الحراك الإخباري - خريف في مليانة... رشيد إزيان يؤرخ لحريق جبل زكار الشهير في31نوفمبر 1968
إعلان
إعلان

خريف في مليانة... رشيد إزيان يؤرخ لحريق جبل زكار الشهير في31نوفمبر 1968

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب


صدر منذ أيام كتاب جديد للمؤلف رشيد إزيان، الكتاب الذي يباع بمكتبات العاصمة صدر عن منشورات الحضارة بعنوان" خريف في مليانة" Un automne à Miliana

الكتاب حسب مؤلفه عبارة عن رواية مستوحاة من أحداث تاريخية واقعية تستحضر ما عاشها جبل زكار بمليانة .

تستحضر رواية" خريف في مليانة" الحريق الذي وقع في غابة جبل زكار في 31 أكتوبر سنة 1968والتي راح ضحيتها 22 شاب ماتوا كلهم "محروقين" حد التفحم بعدما حاصرتهم نيران الاستعمار من كل مكان

و تعبر الرواية أسوأ خريف عاشته مدينة مليانة. شباب في مقتبل العمر جلهم كانوا يدرسون بالثانوية منهم الفنان و المسيقي و الرياضي إذ كانوا المرآة الثقافية لمدينة مليانة الجميلة أنذاك.

استلهم الكاتب من هذه الحادثة رواية أدبية بخلفية تاريخية. و تنطلق الرواية من حادثة كانت فيها مدينة مليانة في ذلك اليوم تستعد لاحتفالات بذكرى أول نوفمبر. و قام مجموعة من شباب المدينة أنذاك بتحضير مسرحية حول مأسات العنصرية التي كان يعيشها شعب جنوب إفريقيا في ذلك الزمان. هذه المسرحية أنجزت تحت قيادة الشاب " محفوظ طواهري" مع ثلة من أبناء المدينة و هم في ال20 من العمر. وبعد إنتهاء المسرحية شب حريق مهول بغابة في أعالي المدينة و اضطر مسؤولوا تلك الحقبة أن يجندوا هؤلاء الشباب لاطفاء الحريق.  

وبخطى محزنة للغاية سيتبع القارئ ، صفحة بعد صفحة، طموح هؤلاء الشباب في الحياة ثم موتهم المؤلم الذي دفعهم إليه أناس لم يشعروا بخطورة الموقف. و كم كان حزينا قدر " محفوظ طواهري" عندما مات مرتين في تلك الليلة. مرة على خشبة المسرح ( إذ كان يلعب دور المعمرو يقتل من طرف المنتفضين السود) و المرة الثانية وهو يحاول إخماد النار هناك في جبل زكار. و لكن المرة الثانية كانت القاضية. خيم في صباح يوم الجمعة أول 31نوفمبر 1968 حزن عميق علي مليانة الجريحة. و بعد الحزن تبعه الغضب. و إنتفض المليانيون عن بكرة أبيهم و أخرجوا ما في صدورهم من غيض و ألم...   

حريق مليانة في 1968 ترك جرح كبير في ذاكرة.

يؤرخ ناس مليانة للحادثة لمليانة ما قبل و ما بعد31 أكتوبر 1968 حيث بقيت تلك الحادثة حية في الذاكرة.

وحسب المؤلف رشيد ازيان فان الكتاب ينقسم الى قسمين القسم الأول يسرد فيه الكاتب أطوار الواقعة المؤلمة بأسلوب أدبي محض أما في الجزء الثاني فيحاول فيه الكاتب أن يتجاوزبتصوره الثاقب ما كان ممكنا أن يحدث لهؤولاء الشباب لو لم يموتوا في هذا الحريق.

للعلم فإن الرواية مكتوبة بللغة الفرنسية لأن الكاتب رشيد إزيان Rachid Ezziane يكتب بلغة " موليار". و له عدة مؤلفات قيمة تنتظر الترجمة إلى العربية.

للذكر فإن الكتاب شاركت في إنجازه (و ذلك من أجل تخليد أرواح 22 شهداء الواجب) جمعية أصدقاء مليانة للفن و الثقافة بإشراف رئيسها الدكتور لطفي خواتمي.


واضح العلوي

تاريخ Nov 26, 2020