الحراك الإخباري - رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، رياض بوخدشة لموقع "الحراك الإخباري" يجب تحرير الإشهار من الولاءات والمؤثرات غير المهنية
إعلان
إعلان

رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، رياض بوخدشة لموقع "الحراك الإخباري" يجب تحرير الإشهار من الولاءات والمؤثرات غير المهنية

منذ 3 سنوات|حوار

تطرق رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، رياض بوخدشة، في حوار جرئ لموقع "الحراك الإخباري" بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير، إلى عديد الملفات المرتبطة بقطاع الصحافة والإعلام، هشاشة الوضع الاجتماعي والظروف المهنية التي يشتغل فيها الصحفيون، إضافة إلى عديد الملفات الحساسة.

حاوره: حيدر شريف

*بداية كيف تقيمون واقع الصحافة الجزائرية بعد مرور أكثر من سنة على انطلاق الحراك الشعبي؟

في الواقع لا تزال الصحافة الجزائرية تعيش نفس أوضاع ما قبل الحراك الشعبي رغم التغير الكبير في الخطاب الرسمي، والتعهدات التي قطعها الرئيس الجديد للدولة، فالمتغير الوحيد اليوم وهو بروز النقاش حول وضعية الصحافة وظروف عمل الصحفيين إلى واجهة النقاش، وهذا بالنسبة لنا أمر جد إيجابي، سيمهد لا محالة لمراجعات هامة في القطاع، وهذا هو الدور الذي نقوم نحن كمنظمة نقابية، نسعى إلى تعميق الإصلاحات المنتظرة على قطاع الصحافة في إطار مشروع بناء الجمهورية الجديدة لما بعد الحراك الشعبي.

*في أي ظروف يقوم الصحفي بتغطية انتشار جائحة كورونا؟

مع الأسف "فيروس كورونا" كشف عن هشاشة كبيرة في النظام الصحي والوقائي للجزائر من شتى المخاطر والأوبئة، والصحفيين من الفئات المهنية التي وجدت نفسها في قلب تهديدات هذا الوباء، ففي الأيام الأولى لانتقال العدوى إلى بلادنا كان الصحفيون عرضة لمخاطر إصابة حقيقية بالمرض وفعلا رصدنا إصابات وسط الصحفيين ومنهم من نقل العدوى إلى عائلاته وحصلت مع الأسف وفيات في عائلات الصحفيين.

*كيف سيتم تعويض الجرائد المتضررة من إجراءات الحجر الصحي وشح الإشهار خلال هذه الفترة؟

الحالة الصحية التي فرضها داء كورونا، كشفت عن الكثير من النقائص والفراغات في المنظومة التجارية والاقتصادية للبلاد، والصحافة تأثر بشكل كبير بتداعيات هذا الوضع، ويبقى السلوك الرشيد في التسيير هو الأداة الفعالة لمواجهة، الأزمات المالية، والحل الوحيد المتوفر في هذا الظرف هو "الحل التضامني" المبني على التوزيع المنصف للإعانات الدولة الموجهة للصحافة، وترشيد الطباعة لصعوبة التوزيع والاستثمار في فضاءات النشر الإلكتروني، بما في ذلك النشر الإشهار للصحف، كإجراء استثنائي يساعد على تخفيف العبئ من جهة على المطابع، ومن جهة للسماح بتسديد رواتب العمال، إلى حين العودة إلى حياة طبيعية.

*يعاني الصحفي الجزائري من جملة من المشاكل المهنية والاجتماعية، دون أن يجد الصحفيون أذان صاغية، ما تعليقكم؟

هذا هو الأمر الخطير في مهنة الصحفي، فهو مجند بوقته وجهده لنقل انشغالات المجتمع، وقيامه بدور حلقة الربط بين المواطن وسلطات بلاده، ولكنه لا يجد من يتبنى انشغالاته وهمومه، ويضمن له التكفل بمشكلات حياته اليومية، وحق في الحماية الاجتماعية للدولة، وهذه عقبة كبيرة يجب أن يعمل الصحفيون ذاتهم على طرحها للنقاش، وإيجاد لها حلا، وهذا أيضا من أدوارنا في المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، نسعى لأن يكون التنظيم ناقل لقضايا الصحفيين ومظلة حماية ودفاع عن حقوقهم الحياة الكريمة.

*في اعتقادكم هل سيتم تصنيف مهنة الصحافة ضمن قائمة المهن الشاقة؟

بلا شك، ستكون حسب المعطيات لدينا الصحافة في قوائم العمل الشاق، فهي توصف أصلا بمهنة المتاعب.


*تمر يوم 2 ماي سنة على إنشاء المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، ما هو تقييمكم لهذه التجربة النقابية بين الانجازات والإخفاقات؟

المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين بكل موضوعية هو تجربة نضال فريدة جدا في قطاع الصحفي، لما يتبناه من طرح عقلاني، منطقي، ومسؤول لمشكلات مهنة الصحافة وحلولها، بلا خوف ولا محاباة من أحد لحساب أحد، من أي من الأطراف المتدخلة في القطاع.


*عادة ما يتم تسجيل تجاوزات فيما يتعلق بسجن الصحفيين أو الاعتداء عليهم، كيف تتعامل نقابتكم مع مثل هذه الحالات؟

وضع الصحفي الطبيعي هو منابر النقاش، وتبادل الرأي والرأي الأخر في إطار السعي الدائم للوصول إلى الحقائق المؤدية لبناء مسارات تنموية حقيقية، وليس كما هو سائر في الاعتقاد اليوم بأن الصحفي خلق لكي يلاحق قضائيا ويزج به في السجون ويتيه به الحال في أروقة المحاكم، هذه حالة غير طبيعية ومرفوضة رفضا قاطعا، وجدت أسباب في أنماط التسيير والمعالجات الخاطئة لأزمات الصحافة، ونعمل اليوم مع الخبراء من رجال القانون وبالاستفادة من تجارب الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في الاحترافية المهنية لتجاوز ما تعيشه صحافتنا من ممارسات سلبية ومؤسفة.

*هل ممكن أن تطلعونا على جملة المقترحات التي رفعتموها لوزير الاتصال بهدف الارتقاء بالمهنة؟

طلبنا إلى مراجعة البطاقية الوطنية للصحفيين، ووضع آليات جديدة أكثر دقة وانضباطا في تحديد مهنة الصحفي المحترف، وإصدار القانون الأساسي الخاص بالصحفي، ونسعى إلى جعل الصحافة مهنة نخبوية، يخرج تدريسها من التعليم الجامعي العام، إلى معهد متخصص يقبل عليه محبي مهنة الصحافة ممن تتوفر فيهم قابلية الاحتراف والتألق في آفاقها.
كما من المطالب المهمة والمستعجلة تعزيز حرية التعبير ومبدأ دعم الدولة للصحافة والصحفيين في دستور البلاد المقبل، وفرض سيادة قانون الإعلام وهيئات الضبط في تقويم أخطاء الصحافة، وإبعاد الانحرافات المختلفة عن المعالجات القضائية.

*ما هو تصوركم لمستقبل الصحافة الورقية وتنامي الصحافة الالكترونية؟

لا يمكن أن يكون بلد بلا صحافة ورقية، فالورق والكتاب والقلم هم سلاح المعرفة الأول، ولكن أيضا تجاهل ما تطرحه التكنولوجيا من وسال إعلام واتصال حديثة، هو انتحار وارتماء في المجهول، لذلك يجب على الدولة أن تلعب دور المرافق الإقبال على الإعلام الرقمي، والتقليص التدريجي للتبعية للإعلام المطبوع، دون التخلي عنه في المنعرج وقبل الجاهزية لفرض الوجود في الفضاءات الرقمية على الأقل بمستوى ما قطعته دول عربية ودول الجوار.


*وهل أنتم من دعاة تحرير سوق الإشهار العمومي الذي تستحوذ عليه وكالة الإشهار بنسبة 30 بالمائة، مع العلم أنها أهم نسبة من حيث القيمة النقدية؟

المنافسة هم المبدأ الأساس الذي يقوم عليه العمل التجاري بصفة عامة، ولكن مع كون الصحافة لصيقة بالاعتبارات السياسية، فأعتقد أنه من الضروري أن تتوفر لدى الدولة الإرادة السياسية العالية، لتحرير الإشهار من الولاءات والمؤثرات غير المهنية، وجعل مقياس حيازة الإشهار الأول هو إنتاج مضامين إعلامية متميزة ودرجة الانتشار وتشكيل الرأي العام، والالتزام بالضوابط الأخلاقية والتجارية للمهنة.

*ما هي آفاق مهنة الصحافة في الجزائر كسلطة رابعة في مرحلة ما بعد كورونا وتحديدا مع التعديل الدستوري القادم
المرتبط ببناء الجمهورية الجديدة؟


حتما الصحافة في بلادنا تسير نحو الأحسن ونحو مستقبل أفضل وأفاق أوسع وأرحب تنتظر الصحفيين في المستقبل القريب إن شاء الله.


إقرأ أيضا : 


انحصار الصحافة الورقية و دور الوسائط الاجتماعية... الصحفيين في مواجهة التحديات المهنية 

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/35n2wI0

شهادة صحفية من زمن ورق " البيفتاك" ... ليست هذه هي الصحافة التي أردت

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/35nyjIG

اجتمعن على حب المهنة 
بين المطبخ والميدان.. صحافيات يخضن المعركة ضد كورونا 

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/35wMawA

ملاحظتان أو ثلاثة حول الممارسة الصحفية في الجزائر لرفع اللبس و تصحيح الفهم...

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/3ffixEa

الجزائر تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة في أجواء استثنائية
الصحافة الجزائرية من تغطية الحراك إلى زمن الكورونا..رحلة صمود

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/2Yu1Qz0

مختصّون يؤكّدون لـ " الحراك الإخباري"
قطاع الإعلام بحاجة إلى إصلاحات " عميقة" و" مستعجلة"

التفاصيل عبر الرابط : https://bit.ly/2Yr7OAQ



تاريخ May 2, 2020