الحراك الإخباري - رواية" أنا و حاييم " للحبيب السايح الفائزة بجائزة كتارا عن يهود الجزائر و ثورة التحرير و أخطاء الاستقلال
إعلان
إعلان

رواية" أنا و حاييم " للحبيب السايح الفائزة بجائزة كتارا عن يهود الجزائر و ثورة التحرير و أخطاء الاستقلال

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب

"تغوص رواية" أنا و حاييم " للحبيب السايح و الفائزة بجائزة كتارا في طبعتها الأخيرة في ذاكرة الثورة الجزائرية، من خلال قصة صديقين حاييم بن ميمون وأرسلان حنفي ابن القايد ،حيث يسرد اللحظات المشتركة للحياة الطويلة بين الصديقين اللذين لم يفترقا إلى أن فارق حاييم الدنيا بمرض سرطان الدم.

تعبر الرواية زمنين مختلفين زمن الثورة التحريرية و بدايات الاستقلال بنشوته و خيباته. و يتحدث عن التعايش بين الأديان والتنوع الذي كان تتمتع به الجزائر و كان يؤهلها لتكون بلدا رائدا بامتياز .

فق حنفي ابن القايد ارسلان ابن الاندجان في المدرسة الابتدائية إلى الجامعة و شوارع النضال مشورا يلخص من خلاله صاحب الرواية القهر الاستعماري والظلم الذي تعرض له “الأهالي والأنديجان” لكنه في ذات الوقت يخرج من التاريخ الرسمي والمدرسي والنظرة النمطية للثوار.

يطرح صاحب رواية" زهوة" في عمله الأخير جملة من الأسئلة الصادمة التي تضع التاريخ الرسمي محل نقد و تمحيص، و خاصة ما تعلق منه بالتنوع الثقافي و الديني في الجزائر و دور يهود الجزائر إبان الثورة التحريرية. و الأهم من ذلك الخروج عن نمطية الربط بين إسلام و المساهمة في الثورة "هل يعني أن يكون المجاهد في حرب التحرير مسلما بالضرورة؟ ألا يحق للجزائري أن يكون يهوديا ملتزما بقضية وطنه؟ ألا يمكن مثلا أن يكون القايد متعاطفا مع بني جلدته؟.

 لا يقدم الحبيب السايح إجابات قطعية لهذه الأسئلة في روايته لكنه يرسم لنا لوحات إنسانية

لمواقف و مدن مثل سعيدة ووهران والعاصمة يوم كانت مدنا مفتوحة على الثورة والاختلاف. و حتى الجامعة أيام عزها يوم كانت مكانا للنقاش والجدل الثري ومكانا للالتزام الفكري والثوري. فحاييم بن ميمون اليهودي يعتبر نفسه جزائريا ينتمي إلى الأنديجان الذين قهرهم الاستعمار يساهم من خلال صيدليته في دعم الثوار بالدواء ووالد أرسلان القايد يجد نفسه يستعمل نفوذه لدى الإدارة الفرنسية لرد الظلم عن أهل بلده.

من جهة أخرى يقدم صاحب الرواية صورة بعدية عن تلك المتعارف عليها لدور المارة في الثورة التي صورها كرفيق درب دائمة الحضور في الشوارع و الجبال و الجامعة و الحياة العامة بل وكان لها أيضا حق اختيار شريك الحياة و امتلاك مصيرها .

 وما يجعل من الرواية شبه وثيقة تاريخية غنية أنها تقف أيضا على أخطاء الاستقلال

من خلال استحواذ بعض السياسيين على واجهة الأحداث بغرض الاستفادة من الامتيازات وتحويل أملاك الأوروبيين لصالحهم إضافة إلى موجة الانتقام وتصفيات اليهود والأقدام السوداء التي أغرقت الجزائر في العنف وضيعت فرصتها في تكريس التعايش وإرساء ثقافة المواطنة.

نعيمة.م

تاريخ Nov 10, 2019