الحراك الإخباري - لهذه الأسباب يرفض الرجال لبس خاتم الزواج
إعلان
إعلان

لهذه الأسباب يرفض الرجال لبس خاتم الزواج

منذ 3 سنوات|روبرتاج

دخلت محلا لبيع المجوهرات بقلب العاصمة، بحثا عن خاتم لزوجها الستيني، جلبت الأنظار إليها وهي تخبر البائع أنّ " زوجي ضيع جميع الخواتم العشرة التي أهديتها له في ظرف عام واحد، إما في البحر، بعد الوضوء أو نتيجة تورم  بنصره بالذات"!!

" حاساتو مايحبش يلبسوا ويصيب فالسبايب" أخبرت السيدة البائع، لتستشيط غضبا بعد أن اعلمها أن "جميع الخواتم على المقاس ويصعب تضييعها"، تحليل كان كافيا لأن تجيش الزوجة بهواجسها وتكشف عما يساورها من شكوك قائلة "زوجي يحب يبان عازب، ربما يبحث عن التغيير والاهتمام وأحلامه الحالية لا تتماشى مع الحياة الزوجيّة". 

إحساس هذه الزوجة تتقاسمه معها الكثير من النساء، امام رفض أزواجهنّ ارتداء الخاتم، ومنهم من يتعمّد تضييعه مرارا وتكرارا أو يتفادى إظهاره، بعيدا عن تحليل الزوجات وشكوكهن، استفسر " الحراك الإخباري" بعضا من الرجال عن أسباب التصرّف "المرفوض"، أملا في أن نزيح بعضا من الغموض ويتّضح جانب من الصورة " القاتمة" في نظر الزوجات.

" خاتم الزواج حاجة ديمودي" 

"حاجة ديمودي" أي قديمة، يقول، كريم، متزوج منذ 14 سنة، موضحا أنه " نزع الخاتم بعد عام من زواجه" ليعكس المفاهيم والأعراف مؤكدا أن "الخاتم يديروه الشيوخة، أنا مازلت صغير"!!، قبل أن يستطرد قائلا أن "خاتم الزواج ترتديه النساء لتفادي التحرش بهن، ولا يجد في ارتدائه سببا مقنعا".

خلال حديثه، رجع كريم بذاكرته إلى الوراء، وبالضبط إلى أيام " عزوبيتي السعيدة" على حدّ قوله، لتذكر موقف ما إن يستذكره حتى يشعر بالاشمئزاز ويربطه بـ" الميكروبات"، لرجل بدا في كامل أناقته جلس بقربه على متن القطار، بينما " ظفارتيه طوال، موسخين وكحولة، تنبعث من أصابعه رائحة كريهة، ويزينها بخاتم مرصّع بحجر أبيض امتزج بالسواد لكثرة أوساخه"، وما كان بيده في ذلك الوقت سوى أن يفرّ من المكان ويحجم عن الأكل طوال اليوم.

" الخاتم غير عملي ونزعته في أول شجار مع زوجتي"

من جهته، كشف خالد، موظف، أنه لم يرتد خاتم الزواج منذ ضياعه في البحر  خلال " شهر العسل"، منذ 16 سنة كاملة، لأنه " غير عملي، يقلقني وماعندو حتى معنى، نحيتو في أول شجار مع زوجتي"، ليضيف " لم أتعود على ارتدائه، صراحة لم أقتنع به ويشعرني بتغيّر حياتي اثر دخولي القفص الذهبي كما يسمونه"، في إشارة إلى تحوله من " رغد" العزوبية إلى "مسؤوليات" الزواج.

عندما سألنا المتحدّث عن إمكانية نزع زوجته لخاتم الزواج أبدى رفضا قاطعا بحجة  أنها " امرأة والخاتم يؤكد زواجها، ويبعد عنها الطفيليين الذين يوجّهون سهام أعينهم مباشرة إلى أصبعها"، ليذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده أنّ " نزع الزوجة لخاتمها خيانة لا مبرّر لها"، وفي حال اكتشافه لذلك " نبعثها ديراكت لدارهم".

" اللي يربطني بزوجتي الحب وليس قطعة حديد"

" مايربطني بزوجتي الحب والاحترام والسكينة وليس قطعة حديد تصلح للفت الانتباه ليس إلا" يقول مختار، قبل أن يعود إلى موقف طريف يحمله في طيات ذكرياته، قائلا " نسيت خاتمي في حفل زفافي، فاستعرت خاتم زوج أختي، الذي أنقذ الموقف في آخر لحظة ومن يومها لم ارتده"، موضحا بأن " الخاتم يسبّب لي حساسية من الفضة وألم بأصبعي".

ذات الموقف المحرج سبب أغلب المناوشات والمشاجرات التي تحدث بيننا، يقول المتحدث، مشيرا إلى أنّ زوجته تفتعل المشاكل لأنها لم تستسغ تضييعه لخاتم زفافه منذ اليوم الأول، واعتبرت ذلك " إهمالا لها ولذكرى جميلة تربطه بها"،  رغم أنني "أخبرتها خلال فترة الخطوبة بأنني لا أحتمل لبس الخاتم ولا حتى ساعة اليد".   

سميرة فكراش، مديرة مركز البحوث والتطبيقات النفسانية:

خلع الرجل لخاتم الزواج نفسي ومرتبط بثقافة المجتمع

أكدت سميرة فكراش مديرة مركز البحوث والتطبيقات النفسانية، لـ " الحراك الإخباري"،أن الأسباب الأساسية لرفض الرجال ارتداء خاتم الزواج " نفسية ومرتبطة بثقافة المجتمع"، وأن الهدف الرئيسي لهذا التصرّف "الرغبة في تجاوز القيود التي يشعر بها الرجل خلال انتقاله من حياة العزوبية إلى الزواج".

"بعد مرور فترة زمنية، يحاول الرجل تدارك الوضع بنزعه خاتم الزواج" تقول المختصة النفسانية، مشيرة إلى أنّ " الزوج يرى في نزع الخاتم، استعادة للحرية والاستقلالية" مع إعطاء إشارة بأنه " لا أحد يتحكّم فيه، وأنه صاحب القرار وليس الطرف الآخر، وأن حرية الفكر والتعامل شخصية وغير مرتبطة بزوجته".

المختصة كشفت أن من الرجال من يصر على خلع خاتم الزواج، لرغبة جامحة في " استعادة رجولته التي انتزعت منه للدخول في قالب اجتماعي، يرى آن لبس الخاتم إرضاء لزوجة يحس أنها امتلكته، وفي نزع الخاتم حريّة القرار والشعور بأنه هو من يملك الآخر وليس العكس، بمعنى لا أحد يمتلكه سواء الزوجة أو العائلة أو المجتمع".

إلى ذلك قالت النفسانية إن ارتداء خاتم الزواج " غير متداول في مجتمعنا، الأجيال السابقة لم تكن ترتديه، غير أن محاولة دمجه في حياتنا المعاصرة، قابله رفض من قبل العديد من الرجال"، ومنهم من يرفض ارتداءه ويلوم زوجته على نزعه، فحسبه "المرأة ملكه الخاص وهو بطاقة تعريفها، هي في عصمته وليس العكس، فيدرج فقدها لخاتمها في خانة الإهمال واللامبالاة، بل وخيانة في نظر المجتمع أيضا".

تعدّدت الأسباب التي جعلت عديد الرجال لا يلبسون خاتم الزواج، كل تحجج إمّا بالحساسية من الفضّة، الشعور بالألم في البنصر، وإما بكون الخاتم خاص بالنساء وغيرها... ولكن السؤال المطروح: هل اقتنعت الزوجات بهذه الحجج وغيرها كثير؟!... 

سمية.م

تاريخ Sep 17, 2020