الحراك الإخباري - سويعات قبل رحيل بن صالح و بدوي...الحراك و الرئيس الجديد وجها لوجه!
إعلان
إعلان

|


سويعات فقط قبل ان يغادر كل من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح و رئيس الحكومة نورالدين بدوي السلطة (آخر الباءات) ليفتحا الباب لرئيس جديد تفرزه انتخابات 12/12 و حكومة جديدة يعينها بعد أداء اليمين الدستوري.
و هذا يعني الدخول العملي في عهد ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي عين حكومة بدوي قبل ان يضطر اضطرارا الى الاستقالة في 2 افريل الماضي بفعل الحراك الذي رفض الذل و الظلم و مساندة الجيش له بشكل واضح لا غبار عليه.
لن تكون الانتخابات حلا جذريا لكل المشاكل العالقة و على رأسها أزمة الثقة، و لكنها خطوة هامة نحو الحل بالنسبة لبلد بحجم قارة يتخبط في مشاكل سوء الحوكمة و فساد النخبة الحاكمة التي يتواجد السواد الأعظم منها في السجن.
لا بد ان يدرك الحراك ان ما تحقق في اقل من سنة "معجزة" و ان المكاسب كثيرة بشرط ان يحافظ على سلميته و ان لا يتحول الى نظام فاشي يُكـفِرُ كل من يخالفه الرأي، ان ممارسة الاٍرهاب اللفظي ضد من يصوت لا يشرف و لا يرفع صاحبه.
بدل السير نحو الراديكالية العقيمة، على الحراك ان يستعد للمرحلة القادمة و ان يخرج من الشعار الى الخطة العملية: من يمثلني، من يتفاوض باسمي، اين مصلحة البلد في المدى القصير و المتوسط و حتى البعيد، هل اقبل بالتنازل التكتيكي، هل أشارك في الحكومة القادمة ام اكتفي بدور المراقب مثلا عن طريق الانضمام الى المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي (كناس)، كيف احترم من أتفاوض معه حتى يحترمني...لو يتوجه الحراك الى الواقعية و البراغماتية لا شك انه سيقدم مساهمة تاريخية للبلد للخروج من نفقه الى التنمية السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الروحية.
اما الطرف الثاني في المعادلة اقصد النظام و تحديدا الرئيس القادم فلا بد ان يتحمل المسؤولية كاملة تجاه شعبه و ان لا يخدم الا شعبه و الا عرف مصير بوتفليقة الذي بدأ كبيرا و انتهى صغيرا لانه ورث اخاه سعيد صلاحيات رئيس دون وجه حق و هذه خيانة للشعب الذي انتخب عبد العزيز و لم ينتخب السعيد.
إن عدم تكرار أخطاء بوتفليقة الذي قدم العائلة على الوطن و انتهج سياسات أقتصادية متناقضة، فكان إشتراكيا في بداية حكمه و تحول الى ليبرالي في وسط حكمه ثم عاد الى الاشتراكية لِيَقْبرَ الاقتصاد في نهاية عهده، فلا هو اشتراكي و لا هو ليبرالي و لا هو بين هذا و ذاك!
فعدم تكرار هذه الأخطاء سيخدم الرئيس الجديد الذي سيتحمل وِزْرَ من سبقه لا محالة.


جميلة بلقاسم

تاريخ

أخبار أخرى