الحراك الإخباري - بعد قرارات التطبيع مع الكيان الصهيوني..ماذا بعد زيارة نتنياهو للسعودية؟
إعلان
إعلان

بعد قرارات التطبيع مع الكيان الصهيوني..ماذا بعد زيارة نتنياهو للسعودية؟

منذ 3 سنوات|الأخبار

كل دول الخليج التي ساندت المغرب إما قامت بالتطبيع أو في طريق التطبيع...فماذا بعد مقابلة بين نتنياهو ومدير مخابراته مع ولي العهد السعودي على أرض الحجاز؟

في حال سقوط المملكة العربية السعودية في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني، سيكون الوضع جد صعب لأن البلد الوحيد الذي يكون قد تبقى في جبهة الصمود هو الجزائر، معادلة من الصعب فهمهما في ظل التحولات الجديدة التي تعرفها العلاقات الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وكذا المغرب العربي، كدول كانت محل تجربة قاسية فرضت عليها سنة 1916 في إطار اتفاقية سيسبيكو القائمة على مبدأ واحد وأوحد وهو تقسيم الوطن العربي.
اليوم تواجه الأمة العربية كما يؤكده الكثير من المحللين ومتتبعي الشأن الإقليمي في المنطقة ما بات يعرف بسيسبيكو 2 وهو تفتيت المفتت، العملية بدأت بعد مرور قرن تقريبا عن الاتفاقية الأولى وتحديدا مع بداية الثورات العربية أو ما سمي بالربيع العربي، عملية التفتيت التي طالت عدد من الدول العربية لا تزال متواصلة والجزائر بحكم رفضها لمبدأ التطبيع تجد نفسها مستهدفة بقوة.
تساؤلات كثيرة تدور حول التحالفات التي بدأت تنشأ هنا وهناك، هل من الطبيعي أن تلجأ كل الدول الداعمة للمغرب ضد جبهة البوليساريو إلى التطبيع مع إسرائيل أو على الأقل مهادنتها، في وقت تقف فيه الجزائر مع المبدأ الأممي القائم على أساس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهي في الوقت ذاته تقف ضد التطبيع مع إسرائيل وتؤمن بما يؤمن به الفلسطينيون أنفسهم وهو حل الدولتين الذي يرضي الطرفين على حد ما؟
الجميع يعلم قوة اللوبي الصهيوني الذي اخترق منذ عقود من الزمن أكبر الدول والقوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ناهيك عن اختراقه لمنظمة الأمم المتحدة وتواجده في عدة دول عربية ومن بينها المغرب، حيث يعتبر اليهود النواة الأساسية لنشأة نظام المخزن والداعم الأساسي لكل تصرفاته وخروقاته التي يعمد إلى تبريريها بشتى الوسائل.
إن الحديث عن اللقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بحضور رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين أمس الأحد، خلال زيارة سرية إلى السعودية، يبقى رهان كبير للكيان الصهيوني لكسب معركة التطبيع وضرب الأمة العربية الإسلامية في الصميم، لأن استهداف السعودية هو استهداف لرمز من رموز المسلمين باعتبارها دولة تضم البقاع المقدسة وتشرف على تسييرها.
أمام هذه التطورات المتسارعة وجب على دول الوطن العربي أن تكون لها خطوات محسوبة، لأن المخططات الصهيونية لا تبقي ولا تذر وسيكون لها وقع كبير في إطار تطبيق اتفاقية سيسبيكو 2 التي طالما حذر منها شرفاء هذه الأمة، عملية تحول كبير يشهدها النظام الدولي الحالي قد تفضي إلى موازين قوى جديدة، لكن المؤكد هو أن اللوبيات اليهودية ستحاول وكعادتها أن تتخندق مع الطرف الأقوى لتبقى حريصة كل الحرص على خدمة مصالحها، فبقاء الدولة اليهودية مرهون بكل هذه العوامل وبضمان أكبر قدر ممكن من الحلفاء أيضا.
حيدر شريف

تاريخ Nov 23, 2020