الحراك الإخباري - هل ينجح زيتوني في إعادة بعث الأرندي الذي نبذه الحراك الشعبي؟
إعلان
إعلان

هل ينجح زيتوني في إعادة بعث الأرندي الذي نبذه الحراك الشعبي؟

منذ 3 سنوات|الأخبار


سيقع على عاتق الطيب زيتوني، الأمين العام الجديد لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، مهمة ثقيلة لإعادة بعث هذا الحزب من جديد بعد أن نبذه الحراك الشعبي باعتبار انه كان مرؤوسا من طرف أحد رموز الفساد الذي يقبع حاليا في السجن بعد أن حظي بدعم نظام بوتفليقة طيلة عقدين من الزمن.


رهانات كثيرة تنتظر الأمين العام الجديد الذي حظي اليوم بتزكية مندوبي المؤتمر الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي عقد بقصر المؤتمرات بنادي الصنوبر، حيث سيضطلع شخص الطيب زيتوني، الذي جاء خلفا لعز الدين ميهوبي الذي شغل هذا المنصب بالنيابة منذ جويلية 2019، بمهمة إعادة ترتيب بيت الأرندي، هذه التشكيلة السياسية المحسوبة على أحزاب الموالاة، حيث تم توظيف الأرندي منذ تشكيله في سنة 1997 لخدمة مآرب السلطة القائمة والتي انتهت يوم 22 فبراير 2019 بعد الثورة الشعبية التي خاضها الجزائريون ضد النظام البوتفليقي.
زيتوني كشخصية معروفة بنضالها ومعارضتها لأحمد أويحيى الذي كان يحتكر كل السلطات في الحزب وحوله إلى حزب إدارة زيادة على كونه حزب اصطناعي، حظي بدعم عز الدين ميهوبي الذي أعلن تنحيه عن أي مسؤولية في التجمع الوطني الديمقراطي والاحتفاظ بصفة المناضل والتفرغ للعمل الثقافي، والتمس من مناضلي حزبه تفهم قراره.
ومباشرة بعد تزكيته أمينا عاما على رأس الأرندي، تعهد زيتوني في كلمته، بالعمل ضمن مبادئ التجمع الوطني الديمقراطي، مؤكدا أنه سيعمل على نبذ كل عوامل التفرقة، من أجل انطلاقة جديدة للحزب، وقال إنه سيؤسس ورشة لمراجعة سياسة الدعم لتستفيد الفئات الهشة دون غيرها منه، حيث ستعمل من أجل الحفاظ على المال العام.
وفي سياق آخر لفت الأمين العام الجديد للتجمع الوطني الديمقراطي أنه عاش معارضا داخل الحزب، عن قناعة ضد تصرفات وسياسات القيادة السابقة وقال في هذا الصدد، حزبنا يمرض لكنه لا يموت. ونوه الطيب زيتوني بالدور الذي قام به عز الدين ميهوبي خلال قيادته للحزب بالنيابة مؤكدا أنه أخرج الحزب من لجنة المساندة إلى حقيقة العمل الحزبي.وأبرز ذات المتحدث أن للأرندي رجال قدموا الكثير للوطن، يتقدمهم المجاهد عبد القادر بن صالح.
ويشار إلى أن لجنة الترشيحات تلقت طلبا واحدا من الطيب زيتوني، ومن ثم حظي بتزكية المؤتمرين وهي عادة تعكف عليها الأحزاب التقليدة أو احزاب الموالاة التي عادة ما تفتقر لعنصر التنافسية على المناصب العليا او القيادية وتخضع العملية لمفاوضات في الكواليس، عامل آخر يفرض نفسه بقوة كون مسؤولية تسيير الأرندي في الوقت الراهن ليس بالأمر الهين أمام رفض الحراك الشعبي لهذا الحزب من جهة والرهانات الكبيرة التي تنتظر القيادة الجديدة مع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية وربما المحلية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية والتي يفترض أن تجري قبل نهاية السنة الحالية.
 من هنا تساؤلات كثيرة تطرح حول مستقبل الأرندي الذي ولد في ظروف استثنائية خلال العشرية الدامية وها هو يخوض اليوم رحلة البقاء، هل سيظل حزبا مطبلا مصنفا ضمن خانة الموالاة، أم سينصع لنفسه شخصية نضالية قوية تجعل منه حزبا وطنيا مؤثرا ويفرض وجوده بعيدا عن الاملاءات والمصالح الضيقة؟

حيدر شريف

تاريخ May 28, 2020