الحراك الإخباري - صداع في رأس "غرينفيلد"
إعلان
إعلان

صداع في رأس "غرينفيلد"

منذ 5 أشهر|رأي من الحراك


كما كان متوقعا لن تكون عضوية الجزائر في مجلس الأمن، من أجل التقاط الصور أو للنزهة.

وبعد ضربتين في الرأس آخرها كان القرار الذي قدمته الجزائر الأربعاء للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية أصبحت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن تعاني من الصداع.

تقول ليندا توماس غرينفيلد أن مشروع القرار الذي قدمته الجزائر قد يعرض للخطر مفاوضات حساسة تستهدف التوسط في وقف القتال في غزة.

وتضيف أن المشروع الذي لم تحدد الجزائر موعدا لعرضه على التصويت يمكن أن يعرقل الجهود الدبلوماسية المضنية والمستمرة لضمان إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى هدنة طويلة يحتاجها المدنيون الفلسطينيون وعمال الإغاثة بشدة.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه الجزائر عن تطبيق فوري للقرارات العاجلة لمحكمة العدل الدولية بخصوص منع إبادة الشعب الفلسطيني يريد الظهير الأمريكي للكيان الصهيوني بمجلس الأمن هدنة طويلة وليس وقفا لإطلاق النار وتعتقد "غرينفيلد" أن الضغط على حماس يمكن أن يجبرها على قبول صفقة مخزية بعد زهاء 120 يوما من البسالة.

والحقيقة أن سبب صداع "غرينفيلد" هو أنها لا تريد مزيدا من الضغط على الاحتلال ولا ترى الحل إلا في اتجاه واحد دأبت على السير صوبه منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي.

تعترض الولايات المتحدة الأمريكية على وقف إطلاق النار وهي تؤيد مزيدا من التدابير لحماية المدنيين مع حق الكيان في الدفاع عن نفسه وضرورة إطلاق سراح المحتجزين.

وهي لتحقيق هذا الغرض تحمي حليفتها المزروعة في قلب الوطن العربي باستخدام حق النقض "الفيتو" الذي حال لغاية الآن دون مرور قرارين لمجلس الأمن.

وزيادة على ذلك لم توافق الولايات المتحدة مرتين (امتنعت عن التصويت) على قرارين لزيادة المساعدات الإنسانية عن شعب محاصر يباد جوعا والدعوة إلى هدنة إنسانية عاجلة وطويلة.

وفي الوقت الذي تطالب فيه الوثيقة الجزائرية بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية وبرفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين وبضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن دون عوائق تقول "غرينفيلد" أنها لا تضيف شيئا وأنها تشعر بالقلق من أنه سيضر ب "ما يقومون به حاليا على الأرض".

"ما يقومون به على الأرض" هو الصفقة التي يراد بها تقويض "الطريق والحزام" من خلال "سكة السلام" وتصفية الحقوق الفلسطينية بإنهاء وكالة الأونروا (لا لاجئين بعد اليوم) وتوقيع القائمة الثانية من المطبعين على "الاتفاقات الإبراهيمية" تحت مسمى "مبادرة الأخوة الإنسانية". 


لطفي فراج

تاريخ Feb 3, 2024