الحراك الإخباري - لطيفة بلحاج صحفية بجريدة النصر في حوار للحراك الإخباري: "العمل الصحفي رسالة والوسائل التكنولوجيا لم تغير قواعد المهنة"
إعلان
إعلان

لطيفة بلحاج صحفية بجريدة النصر في حوار للحراك الإخباري: "العمل الصحفي رسالة والوسائل التكنولوجيا لم تغير قواعد المهنة"

منذ سنتين|حوار


🔴بادئ ذي بدئ حديثينا عن بداياتك في الصحافة ؟ كيف كانت الظروف السياسية عندما بدأت ؟ من كان رئيسا أنذاك ؟ وكيف كان وضع الصحافة ؟ والوضع العام في البلاد ؟


📍بداياتي في الإعلام كانت في نهاية التسعينات التحقت حينها بيومية العالم السياسي.. اشتغلت مع ألمع الأقلام حينها وكان الراحل سهيل الخالدي يتولى رئاسة التحرير، وخلفه بعدها الأستاذ رضا بن عاشور.
وقتها كانت الجزائر تعيش حراكا سياسيا، واستعداد لتجاوز العشرية السوداء..وكان الإعلام أي الصحافة المكتوبة تواكب تلك التحولات وتصنع الحدث بما كانت تنفرد به من مواضيع وتغطيات وأخبار آنية،
ونحن كصحفيين من جيلي أنذاك كنا نتابع المستجدات ونسمع من زملائنا في قاعة التحرير عما كانت تعيشه الساحة السياسية من حركية ونتوقع كل خير للبلاد.


🔴🔴ماهي العراقيل التي واجهاتك ؟ وكم كان راتبك عندما بدأت الصحافة، ميف تحديت الظروف عندما كنت صحفية مبتدئة؟

📍أكيد كل بداية ليست بالسهلة ..لم أكن أعرف كيف تنجز التغطيات والعمل الميداني عدا ما تعلمته خلال تربصي بوكالة الأنباء الجزائرية..وكلفت في البداية بإعداد مواضيع في المجتمع..كانت الظروف صعبة من ناحية التأطير ووسائل العمل ..كنا نشتغل لأشهر دون راتب على أساس أننا كنا في فترة تربص..لكن دون أن يثبط ذلك من عزيمتنا ..تنقلنا بوسائلنا الخاصة لإعداد الروبوتاجات والعمل الميداني، وكان لنا شغف كبير بالمهمة.


🔴🔴كيف تمكنت من إثبات نفسك في الميدان وفي قاعات التحرير ؟ من دعمك وساعدك ودربك وأعطاك الفرصة للظهور والوصول إلى الإحترافية؟

📍بالعمل والاجتهاد والمثابرة وتحدي العراقيل استطعت أن أجد موقعا لي، ومكانا بين الصحفيين من جيلي ..تدربت من خلال العمل الميداني لأنه بعد عام فقط من التحاقي بالإعلام كلفت بإعداد صفحة حملت عنوان فضاءات ملونة كانت تعنى بكل ما تعلق بقطاع السمعي البصري، كنت أجمع مواضيعها من الميدان، حوارات، تغطيات، وكان يشرف عليها الأستاذ المرحوم سهيل الخالدي الذي كان يشجعني ويحفزني باستمرار.
ثم التحقت بيومية الشروق عند تأسيسها وحققت بها نقلة آخرى في ميدان الإعلام بفضل ما لقيته من تأثر من قبل المرحوم الأستاذ بشير حمادي ومديرها عبد الله قطاف وثلة أخرى من ألمع الأسماء في المجال.
كانت كل الفرص أمامنا للعمل والظهور وإثبات الذات لاسيما وأن الصحافة المكتوبة كانت تعيش أجمل عهدها..كنا نجتهد نتنافس في قاعة التحرير نطلب المساعدة ممن سبقونا إلى المجال ..نسعد لنجاح مواضيعنا ونحاول تطوير أنفسنا باستمرار... إلى غاية أن تمكنا من التحكم في أبجديات العمل الصحفي.

 🔴🔴كيف ترين وسائل وإمكانيات العمل الآن مقارنة بالماضي ؟ كيف كنت تعملين دون حاسوب، ودون هاتف، ودون انترنت، ودون فايسبوك وتويتر ..ووو ..؟

📍أعتقد أن الفترة التي اشتغلنا فيها دون الوسائل التكنولوجية والتي يعرفها العالم اليوم كانت من أجمل وأفضل المراحل..لأن الصحفي كان يعتمد على جهده وعمله وعلاقاته.. لقد ساهمت تلك المرحلة في صقل موهبتنا كصحفيين شباب وتطوير ذاتنا ..كنا نعيد كتابة الموضوع عدة مرات على الورقة إلى غاية صياغته بالطريقة الصحيحة.. وأتذكر رئيس التحرير المرحوم بشير حمادي كان يحتفظ بالنسخ لديه ويخطط بالقلم الأحمر على الأخطاء ويدعونا لتصويبها معا، بالفعل كانت أفضل مدرسة بالنسبة لي.

🔴🔴كيف ترين الممارسة المهنية اليوم ؟ ماذا تغير؟

📍أكيد إن كل تقدم يشهده العالم في شتى المجالات يلقي بظلاله على قطاع الإعلام.. فالممارسة الإعلامية تختلف تماما اليوم عن السابق في ظل تسارع الأحداث والثورة التكنولوجية التي أضحت تتطلب من الصحفي التكيّف معها... وتغيير نمط عمله ومضمونه مع متطلبات المرحلة... فما نعتقد أنه معلومة جديدة أو سكوب كما يصطلح عليه.. يصبح بعد ساعة فقط من الأخبار المستهلكة في ظل المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل وما تبثه على مدار الساعة القنوات التلفزيونية.


 🔴🔴في رأيك.. ما هي أحسن مرحلة مرت بها الصحافة الوطنية، بصيغة أخرى ماهو العصر الذهبي للصحافة في الجزائر ؟

📍لكل مرحلة في مشواري المتواضع خصائصها وميزاتها رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجه كل صحفي خلال تأدية رسالته...الأكيد أن السنوات الأولى كانت جميلة مع أنها كانت صعبة ..كل السنوات السابقة في المهنة كانت مفيدة بالنسبة لي ومميزة ..اشتغلت مع زملاء وأصدقاء مازلت أكن لهم كل المحبة إلى اليوم.. تعلمنا من بعضنا تناقشنا تقاسمنا الهموم فرحنا لنجاحاتنا وافترقنا مع بعضهم بالمودة.

  🔴🔴 حدثينا عن ذكريات الزمن الجميل ؟ وعن حال الصحافة اليوم ؟

📍الزمن الجميل في قطاع الإعلام عشناه على ما اعتقد قبل ظهور القنوات الإعلامية الخاصة والمواقع الإلكترونية.. وانتشار منصات التواصل كنا نصنع الحدث ونستقطب القراء بما كنا ننشره من أخبار ومواضيع هادفة.. كنا ندخل قاعة التحرير صباحا للبحث عن موقع مواضيعنا في الجريدة ..نقارن بين الصفحات الأولى للجرائد.. نبحث عن الجديد ونتناقش ونحتج لعدم إعطاء القيمة الحقيقية لمواضيعنا ونظافع عنها..اعتقد أن هذه الروح تراجعت اليوم ولم نعد نلمسها.

  🔴🔴ما الذي تغير في الممارسة الصحفية، في الخبر، في مصدر المعلومة في الإعلام بصفة عامة بحكم تجربتك ومسارك الطويل ؟

📍قواعد العمل الإعلامي لم ولن تتغير وأساسها الموضوعية والمصداقية وتحري المعلومة الصحيحة والرأي والري الآخر.. غير أن ظروف العمل هي التي تغيرت وألقت بظلالها على القطاع...لأن الصحفي أضحى اليوم مطالب بالتحكم في الوسائل التكنولوجية وتحيين المعلومة وتكييف المضمون مع المستجدات بطريقة تجعل المواضيع التي تنشر قابلة للمطالعة بما تحمله من خصوصيات مقارنة بالأخبار السريعة التي تنشرها المواقع الإلكترونية.

🔴🔴ماتقييمك للصحافة اليوم ؟
تبقى الصحافة أو الإعلام بصورة عامة منبرا لممارسة الديمقراطية والتغيير والدفاع عن المواطن وتحقيق طموحه...غير أن ما يواجه الكثير من الصحفيين من صعوبات مهنية واجتماعية يتطلب تقديم مزيد من الدعم للقطاع ليحقق الأهداف والتطلعات.

   🔴🔴هل تشجعين أبنائك على ممارسة الصحافة ؟

📍بالنسبة لبناتي تركت لهن اختيار المسار العلمي والمهني.. وأعتقد أنهن لا يمِلن كثيرا للإعلام لأنهن عايشن معي المراحل الصعبة في مساري المهني...لكنهن جد فخورات بتجربتي في المجال..ويتقاسمن معي آهاتي وأفراحي.


حاورتها جميلة بلقاسم

تاريخ Oct 22, 2022