراك الإخباري" بأنه يطلق اسم "الجادارمي" على زوجته في هاتفه النقال، قائلاً: "منذ زواجي بها لم أعرف معنى للاستقرار، وأنا أسمّيها بـالجادارمي، لأنها عصبية المزاج وكلما اتّصلت بي إلا وتحب تحكم فيا وماتخافنيش قاع وخصتها غير الكاسكيطا"، مؤكّدا بأن ذات الاسم "أفضل بكثير من سابقه" ولن يغيّره حتى ينقضي الأجل، بينما كان يسمّيها" ربي يستر"، مشيرا إلى أنّ هذا الاسم " يميّزها عندي عن غيرها من المتّصلين لأنه لا يأتي من وراء اتّصالها سوى الهموم والمشاكل".  

اسم زوجي على هاتفي يختصر معاملته لي طيلة 20 سنة زواج، تقول " فضيلة.ك"، في حديثها لـ"الحراك الإخباري"، لتكون الصدمة كبيرة وهي ترينا اسم زوجها على هاتفها النقال والذي اختصرته في كلمة " الجاهل النمّام"، مشيرة إلى أنّ ذلك " لكثرة المشاكل التي يفتعلها معي بسبب أو بدون سبب، فزوجي بارع في تفسير تصرّفاتي على طريقته الخاصة بينما يعكس جهلا مركّبا بأمور الحياة، كما أنّه يعيد لأخواته كلّ ما أقوله عنهنّ فيتسبّب في مشاجرات بيننا".

سمّاها "الحكومة" فأسمته "العصابة"

وثمّة أزواج يطلقون أسماء سياسية على طرفهم الثاني تتماشى والمستجدّات الأخيرة في البلاد، وهو ما وقفنا عليه بداية مع " خالد.م" الذي صارحنا بأنه غيّر، مؤخّرا، اسم زوجته على هاتفه إلى "الحكومة" فيما كان اسمها قبل "الحراك الشعبي" " عدوتي" و"ماتتعاشرش" في العام الأوّل من زواجهما، وهو ما جادت به قريحته تزامنا ومطالبة الشعب بتغيير الطاقم الحكومي " والحديث قياس" على حدّ قوله.

محدّثنا ألحّ علينا طرح نفس السؤال على زوجته التي سارع في الاتّصال بها،  فلم يكن البتّة غريبا وهي تخبرنا بضحكات متعالية بأنّ اسمه الذي لا تخفيه عنه " العصابة" تزامنا والأزمة التي تعيشها البلاد حيث " عاث زوجي في حياتي فسادا ويسرق راتبي تماما مثلما فعلت العصابة مع أموال الشعب" تقول الزوجة مشيرة إلى أنها كانت تسمّي زوجها قبل " الحراك" الخاين" ويسمّيها " اليهودية".

تدلّعه بتسمية " الفوط" ويغازلها بـ" الشرذمة"

ما قالته الزوجة لم يختلف كثيرا عن وجهة نظر " سامية.م" التي أسرّت إلينا بأنها تسمّي زوجها " الفوط"، بينما يسمّيها " الشرذمة" قائلة " والأسباب ظاهرة للعيان من خلال معنيي الاسمين ويعكس حالة التوتّر بيننا"، ومن جهته أطلعنا " فاروق.ك" على اسم زوجته في هاتفه وباللغة العربية الفصحى " غلطة العمر"، فيما كان يكتب اسمها في فترة الخطوبة "My Love"، ليسرّ إلينا بأنه فعل ذلك مباشرة عقب اكتشافه لـ" اسمه الجديد"، وذلك خلال اتصاله برقمه من هاتف زوجته بحثا عن هاتفه الذي ضاع منه، " زوجتي للأسف تسمّيني "فارغ الشغل وعندها الحق لاخاطر أنا تزوجت بيها".
" عمّار.. القايد" و" نوال.. وزارة الداخلية"

بنوع من الفخر أرتنا " نوال.س" اسم زوجها "عمّار" على هاتفها " القايد" نظير " قيادته بحنكة للبيت وتصرفاته الشجاعة والتاريخية معها مثلما فعل قائد الجيش الوطني مع الشعب"، بينما يسمّيها " وزارة الداخلية" لإدارتها للشؤون الداخلية للبيت، ومن جهته أكد " مروان.ن" بأنه غضب من زوجته مرة وقام بتغيير اسمها إلى " pas de chance"، مع رنّة حزينة، غير أن تبعات اكتشاف زوجته لاسمها " اعتبرته تهكماً وسخرية وكاد أن يعصف بعلاقتنا وأوصلنا الشجار إلى أروقة المحاكم، ولولا تدخّل والدها للإصلاح بيننا لكان الطلاق مصيرنا المحتوم".

يسمّي زوجته" عمار" ووالدته " عبد القادر"
العديد من الأزواج يتحفّظون على ذكر أسماء زوجاتهم وحتى قريباتهم النساء أمام الغرباء أو الأصدقاء، ويخشون رؤيتهم لأسمائهنّ على هواتفهم المحمولة، بينهم " عبد القادر.س" الذي أخبرنا بأنه يسمّي زوجته " عمار" نسبة لابنهما، ووالدته " عبد القادر" نسبة لاسمه وشقيقته " نونو" نسبة للحرف الأوّل من اسمها، وهو نفس ما ذهب إليه " رضا.م" الذي يسمّي زوجته " زكريا" على اسم شقيقها،  مضيفا بأن زوجته تتفهّم ذلك ولا يثير الاسم في نفسها أي ضغينة، لافتا إلى أن ذلك لا يقلّل من قيمتها أو مكانتها في قلبه ولا حتى تقديره لها.

زوجي يسمّيني " لابوليس" مع نغمة الشرطة
من جهتها كشفت " رزيقة.أ" لـ " الحراك الاخباري" بأن اسم زوجها مدوّن بهاتفها تحت اسم " الحبس" لكونه " غيور يرفض خروجي من البيت ويحبسني بين جدرانه على مدار السنة ماعدا في الأعياد والمناسبات"، بينما يسمّيها، كما قالت، " لابوليس" مع إضافة نغمة الشرطة وصورة لسيارة الأمن عندما تتصل به لأنها دائمة السؤال عنه والتحقيق معه أين ذهب ومن جالس، وأكدت بأنها كانت تسمّيه مباشرة بعد زواجهما " الكذّاب" لأنها اكتشفت بأن جميع وعوده في فترة الخطوبة قد تبخّرت، وكان يسمّيها " القلق" وأرفقه برنّة " النّجدة" لاستفسارها الدّائم عن كلّ صغيرة وكبيرة تخصّه.

سميرة فكراش مديرة مركز البحوث والتطبيقات النفسانية:

الألقاب السلبية "نفاق" بين الزوجين
اعتبرت المديرة العامة لمركز البحوث والتطبيقات النفسانية سميرة فكراش،‮ ‬في‮ ‬تصريح‮ ل " الحراك الاخباري" بأن "الأسماء التي توضع في الهاتف النقال للزوج او للزوجة من الطرف الثاني ماهي إلا بطاقة تعريف عن نوعية العلاقة التي تجمع بين الزوجين"، مضيفة بأن ذات الألقاب بمثابة " بديل للبرومتر او لمقياس الحرارة لنوعية الاتصال و التواصل بين الزوجين وعن نوع القيم التي تجمع بينهم".
وتأسفت المختصة في علم النفس لكون " مانراه و مانسمعه من قبل شريحة من الأزواج و الزوجات الذين ينعتون الاخر بصفات سلبية"، مشيرة إلى أن ذلك " دليل على النفاق الذي يجمع بين الزوجين وان هذه العلاقة ماهي إلا واجهة للمجتمع و للحصول على صفة متزوج أو متزوجة وفقط لا احترام للآخر ولا تقدير له ولا نضج ولا وعي عن مكانة هذه العلاقة المقدسة".
وشددت سميرة فكراش على " ضرورة دق نقوس الخطر ازاء هذه الوضعية التي آلت إليها شريحة من المجتمع"، مشيرة إلى أن " لها عواقب وخيمة على استقرار الأسرة، على الجيل الصاعد الذي ينشأ على فكرة عدم احترام الاخر وعلى العنف الصامت الذي يؤثر على الاسرة لكن أيضا على المجتمع برمته".


ربورتاج: سمية.م

تاريخ Dec 7, 2019