هل هو من يتعصب لرأيه معتقدا انه يمتلك الحقيقة المطلقة و بان غيره على خطأ؟ هل هو من يفرض وجهة نظره على غيره و لو بالأساليب الحقيرة الغير اخلاقية؟ هل هو من يكذب ويضلل من اجل ضرب الخصم السياسي؟ هل هو من يعتقد انه شيغيفارا زمانه خلق من اجل احداث ثورة في بلد امن مطمئن؟ هل هو من يسبح ضد التيار و يعمل على فرض افكار و قيم و دين ما انزل الله به من سلطان؟
ام ان السياسي هو الذي يعيش وسط الناس البسطاء و يسعى جاهدا الى الاضافة و التغيير السلس و الاصلاح قدر المستطاع، ويكون ذلك باستعمال الكلمة الطيبة كسلاح للإقناع مدركا بان الحقيقة المطلقة لا يملكها سوى الله تعالى و بان البشر يصيبون و يخطئون مما يستوجب الصبر الجميل و الحكمة بدل الصدام و المواجهة.
ما اقدم عليه عبد الرزاق مقري من محاولة تضليل مفضوحة بإخراج فقرة من خطاب المترشح عبد المجيد تبون عن سياقها دليل قاطع على ان الرجل هو مهرج سياسي و لا علاقة له بالسياسة بمفهومها النبيل. ان المزايدة على تبون في قضية فلسطين لا تشرف مقري لان الموقف الرسمي الجزائري مشرف جدا بشهادة المقاومة الفلسطينية. كان الاجدر بعبد الرزاق مقري ان يدعم مترشح حركة مجتمع السلم و ان يشارك في الحملة لصالح حزبه و رفيق دربه، و لكنها الأنانية و الهوى.
للأسف عبد الرزاق مقري ليس استثناءا بل يكاد يكون قاعدة عند أشباه السياسيين عندنا و اقصد هنا تحديدا تيار اليمين المتطرف الذي اختار لغة الشتم و التخوين و الشيطنة أسلوبا سياسيا، ان اختيار هذا الأسلوب هو في واقع الأمر سبب فشل هذا التيار شعبيا و سياسيا في الجزائر لانه لا يقدم شيئا مفيدا للشعب، بل يحاول فرض "حضارة" الغرب التي تمارس الابادة في فلسطين على الشعب الجزائري كبديلا لحضارة الإسلام حيث لا يتردد في شن الحملات تلو الأخرى ضد الإسلام و اللغة العربية.
احمد العلوي