الحراك الإخباري - " سبقلي" قبل أن يصب عرقي!
إعلان
إعلان

" سبقلي" قبل أن يصب عرقي!

منذ 3 سنوات|روبرتاج

" سبقلي" ليس عرضا خاصا باحد متعاملي الهاتف النقال، بل كلمة يلجأ إليها البعض مقابل خدمة معينة، أثارت امتعاض الكثيرين قلبت مفهوم الحديث النبوي " اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" إلى " اعطوني اجري قبل أن يصب عرقي"!!.

في حادثة شهدها احد شوارع العاصمة، شجار وقع بين " حمال" وصاحب ورشة بناء، اثر مطالبة الحمال بدفع نصف المبلغ المتفق عليه، موازاة مع حمله لنصف اكياس مخلفات البناء، ما أثار غضب صاحب الورشة الذي اصر على دفع مستحقاته مباشرة عقب انهائه للعمل المتفق عليه مسبقا، وليس بعد مرور نصف ساعة فقط!.

الحمال وفي حديثه ل " الحراك الاخباري"، أرجع لجوءه الى المطالبة بنصف مستحقاته بعد حمله لنصف الأكياس المتفق عليها، لوقوعه برفقة عديد الحمالين ضحايا لبعض المتحايلين، يدفعون نصف المبلغ المتفق عليه عقب إنهاء العمل، " يرموا علينا مصيرفة نحشم نذكرها".

 بمجرد أن سألناه عن حكايته مع " سبقلي" حتى فتح " محمد" رب أسرة يعكف على إعادة تهيئة شقته الممنوحة له في إطار البرنامج السكني للبيع بالايجار " عدل"، قلبه وما فعلته الكلمة فيه، فالشاب الذي تولى إعادة تهيئة بلاط الصالون والفناء، بتقنية ما يعرف ب " البلاكوبلاتر"، طالبه بعد يوم واحد من بداية الأشغال بدفع نصف أجره والمقدر بثلاثة ملايين سنتيم، ما ان دفعته له، يضيف المتحدث، حتى طالبني صاحب ورشة لتصميم المطبخ، عقب اخذه المقاسات بتسبيق ستة ملايين.

المتحدث أعرب عن ان كلمة " سبقلي" أضحت تثير غضبه، وأدخلته في ملاسنات وشجارات، قائلا " مصمم المطبخ، أخذ القياس وطالبني بالتسبيق، في وقت كان من باب أولى أن يمهلني إلى أن أزور ورشته وأختار على الأقل اللون والتصميم المناسب"، ليعرج بالحديث عن منظفة العمارة التي يقطن بها حاليا بقلب العاصمة، والتي تطالب السكان بدفع 200 دج لكل واحد قبل أن تشرع في التنظيف بشعار " أقبض اولا".

لحيثيات حكاية " وردة"، عروس لم يمض عام على زواجها، مع كلمة " سبقلي" ما يثير العجب، روتها بنوع من الطرافة ل " الحراك الاخباري" تتعلق بمطالبة الحلاقة بدفع مستحقاتها كاملة بمجرد أن وطات قدميها محلها، لتختم بذلك مسلسلا عانت منه مرارا خلال التحضير لزفافها، " الخياطة طالبتني بدفع نصف مستحقاتها قبل أن تنهي خياطة ملابس التصديرة، بحجة أن الكثير من العرائس بتهربن من ذلك".

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فصانعة الحلويات اصرت على منحها نصف مستحقاتها، ولم يمض أسبوع واحد على إعطائها " العربون"، بحجة اقتناء مستلزمات إعداد الحلويات، وكنت قد دفعت للتو نصف ثمن ايجار بقية ملابس التصديرة مع الزامي بدفع المبلغ المتبقي قبل اخراجها من المحل يوم الزفاف.

" سبقلي" كلمة لها ما يبررها من جانب طالبها وتبقى مستهجنة عند الكثيرين، باختصار هي إحدى حكايات المجتمع وما أكثرها اليوم، نسوقها كما جاءت على لسان من عايشوها، ليتواصل المسلسل الاجتماعي بفصوله المختلفة، وعناوينه المتفرعة من توقيع أناس بيننا، بانتظار وقوفنا على حيثيات أخرى خلال الأيام المقبلة.

سمية.م

تاريخ Oct 18, 2020