الحراك الإخباري - حراس البوابات (الإعلامية)
إعلان
إعلان

حراس البوابات (الإعلامية)

منذ شهر|الأخبار

إنهم فعلا حراس البوابات الإعلامية، أولئك الصحفيين الذين سولت لهم ضمائرهم عند جمع الأخبار، فرزها (المناسب وغير المناسب) وتصنيفها (يبث ولا يبث) وتفسيرها (لأحد أطراف القصة الخبرية) وهذا هو حالهم في فرنسا، وهم يغطون الأحداث المأساوية في الشرق الأوسط بالرواية الوحيدة "إسرائيل الضحية".

آخر ضحايا هذه البوابات الحديدية الموصدة في وجه الحقيقة ومن يحملونها هو باسكال بونيفاس Pascal Boniface المدير والمؤسس لمعهد الأبحاث في العلاقات الدولية وهو مؤسسة علمية وبحثية مرموقة في فرنسا.

نشر بونيفاس اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي سؤالا مفاده لماذا لم أعد أشاهد أكثر في البرنامج الشهير على القناة الفرنسية الخامسة؟ بعض المشاهدين لاحظوا أنني لم أعد ضيفا في القضايا الجيوبولتيكية المعقدة ولاسيما فيما يتعلق بمستجدات الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة.

بعد 23 سنة –يضيف بونيفاس- من المشاركة في البرنامج الشهير وربما منذ بداياته يبدوا أن موقفي النقدي من السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط أصبح الآن يمنعني من المتابعة والمشاركة النشطة.

أكثر من ذلك، المعالجة الإعلامية للحرب في غزة بفرنسا تترك مساحة واسعة للرواية الوحيدة وهي الرواية الإسرائيلية للأحداث ولذلك أنا أرفض أن أدخل في الصف لأحتفظ بمكاني في هذا البرنامج التلفزيوني وأتأسف مع ذلك لعدم تمكني من المشاركة بعد الآن.

إنهم فعلا حراس البوابات أولئك الذين نعرفهم جيدا جماعات ضغط وجهات نافذة داخل الغرف المظلمة وخارجها تحارب بشكل شري من أجل تكميم الأفواه، تغييب النقد، تقديس معاداة السامية، تبجيل الهولوكوست وتبرئة إسرائيل مهما كانت أفعالها قبيحة مجردة من الإنسانية.

إنهم فعلا هم من يمنعون الدخول ويرفضون مشاركة من ينتمي إلى الفريق الآخر، ويصرون دوما على الرواية الوحيدة وعلى المشهد الأول ويحاربون الكوفية والراية وكل الصرخات التي تنادي بوقف الحرب، الآن.

إنهم هم حراس المعبد الذي سينهار ذات اليوم من فرط كذبهم وزيفهم وتلاعبهم بالمفردات والعبارات والمشاعر والضمائر.

لطفي فراج

تاريخ Jul 23, 2024