الحراك الإخباري - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزي في وفاة الشيخ عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني
إعلان
إعلان

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزي في وفاة الشيخ عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني

منذ شهر|دين

بسم الله الرحمن الرحيم


تعزية للشعب الجزائري والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ العلامة محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني (رحمه الله) 


قال تعالى: "كل نفس ذائقة الموت، ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" صدق الله العظيم 


ببالغ الحزن، ونفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، تَلقينا نبأ وفاة الشيخ العلامة محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني، الشريف ابن الشرفاء، النسيب الحسيب، سليل العلم والمعرفة، خادم التصوف، وإمام العارفين، وشيخ الزاوية البلقايدية الهبرية العريقة، وقلعة القرآن الكريم وحاضرة العلم الشريف.


وبفقدانه، تفقد الجزائر والأمة الإسلامية عالمًا جليلاً وهب حياته لنشر تعاليم الإسلام السمحة، وغرس القيم الروحية والأخلاقية، ونشر العلم والمعرفة. ولقد كان الفقيد رمزًا للاعتدال، وحصنًا للوسطية، ومجاهدًا في سبيل الحفاظ على الإرث الديني والثقافي للأمة.


السيرة الذاتية للشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد الإدريسي الحسني:


الميلاد والنشأة:

وُلد الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد بمدينة تلمسان بتاريخ 22 شعبان 1356هـ الموافق لـ 28 أكتوبر 1937م.

نقله غداة مولده جده أحمد بلقايد إلى سيدي محمد الهبري فوضعه في حجره ونظر إلى وجهه متفرسا ثم قال: «إِنّ ابني هذا سيكونُ لَه شأْن في هذه الطريقة».


فكان لتلك المقولة وقعها المؤثر في قلب والده سيدنا الشيخ محمد بلقايد فراح يحوط ابنه بكل عناية فلما شب أشرف بنفسه على تعليمه وتلقينه وتربيته فتلقى عنه الفقه والسيرة والعقيدة ومختلف علوم الشريعة فلما اشتد ساعده بدأ يلقنه علوم القوم كما تلقى عن عمه سيدي عبد الكريم بن الحاج محمد بلقايد الذي تولى تدريسه القرآن العظيم كما درس علوم اللغة والآداب على مجموعة من المشائخ على رأسهم الإمام الشيخ البشير بوهجرة وكانت له جولات في المناقشة والمدارسة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي وقد اشتهر منذ صباه بالجد في طريق القوم وبلغ فيها مبلغ الرجال في سن مبكر في عهد والده الذي سمعنا منه قوله: «نالها عَبْد اللّطيف بذراعه» أي أنه ما حاز المقام إلا بجده واجتهاده كما شهد له بمكارم الأخلاق وهذا مما يشهد له به الخاص والعام.

 إذن، نشأ الشيخ في بيت علم ودين، حيث كان والده، الشيخ محمد بلقايد، من كبار علماء الدين في الجزائر. تلقى تعليمه على يد والده وعلماء عصره، فنهل من علوم القرآن، الفقه، الحديث، والتصوف، مما جعله أحد أبرز رجال العلم والدعوة.


المسيرة العلمية والدعوية:

تولى مشيخة الزاوية البلقايدية الهبرية خلفًا لوالده، وأصبح أحد أبرز شيوخ الطريقة الصوفية في الجزائر والعالم الإسلامي. 

وقد كرس حياته لخدمة القرآن الكريم وتعاليمه، وأشرف على تربية وتكوين أجيال من الطلبة والعلماء، ناشرًا الفكر الصوفي السني المعتدل، الداعي إلى الحب والخير والسلام.


مساهماته وإرثه العلمي:

كان الشيخ - رحمه الله - من المدافعين عن التصوف السني الأصيل، محاربًا لكل أشكال الغلو والتطرف، وساهم في ترسيخ قيم التسامح، الحكمة، والاعتدال في الخطاب الديني. كان من رواد الفكر الإسلامي في الجزائر، وأحد الشخصيات التي عملت على إحياء دور الزوايا العلمية والدعوية، خاصة في ظل التحديات المعاصرة.


الوفاة:

في يوم 26 شعبان 1446ه/ 25 فبراير 2025، انتقل الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد إلى رحمة الله، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وروحيًا خالدًا. وقد نعاه رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، مشيدًا بإسهاماته في خدمة الدين والوطن.


نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويُنعم عليه بعفوه ورضوانه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

والحمد لله رب العالمين 


د. علي محمد محمد الصلابي

(الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) 

27 شعبان 1446ه/ 26 فبراير 2025م


#الجزائر

تاريخ Feb 27, 2025