الحراك الإخباري - ملعب 5 جويلية شاهد على كوارث طبيعية و بشرية.. سياسة "البريكولاج" متواصلة و من يحاسب من؟
إعلان
إعلان

ملعب 5 جويلية شاهد على كوارث طبيعية و بشرية.. سياسة "البريكولاج" متواصلة و من يحاسب من؟

منذ 4 سنوات|رياضة

لا يمر موسم كروي على الجزائر، إلا و تسجل فيه الكثير من الفضائح الكروية، منها التي يتم كشفها عن طريق مسؤولين، كالرابطة المحترفة التي نشر أعضاء مكتبها التنفيذي، غسيلهم و مشاكلهم الشهر الماضي، عبر مختلف وسائل الإعلام، و هناك أمور خفية تكشفها الطبيعة فقط.

و ملعب 5 جويلية الأولمبي، شاهد على الكثير من الفضائح والكوارث الانسانية، و التي تكشف التفكير الهاوي و التقصير من قبل بعض من توكل لهم مهمة الإشراف على منشآت رياضية كبيرة، مثل الجوهرة 5 جويلية التي تم تدشيه سنة 1972.

الامطار القليلة التي تهاطلت على العاصمة، في الأيام القليلة الماضية، و بالتحديد يوم الأربعاء الماضي، كشفت حلقة جديدة من مسلسل الفضائح المتكررة في المركب الأولمبي محمد بوضياف، بحيث تحولت الأرضية الآن برك مائية متناثرة في المستطيل الأخضر، و هو ما صعب مهمة لاعبي مولودية الجزائر و شبيبة القبائل الذين تقابلوا في مواجهة متأخرة عن الجولة العاشرة للبطولة الوطنية.

و أبينا من خلال هذا الموضوع التذكير بالكوارث التي شهدها ملعب 5 جويلية في العشر سنوات الاخيرة و التي قد نشاهدها مستقبلا، ما دامت " سياسة الترقيع " البريكولاج" متواصلة.

الملعب يغلق لثمانية أسابيع لوضع نفس العشب ؟!

تقرر يوم الأربعاء الماضي، غلق ملعب 5 جويلة، لمدة ثمانية اسابيع، ليخضع لعملية إعادة تهيئة، في مختلف مرافقه، كما أن أرضية الميدان، سيتم صيانتها من قبل مختصين.

و كشفت وزارة الشباب والرياضة، غلق أبواب الملعب، لمدة شهرين، بعدما افتضح أمر الأرضية و التقارير التي وصلتها بخصوص المرافق الآخرى كدورات المياه الخاصة بالمناصرين و غرفي تغيير ملابس اللاعبين، إضافة إلى ملاعب التدريبات المتاخمة.

و أكد مصدر مسؤول، للحراك الإخباري، أنه لن يتم تغيير الأرضية بصفة كاملة، بحيث سيقطف العشب الحالي و تزرع نفس نوعية البذرة على الأرضية، و سينمو نفس العشب بعد ستة اسابيع، ما يعني مواصلة سياسة" البريكولاج" و بالتالي  ستتكرر نفس المشاهد مستقبلا ما ان تتساقط الأمطار على العاصمة.

و حسب نفس المصدر، فإن نوعية العشب الذي وضع من قبل على ارضية خمسة جويلية يعاني الاهمال، فعوض أم تتم صيانته كل شهر، فالعملية تتم مرة كل شهرين أو ثلاثة، و هو ما سمح للحشرات العشبية باتلافه.

 نفس المشاكل و نفس التصريحات تتكرر كل موسم

الغريب في أمر ملعب 5 جويلية، أن فضيحة الأرضية تتجدد في كل موسم كروي، و نسمع نفس التصريحات من المسؤولين، و يغلق الملعب تارة لمدة شهر، و تارة لستة أشهر و بعض الأحيان لسنة كاملة، و يفتتح مرة أخرى في ظروف حسنة، و لكن بمجرد توالي المباريات، و تساقط القليل من الأمطار يفتضح أمر " البريكولاج".

و في كل مرة تصرف أموال كبيرة على الملعب، لو جمعت لحد الآن لتمكنت السلطات من بناء ملعب آخر مماثل، و بمقاييس عالمية أيضا، و لكن من يقرر  و من يحاسب من؟.

و تجدر الإشارة إلى أرضية ملعب 5 جويلية، اكتست بالعشب الطبيعي، في سنة 1981، بعدما انتزع العشب الاصطناعي.

شركة عالمية تكفلت بالملعب في 2009 و النتيجة برك مائية.

في سنة 2009 و بالتحديد في شهر مارس، تقرر غلق ملعب 5 جويلية، و تكفلت شركة هولندية عالمية" كوينس غراس" بعملية الصيانة، وتم وضع تربة جديدة من أجود الاونواع و زرع أفضل انواع العشب عليها ايضا، بحيث بدت النتائج في البداية جيدة، بعدما نا العشب الجديد، الذي و كانتجدر تصونه أياد متخصصة.

و عمدت الشركة الهولندية، لتكوين مجموعة من الشباب المختصين في زراعة وصيانة العشب، وقدمت برنامج لصيانة الأرضية كرة كل شهر، ولكن الوقت كان كفيلا بكشف الإهمال الذي تعرض له المعلب.

و بعد 12 شهرا من غلقه أعيد فتح ملعب 5 جويلية بحلته الجديدة، التي كانت تسيل لعباب لاعبي البطولة الوطنية، و لكن بعد مرور بضعة أشهر فقط، عادت الأمور إلى سابق عهدها و المتسبب في المشكلة هي زخات المطر، بحيث اتلف العشب و ظهرت البرك المائية مرة أخرى.

و قد تنصلت حينها الشركة العالمية من الفضيحة، لاسيما و أنها قدمت اثباتات على جودة التربة و العشب المستعملين و طريقة الصيانة التي لم تختلف عن المتبعة في الملاعب العالمية التي تشرف عليها، وحتى إدارة الملعب تبرأت من المشكلة، و لم تتم محاسبة أي طرف.

منتخب البوسنة رفض مواصلة اللعلب لولا تدخل خاليلوزيتش 

في شهر نوفمبر 2012، نزل منتخب البوسنة، ضيفا على محاربي الصحراء، في ودية دولية تدخل ضمن تواريخ الإتحاد الدولي للعبة، ودون كان كل شيء يسير بطريقة عادية قبل  أثناء بداية اللقاء، و لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، بحيث بدأت الأمطار تهاطل على الجزائر العاصمة، وبدأت أرضية الملعب تتحول تدريجيا من برك مائية إلى مستنقع موحل، بحث استحال على اللاعبين مواصلة اللعب.

و تحول الحفل الكروي، الذي كان وراء تنضيمه مدرب المنتخب الوطني السابق وحيد خاليلوزيتش، بدعوة منتخب بلاده لمواجهة الخضر الذين كانوا يحضرون لكأس أمم إفريقيا 2013، إلى مهزلة كروية دولية.

و في تلك الفترة، أكد لنا  مصدر من الفاف، أن منتخب البوسنة، رفض العودة الى الى الملعب عقب نهاية الشوط الأول، معلنا عن انسحابه، خوفا من تعرض لاعبيه لاصابات مجانية، علما أن تشكيلة البوسنة كانت و لا تزال تضم العديد من النجوم، في شاكلة بيانيتش، صانع العاب جوفنتوس و ايدن دزيكو، مهاجم نادي روما الايطاليين.

و لولا توسط المدرب خاليلوزيتش، لكانت المهزلة أشد وطءا على الفاف، بحيث عاد المنافس إلى الملعب لمواصلة المباراة على الوحل.

خسائر بشرية في 2013 بسبب تآكل الاسمنت المسلح للمدرجات 

شهدت مباشرة الذهاب بين إتحاد الجزائر و مولودية الجزائر، في سبتمبر 2013، كارثة بشرية في ملعب 5 جويلية، و هذه المرة ليس بسبب اعمال شغب أو مشادات بين المناصرين، بل الاسمنت المسلح للمدرجات كان السبب.

و في غفلة عن الجميع سقط  مناصرين لاتحاد الجزائر من المدرجات العلوية( مدرج 13 ) إلى الأرضية الخلفية، ولفضا انفاسهما الأخيرة قبل نقلهما إلى المستشفى، بحيث سقط المناصرين بعدما فتحت تحت قدميها أرضية المدرج الذي كان يقفان عليه، لتحدث حالة من الهلع و الارتباك وسط مشجعي الفريقين.

و السؤوال الذي طرحناه في تلك الفترة، كيف لا يتوفر ملعب كبير مثل 5 جويلية، على لجنة المراقبة و الصيانة، علما ان الملعب تم افتتاحه سنة 1972.

الملعب افتتح في سبتمبر 2014 الاشغال لم تنته إلى اليوم!!

بعد حادثة وفاة مناصرين لإتحاد الجزائر، تقرر غلق الملعب، و بعد أخذ و رد، رست وزارتي الشباب و الرياضة و السكن و العمران، على اسم الشركة التي تتكفل بإعادة وضع اسمنت مسلح جديد على ارضيات المدرجات العلوية، مع وضع مقاعد بلاستيكية في كامل المدرجات.

و الى غاية اليوم، أي بعد 5 سنوات، لم توضع الكراسي البلاستيكية، على المدرجات السفلى، و مناصرو الفرق يجلسون على الإسمنت المسلح.

مدربون و لاعبون اشتكوا من كثرة الاصابات في 5 جويلية

تصريحات مدربي و لاعبي الرابطة المحترفة الأولى، شاهدة أيضا على " سياسة" البريكولاج، بحيث اكد نجم مولودية الجزائر، عبد المومن جابو، تعرضه للاصابة بسبب ارضية ملعب 5 جويلية، و قبله اشتكى لاعبو شباب بلوزداد و نصر حسين داي.

و انتقد المدرب عبد القادر عمراني، و ببرنار كازوني، و مدربين اخرين أرضية الملعب، لتسببها في إصابة اللاعبين، وإعاقة فرقهم على تقديم عروض كروية جميلة.

و حتى مدرب الخضر جمال بلماضي، انتقد وضعية الملاعب بصفة عامة و ملعبي مصطفى تشاكر و 5 جويلية، في الندوة الصحفية ابتي سبقت المواجهة الودية التي جمعت الخضر مع منتخب الكونغو الديمقراطية.


نور عبد الوهاب 

تاريخ Nov 18, 2019