إنها نهاية المحطة الإذاعية الاشهر في العالم بي بي سي..لن يمكن سماعها عبر الأثير بعد اليوم، صدمة لملايين المحبين و المتابعين الأوفياء على اختلاف اللغات و الجنسيات و التوجهات..

لماذا؟

الرقمنة قتلت ال بي بي سي و أجبرت المسؤولين في بريطانيا الى التحول الى الرقمنة، لان الرقمنة واقع لا يمكن القفز فوقه او تجاهله او العمل كأن العالم لم يتغير.

بل العالم تغير جذريا و معه الصحافة و من لم يدرك هذا او يرفض الارتقاء الى فهم ما يدور حوله باتت أيامه في عالم الصحافة معدودة عملا بقاعدة "تجدد او تبدد".

كل هذا يحدث امام اعيننا و لكن مازال عندنا في الجزائر من يؤمن بالورقي (الصحافة الورقية) و يرافع من اجلها، بدل النصح بالتوجه على وجه الاستعجال الى الصحافة الإلكترونية التي تسير وفق منطق الرقمنة، لا منطق المطبعة.

الصحافة الورقية تحتضر في الجزائر و الجاني معروف..و اسمه الرقمنة، الهاتف الذكي، سرعة تدفق المعلومات، الجيل الرابع و الخامس من إنترنت، غلاء سعر الورق..

إذا كانت إذاعة بي بي سي لم تستطع مقاومة الرقمنة، فهل يمكن لمجموعة عناوين عندنا لا يتجاوز سحبها الاجمالي 50 الف نسخة ان يقف في وجه التدفق العالي، و الجيل الخامس القادم عندنا بلا شك و ايفون 14 و 15..

ان عدد متابعين الصحف و المواقع الالكترونية بمئات الملايين، و لا يتصور التأثير او تشكيل رأي عام وطني بالصحافة الورقية. لذا أصبحت الصحافة الالكترونية أولوية الأولويات، و ما إلحاح الرئيس عبد المجيد تبون و دعمه لبروز اعلام إلكتروني الا دليلًا إضافيا واضحا ان الأمر "جد و ليس بالهزل".

احمد العلوي