قد يعتقد البعض ان اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين انتصار للقضية الفلسطينية و نتيجة طبيعية لنضالات الشعب الفلسطيني لأكثر من ستة عقود، و لكن حقيقة الأمر و حقيقة الارض غير ذلك تماما. فقد تم الاعتراف في نهاية المطاف بمقبرة فلسطينية، فيها عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم نساء و أطفال، لم ترحمهم الالة الحربية الصهيونية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء و ارتكبت ابادة جماعية مكتملة الأركان بدعم أمريكي واضح و صريح و بدعم غربي واضح و صريح ايضا. لقد تم تدمير غزة تماما و لم تبق بناية و لا مدرسة و لا مستشفى و لا ماء و لا كهرباء و لا اسباب الحياة الكريمة، فقد تم تدمير كل شيء منذ السابع من اكتوبر 2023. 

ما قيمة اعتراف بريطانيا اليوم (و غيرها من الدول الغربية) عمليا بدولة فلسطين؟ هل توقفت الابادة، هل توقفت المجاعة، هل توقف الاستيطان، هل توقفت المعاناة، و هل يعني ذلك ان حل الدولتين لا يزال ممكناً و بانه يمكن للفلسطيني ان يعيش في بلده فلسطين معززا مكرما مؤمنا لا يخشى الغطرسة الصهيونية التي بلغ حد جنونها انها باتت تهدد و تتوعد كل من يفكر في الاعتراف من الدول الغربية بدولة فلسطين او بكلمة ادق مقبرة فلسطين. الا يوجد في هذه الدول الغربية "رجل رشيد" يوقف عصابة بن يامين ناتنياهو و يسوق هذا المتعطش لدماء الفلسطينيين إلى المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب ابادة جماعية؟ 

إذا لم تترجم هذه الاعترافات على ارض الواقع في الساعات القليلة القادمة، و إذا لم تتوقف الة القتل الاسرائيلية فورا و إذا لم يتوقف الدعم اللامحدود الأمريكي لبن يامين ناتنياهو ، فانه قطعا يمكن اعتبار هذه الاعترافات مجرد حبر على ورق.

احمد العلوي