في كتابه الجديد "من الصعلكة السياسية إلى الحراك الشعبي .."، يتحدث الكاتب السياسي والصحفي محمد بوعزارة عن الحراك الشعبي وعن صعاليك السياسة وصعاليك الشطرنج !!، يقع الكتاب الأول الذي سيوقّعه الكاتب محمد بوعزارة في المعرض الدولي القادم للكتاب في أكثر من 250 صفحة، ويتضمن عدة مقالات وتحليلات نَشَر بعضها في عدد من الصحف الوطنية وفي صفحته على الفيسبوك حول الحراك الشعبي في الجزائر منذ بدايته، كما يحتوي الكتاب على محاضرة سبق له أن ألقاها بتونس، خلال شهر أفريل الماضي، في ملتقى إقليمي تناول فيها موضوع المعالجة الإعلامية للحراك .

في هذا الكتاب يمكن للقارئ أن يتتبّع مختلف مسارات الحراك الشعبي، منذ اندلاع شرارته الأولى وخصوصا منذ الـ 22 فبراير 2019، حيث اكتسح ملايين المواطنين الجزائريين في حراك شعبي غير مسبوق فاجأ الجميع بما فيها نظام الحكم السابق شوارع وساحات مختلف المدن الجزائرية للمطالبة بإسقاط العهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة .

 و قد قام الكاتب بتحليل مختلف العوامل والأسباب التي أدّت إلى هذا الحراك الشعبي الذي انتهى باستقالة الرئيس بوتفليقة ومن ثمّة سقوط أركان حكمه، و كيف وقفت المؤسسة العسكرية تحمي الشعب وتحمي الحراك من العصابة التي كانت تريد الالتفاف على هذه الثورة الشعبية السلمية، التي حملت سماتٍ حضارية لشعبنا وفاجأت مختلف أقطاب النظام البوتفليقي وحتى المحللين السياسيين والمتتبعين لعمليات السبر وحتى الطبقة المثقفة التي أبان الحراك بأنها كانت بعيدة عن واقع الشعب .

وقد أعطت هذه الهبّة الشعبية الفريدة في سلوكها وسلميتها درسا للعالم على أن هذا الشعب الذي كان ينعته بعضهم بصفات العنف والتطرف هو من أرقى شعوب الأرض سلمية في ممارسته للديمقراطية، بل إن الشعب أعطى درسا للغرب الذي كان يزايد على مختلف شعوب المعمورة بممارسته للديمقراطية .

كما تضمن الكتاب تحليلا للمراحل القادمة بعد انتخاب رئيس جديد والمهام المطلوبة من هذا الرئيس، وقد حاول الكاتب من خلال العنوان القيام بعملية إسقاط على أن عملية الصعلكة السياسية التي مارسها النظام السابق مع مختلف الأحزاب كان من نتائجها تَرهُّل الحياة السياسية في بلادنا وانهيارها بحيث أصبح يمارس السياسة من هبّ ودبّ، بل وأصبح قادة بعض الأحزاب أشبه ما يكونون بالصعاليك .

فمن خلال مقال تضمنه الكتاب بعنوان: "صعلكة الشطرنج ..صعلكة السياسة"!..، وضع الكاتب محمد بوعزارة مقارنة بين مَنْ كانوا يمارسون لعبة الشطرنج في العصور الماضية و هم من صفوة العلماء والمثقفين وقادة الفكر والملوك والأمراء والسلاطين وكل من له فكر، وبين من أصبح يمارس هذه اللعبة الآن حيث صارت للأسف في العشريات الأخيرة لعبة يمارسها الصعاليك و كل من لا فكر لهم .

وقد شبّه الكاتب ما حدث للعبة الشطرنج بما حدث من تصحير للعبة السياسة التي أصبح يمارسها هي الأخرى بعض الصعاليك في الوقت الراهن، بعد أن كانت عملية ممارسة السياسة محصورة في صفوة المجتمع ، كما تضمّن الكتاب عدّة مقالات عن مواضيع مختلفة سياسية وثقافية واجتماعية .

 "حكايات معهم وعنهم"

أما الكتاب الثاني الذي عنونه الكاتب محمد بوعزارة بـ :"حكايات معهم وعنهم"، فهو يقع في أكثر من 400 صفحة ، وفي هذا الكتاب تحدّث الكاتب عن الكثير من الحكايات التي عاشها على امتداد عمره مع كثير من أصدقاء طفولته الذين قاسمهم الكثير من الحكايات بِمُرِّها و حُلوها سواء في الحي أو في المدرسة، و سواء في الثانوية أو في الجامعة .

كما تطرّق الكاتب إلى عدد من الأسماء من معلميه وأساتذته الذين كان لهم فضل تعليمه، بينهم الشيخ محمد الصالح الصديق الذي يَدين له الكاتب بالفضل الكبير وبأنه كان السبب في حبه للكتابة و ميله للسياسة، وأنه هو من اكتشف فيه ذلك، حيث نصحه بالكتابة عبر مقولته له: يا ولدي: اكتب، ثم اكتب، ثم اكتب حتى تموت، كي لا تمو !!، كما تطرق الكاتب إلى ولعه بالعمل الإذاعي منذ مرحلة طفولته والكثير من الأسماء الإذاعية والتلفزيونية التي حكى عنها بكل حميمية.

وفي الكتاب حكايات عن أسماء كثيرة عرفها في الجامعة والمسرح وفي عالم الفكر والسياسة وفي البرلمان، كما تحدث عن حكايات وقعت له مع بعض الزعماء الذين عرفهم من خارج الوطن من أمثال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والقائد العسكري المصري المعروف الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي قائد عبور خط بارليف في حرب أكتوبر 1973.

وسيتم توقيع هذين الكتابين خلال معرض الكتاب الدولي القادم في جناح دار الكتاب العربي الذي قام بطبع هذين الكتابين، وبهذين الإصدارين الجديدين يكون الكاتب محمد بوعزارة قد أصدر لحد الآن 16 كتابا تناولت العديد من المسائل في حقل السياسة وعالم الفكر السياسي والثقافة والتاريخ وفي التعريف ببعض الشخصيات، كما أصدر عام 2013 كتابه :"مسيرة حياة .. من الخيمة إلى البرلمان"، الذي ضمّنه مسيرة حياته ..

سمية. م