لماذا لم تهضم الصحافة في فرنسا مانشيت يومية المجاهد الحكومية؟ و لماذا شن إعلام فافا Valeurs Actuelles و غيره من العناوين هجوما غير مسبوق على هذه اليومية؟ و هل البسبب هو العنوان الذي قالت فيه المجاهد: الجزائر ليست لديها فقط اعداء في فرنسا، ما المزعج في هذا؟ و هل ما نشرته المجاهد حقيقة ام افتراء؟ ان غضب الاعلام الفرنسي الحقيقي سببه تخوف تيار اليمين الفرنسي من خسارة أصوات انتخابية و ذهابها لصالح شخصيات سياسية رافضة للهستيريا و لا تقبل السب و الشتم و التعالي و الغطرسة و قامت باستهجان الحملة المسعورة ضد الجزائر، و ليس من الصدفة ان معظم هذه الشخصيات التي أعربت عن مواقف محترمة اتجاه الجزائر هي التي نشرت المجاهد صورهم مثل السياسية المعروفة سيغولان رويال Ségolène Royal و المؤرخ بن يامين ستورا Benjamin Stora و الصحفي جون ميشال أباتي Jean Michel Apathie او زعيم أقصى اليسار جون لوك ميلونشان Jean Luc Melenchon مما يؤكد للمرة الالف ان الصراع مفتعل و لا علاقة له بالجزائر و بان الصراع هو صراع انتخابي فرنسي فرنسي يتصارع فيه التيار المتصهين اليميني ضد تيار اليسار الذي ما يزال بعض ممثليه يقاومون التسونامي الصهيوني في فرنسا و ما زالوا يعربون عن ارائهم الرافضة مثلا للإبادة في فلسطين و الرافضة لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، لا بد من التذكير ايضا بان الكتلة الانتخابية من الفرنسيين من أصول جزائرية او مغاربية تعد بالملايين و تملك نفوذا كبيرا في المجتمع الفرنسي و ترفض اطروحات اليمين المتصهين بسبب دعمه إسرائيل في أبداته للشعب الفلسطيني. ربما نقطة اخرى للتأكيد بان الصراع فرنسي فرنسي و لا دخل للجزائر فيه هو ان السلطات الفرنسية تخفي الرقم الحقيقي للمصوتين من أصول جزائرية و تعتبره سر من اسرار الدولة الفرنسية، فلن تجد رقما رسميا متداول عن عدد المصوتين من أصول جزائرية، و هذا في حد ذاته يؤكد امكانية هذه الجالية على قلب الطاولة في الاستحقاقات الانتخابية الفرنسية المقبلة. 

احمد العلوي