الحراك الإخباري - حملة ضد البوليساريو في واشنطن
إعلان
إعلان

حملة ضد البوليساريو في واشنطن

منذ 6 ساعات|رأي من الحراك


لا بد من دق ناقوس الخطر و التحذير مما هو قادم من واشنطن بخصوص قضية الصحراء الغربية؛ ان المقال الذي نشره امس 21 ماي روبرت غرينواي Robert Greenway خبير امني أمريكي يعمل لحساب مؤسسة هيريتاج Heritage Foundation و هي مؤسسة كما هو معروف مقربة جدا من البيت الأبيض يدعو إلى القلق، و السبب هو قرب هذه المؤسسة من البيت الأبيض و البيت الابيض يعني قلب القرار الأمريكي لذلك لا بد من ان يؤخذ هذا الأمر محمل الجد. لا بد ايضا من الاشارة ان روبرت غرينواي عمل مع الرئيس دونالد ترمب في عهدته الاولى مما يعزز الانطباع بأن هناك امر ما يطبخ في واشنطن بخصوص الصحراء الغربية. ان الاسئلة مثل من مول و امر بكتابة هذا المقال؟ من المستفيد؟ لماذا هذا الإصرار على تسويد صورة البوليساريو و هو عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي و لا فرق بينه و بين المغرب من حيث الحقوق داخل القبة الإفريقي، هي اسئلة مشروعة مع العلم ان تسيير ملف الصحراء الغربية يقع على عاتق الامم المتحدة و ان الهيئة الاممية هي المخولة لحل ازمة الشعب الصحراوي عن طريق استفتاء تقرير المصير، هذه أمور معلومة و لا حق و لا صلاحية و لا سلطة لأمريكا او لأية لدولة اخرى على البوليساريو. 

اما عن المقال "لماذا يجب على امريكا مواجهة جبهة البوليساريو، وكيل الإرهاب؟" الذي كتبه روبرت غرينواي امس في الدايلي سيغنال Daily Signal فهو باين من عنوانه كما يقول المثل، يكرر نفس الأسطوانة المشروخة التي تقول بأن البوليساريو منظمة تابعة لتنظيم القاعدة الأرهابي و تابعة لتنظيم داعش و تابعة لحزب الله اللبناني الشيعي و تابعة لايران و تابعة لمجموعة فاغنر الروسية..و هي اتهامات قديمة جديدة نشرها قبله السيناتور الجمهوري جو يلسون Joe Wilson في شهر أفريل الماضي مطالبا مجلس الشيوخ الأميركي بإدراج البوليساريو في قائمة المنظمات الارهابية! 

و لا تتوقف المغرب بدعم من إسرائيل و الإمارات العربية المتحدة من تمويل الحملة تلو الأخرى في واشنطن بشراء الذمم و تنظيم ملتقيات على المقاس تحضرها "شخصيات أمريكية" تقول نفس الكلام: البوليساريو منظمة ارهابية. 

يشكل وئد القانون الدولي و بروز قانون القوة بالنسبة لدول الجنوب الكبير اشكالية كبيرة. كيف يمكن مثلا الدفاع عن حق تقرير المصير المكرس و المعترف به في القانون الدولي في وقت لم يعد فيه للقانون الدوليى تطبيق على ارض الواقع؟ لماذا يقبل المثقف و الاكاديمي و السياسي في امريكا و غير امريكا المال من اجل انتاج محتوى كاذب بعيد كل البعد عن القانون الدولي؟ كيف يمكن تطوير تقنيات الصد عندنا في الجزائر لوقف امتداد الكذب المغربي داخل واشنطن بشراء الذمم و استعمال الأساليب غير الاخلاقية في القضايا الدولية؟ 


احمد العلوي

تاريخ May 22, 2025