الحراك الإخباري - يعرض النهج والتخطيط والإدارة: كتاب حول مفهوم "المدن الذكية"
إعلان
إعلان

يعرض النهج والتخطيط والإدارة: كتاب حول مفهوم "المدن الذكية"

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


صدر مطلع العام الجاري كتاب "المدن الذكية: النهج والتخطيط والإدارة"، للباحث المتخصص للدكتور عثمان محمد غنيم، عن دار الحامد الأردنية

وقال المؤلف في مقدمة عمله الجديد إن المدينة كينونة مكانية معقدة ليس من السهل فهمها واكتشاف مكوناتها بسرعة وسهولة، فهي السهل الممتنع في حيزها وموقعها ومورفولوجيتها وفي كل صور التفاعل التي تقوم على سطحها وفي أعماقها.
 فإذا كان هذا هو حال البحث في المدن التقليدية المتعارف عليها، فكيف سيكون الحال في المدن الذكية بمحتواها وأدواتها الرقمية وعالمها الافتراضي الجديد، بالضرورة سيكون ذلك على مستوى عالي من التعقيد والصعوبة سواء أكانت هذه الصعوبة على مستوى المحتوى العلمي النظري أم على مستوى منهجيات وأساليب وآليات البحث نفسه، والسبب في ذلك، بسحب المؤلف، يعود لدخول عامل وعنصر جديد في بنية وتركيب المدينة الذكية وهو أدوات الذكاء الصناعي ممثلة بتقنيات المعلومات والاتصالات التي أضفت إلى عالم المدينة عالما جديدا هو العالم الافتراضي بمواصفاته وسماته المميزة.
واعتبر الدكتور عثمان محمد غنيم أن البشرية خطت خطوات جبارة على صعيد التقدم العلمي والتقني خلال العقود القليلة الماضية، وهذا التقدم يعادل في كمه ونوعه كل ما استطاعت البشرية أن تراكمه من علم وتقنيات منذ فجر الخليقة وحتى وقتنا الحاضر، وقد انعكس هذا التقدم على نمط الحياة التي نعيشها، وأصبح المحرك الرئيسي لعالم اليوم، فقد صبغت التقنيات المعاصرة سلوك الأفراد والجماعات بصبغتها، واستطاعت أن تخلق منظومات جديدة من القيم والعادات الاجتماعية بصورة غيرت فيها طريقة حياتنا، وأثرت بشكل مباشر وكبير في الأنشطة الاقتصادية من زراعة وسياحة وصناعة وخدمات، وهي تقودنا الآن نحو مجتمع جديد هو المجتمع الذكي الذي يشكل بحد ذاته ثورة على صعيد الحياة البشرية.
وبذلك أكد الباحث أن التواصل بين الناس ومع منظمات الأعمال ومع الأجهزة الحكومية والبلديات عبر عالم افتراضي يشكل مفتاح الدخول للمدن الذكية ومن ثم المجتمعات الذكية، وهذا التواصل الذي وفرته تقنيات الاتصالات المعاصرة هو الذي جعل الإنسان مركز وجوهر الحياة المعاصرة بكل ما تشتمل عليه من علم وتكنولوجيا، لأنه هو الذي صنع ويصنع هذا العلم وهذه التقنيات.
 لقد كان للتواصل دورا كبيرا، يضيف المؤلف، في تكريس وتعزيز مبدأ المشاركة بين السكان في المدن والمجتمعات المعاصرة، فالناس تشترك مع بعضها البعض في شبكات المياه والكهرباء والغاز ومرافق التعليم والصحة والنقل..الخ، ومع تقنيات المعلومات والاتصالات وظهور المدن والمجتمعات الذكية أصبحت المشاركة تعني مزيد من الثقة بين أصحاب المصالح في المدن والمجتمعات المختلفة، وأصبحت المشاركة في المدن والمجتمعات الذكية تعني أيضا تيسير وتسهيل تبادل البيانات والمعلومات والمعرفة والخبرات بين جميع عناصر ومكونات المدينة أو المجتمع.
وبهذا يعتبر الخيال المؤشر الحقيقي للذكاء، كما يقول ألبرت اينشتاين، هذا الخيال الإنساني بكل ما قدم من إبداع وابتكار في عصرنا الحاضر، هو الذي جعل المدن الذكية تقوم على تقاطع التكنولوجيا الرقمية مع الابتكار في البيئات الحضرية، وهذه البيئات أصبحت أماكن مثيرة للعمل والعيش وأرض خصبة لتوليد وإبداع الأفكار الجديدة وتكاثرها وتراكمها.
لقد عرض هذا الكتاب لنهج المدن الذكية وأساليب تخطيطها ومؤشرات قياس الأداء فيها بصورة واقعية جادة، بعيدا عن التعقيد النظري الأكاديمي، كل ذلك من أجل تحفيز كل المهتمين بقضايا المدن الذكية من أساتذة وباحثين وطلبة على اختلاف مستوياتهم للقراءة والاطلاع والبحث في عالم المدن الذكية، والتي جعلت من تطبيقاتها الذكية عالما ملونا تظهر فيه المدن بصور وأشكال متباينة ومختلفة.
وعالج المؤلف تلك الأفكار والمحاور عبر 14 فصلا، تناول من خلالها شخصية المدينة ومشكلاتها العمرانية، نشأة وظهور المدن الذكية، تأصيل مفهوم المدن الذكية، تطوير وإنشاء المدن الذكية، أصحاب المصالح في المدن الذكية، فئات المدن الذكية وسماتها وأبعادها، مجالات المدن الذكية، تقنيات الاتصالات والمعلومات في المدن الذكية، العمارة الوصفية للمدن الذكية، المدن الذكية: المبادرات والتطبيقات والحلول، البيانات والأمن السيبراني في المدن الذكية، تخطيط المدن الذكية، مؤشرات تقييم أداء المدن الذكية، وختم الفصل الأخير بعوامل وقصص نجاح المدن الذكية.

تاريخ Mar 29, 2020