الحراك الإخباري - ثلاثة نقاط لقراءة قرار فرنسا (المتوقع) بشأن الصحراء الغربية
إعلان
إعلان

ثلاثة نقاط لقراءة قرار فرنسا (المتوقع) بشأن الصحراء الغربية

منذ شهر|رأي من الحراك


١- فرنسا "الغبية" و ارضاءا لدونالد ترمب الفائز المرتقب بالانتخابات الأمريكية المقبلة و للوبي الصهيوني، تعترف بالحل المغربي في الصحراء الغربية لا لشيء إلا طمعا في التموقع لصالح دونالد ترمب في شمال افريقيا عموما و المغرب العربي خصوصا. في الحقيقة "هذه الضربة الفرنسية الاستباقية" لن تسمن و لن تغني من جوع لا المغرب و لا فرنسا و لا حتى الولايات المتحدة الأمريكية و لن تضر الجزائر في شيء، لان اعتراف دونالد ترامب من خلال تغريدة قديمة بمغربية الصحراء لم يغير المعادلة على ارض الواقع و هي بان الصحراء الغربية ارض محتلة من طرف المغرب، و يسعى الشعب الصحراوي الى الاستقلال من خلال تنظيم عملية استفتاء تقرير المصير تحت وصاية الامم المتحدة. هذا الواقع لن تغيره لا المغرب و لا فرنسا و لا امريكا، فهو معطى ثابت لا يخضع لأهواء رؤساء فرنسا او امريكا او الاثنين معا. 

٢- كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة يقول اصحاب الإشارة، ان ما اقدمت عليه فرنسا من موقف جديد في قضية الصحراء الغربية يؤكد بديهية انه لا يمكن تطبيع علاقات غير طبيعية و بان العلاقات الثنائية بين البلدين لا يمكن ان تتطور او تتقدم ما دامت الدولة الفرنسية ثابتة في نظرتها الاستعلائية و رفضها بناء علاقةً ندية. و ما دام الأمر كذلك يمكن ان نقدم تشكراتنا لفرنسا على اختيارها شريكها في المنطقة (زيارة وزير خارجية فرنسا الأخيرة إلى المغرب كانت اشارة قوية بان فرنسا تنوي تغيير موقفها تجاه الصحراء الغربية) و صديق عدوي لا يمكن ان يكون إلا عدوي. الرجاء اذن من بقايا اللوبي الفرنسي داخل الجزائر و خارجها السكوت و الخروج من المشهد (هل لاحظ المواطن الجزائري في الايام القليلة الماضية تحرك هذا اللوبي ضد قرار السلطات العليا لوقف النزيف هجرة الأدمغة و منع الاطباء الجزائريين العمل في فرنسا، هل لاحظ المواطن اصرار فرنسا على اصطياد الأدمغة الجزائرية في كل الاختصاصات و المجالات و في ذات الوقت القول بان الجامعة الجزائرية دون المستوى و فاشلة!) أقاموا الدنيا و لم يقعدوها لان الجزائر تدافع عن مصالحها و تُكَوِن الاطباء لمعالجة الجزائريين داخل الجزائر و ليس الفرنسيين في فرنسا)


٣- هل الجزائر بحاجة الى فرنسا؟ هل تحتاج فرنسا الى الجزائر؟ هل تملك فرنسا اليوم نفوذا داخل الجزائر كما كان عليه الحال في العهدتين الاخيرتين من عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة؟ هل الجالية الجزائرية التي تتجاوز 5 مليون في فرنسا ولائها للوطن الام ام لفرنسا؟ كل هذه الاسئلة و غيرها لنقول بان الخاسر الأكبر في تغيير فرنسا موقفها من القضية الصحراوية هي فرنسا و يمكن ان يسأل ايمانويل ماكرون صديقه الاسباني بيدرو سانشيز عن تبعات غضب الجزائر المبدئي من دولة غبية لا تؤتمن و لا تتصرف تصرف الشرفاء. اما امريكا و صعود ترمب او عدم صعوده فهذا شأن امريكي لا تتدخل الجزائر فيه، مع الاشارة الى ان العلاقات الدولية لا يتحكم فيها الاشخاص بل المصالح و الجزائر تعرف جيدا كيف تدافع عن مصالحها مع ترمب او غير ترمب و "الاخبار يجيبوه التوالا". 



احمد العلوي

تاريخ Jul 25, 2024