الحراك الإخباري - فيروس كورونا يرهن مصير "المْهِيبَة"
إعلان
إعلان

فيروس كورونا يرهن مصير "المْهِيبَة"

منذ 3 سنوات|روبرتاج


" مصائب قوم عند قوم فوائد" قال "محمد" 35 سنة، القاطن بشارع "الشيخ الكمال" ببلدية محمد بلوزداد بالعاصمة، عندما سألناه عن " "مْهِيبَة عيد الفطر" هل قدمها لملكة بيته المستقبلية، وبنوع من الطّرافة أخبرنا أنّه ولكثرة سماعه عبارة " ظرف استثنائي" حمل سمّاعة الهاتف وأخبر والدها بصريح العبارة " لا يوجد مهيبة لغاية رفع الحجر لكون الظرف استثنائي"، خاصة وأنه توقف عن العمل بسبب الجائحة " ومن أين لي بمصارف المهيبة التي تفوق المليون سنتيم".

وعلى عكس ما ذهب إليه "محمد" يستعدّ جاره " لطفي" 28 سنة، لحمل ما اقتناه إلى بيت عائلة خطيبته، بعد غد الجمعة، قائلا " بحكم الحجر المنزلي وضرورة التباعد الاجتماعي، عازم، الجمعة المقبلة، على إعطاء ما اشتريته لزوجتي لوالدها خارج البيت"، موضّحا بانّ "المْهِيبَة" شملت قرطين ذهبيين وجبّة، فيما وعدها بقطعة الحلوى والورود في عيد الأضحى المبارك مع جزء من لحم الأضحية.

"كلّ شيء تأجّل بفعل الجائحة، فقرّرت تأجيل العطية إلى عيد الأضحى" أسر إلينا " يوسف" 40 سنة، من باب الوادي، معترفا بأنّها أثقلت كاهله، "خطبت فتاة أحلامي، منذ ثلاث سنوات، قرأنا الفاتحة العام الفارط، ولم أكن أعرف أنّ ضريبة المهيبة تنتظرني كلّ موسم والا لكنت أجّلت العقد الشرعي أيضا"، وفيما استحسن موقف زوجته وأهلها الذين تفهّموا وضعيته المادية الصّعبة، ما سمح بتاجيل دفع مهرها، ابتسم وقال" كل شيء مؤجّل في حياتي، ربّي يفرّج علينا".

" راني معلّق خصّتني غير المهيبة!!" أجاب " لطفي" 45 سنة، من البليدة، مضيفا أنّ تكاليف الزواج أرهقته وما عاد يقوى على تغطيتها، " أعمل بأجر زهيد، ليس لديّ سكن، مقبل على الايجار، غرفة النّوم بالتقسيط واخوتي يساعدونني في اقتناء بعض الآثاث ومصاريف العرس"، وحسبه فلا هدايا قبل العرس وذلك بطلب من زوجته مراعاة لظروفه الماديّة الصّعبة، وهو ما لم توافق عليه " نورة" 28 سنة، مقبلة على الزواج، بتأكيدها أنّ " المهيبة هدية من حقّي وليس عليه حرماني منها بسبب أو بآخر"، لتردّ " من لا يقوى على تكاليف الزواج ليس عليه أن يقبل عليه".

"المْهِيبَة" تقسم رواد الفضاء الازرق

"المْهِيبَة" أثارت جدلا كبيرا على وسائط التواصل الاجتماعي، وقسّمت روّاده بين مؤيد ومعارض، بسبب الظرف الراهن والأزمة الصحية، اعتبره البعض فرصة لإلغاء عديد " العادات التي تجذّرت في المجتمع وأثقلت الكاهل والسبب في عزوف العديد من الشباب عن الزواج"، وآخرون رفعوا شعار " في وقت الشدّة تعرف من هم أحبابك" باعتبارها هدية وتكريم للزوجة والكنّة المستقبلية، ولكلّ مبرّراته.

على حسابها بالفضاء الأزرق نشرت " أمينة" " أكره هذه العادة، الهدية تأتي عن طيب خاطر وليس بحكم العادة، عمرها المحبة ماكانت بالهدايا وأبدا لن تعبّر الهدايا عن مقدرة الشخص المالية"، لتردّ عليها " فاطمة الزهراء" بقولها " عادة سيّئة أكثر منها حسنة، أصبحت مجرّد تفاخر بين الأسر، ليس لها أيّ علاقة بالتقدير، وأصبح من ليس له مال قارون يعزف عن الزواج بسبب مثل هذه العادات التي فيها تعسير وتضييق على الشباب".

واعتبرت " مروى" المهيبة "عادة حسنة" تنمّ عن شعور الزوج بمسؤوليته اتّجاه زوجته المستقبلية، ناهيك عن كونها " عربون محبّة" ولو بأشياء بسيطة عملا بالمثل القائل " العطاء على قدر المحبّة"، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم " تهادوا تحابوا"، كما أنها فرصة لتقارب الأسرتين بنظر الكثيرين، على أن تحدّد نوعية الهدايا " كل ومقدوره"..

وفيما راح آخرون يداعبون أصحاب " المهيبة" بنشر صورة لحزمة مواد الوقاية على غرار " الكمامة، معقّم اليدين، القفازات" معلّقين " مهيبة العروسة هذا العام"، أكدت بعض المخطوبات بقولهن" خطيبي ردّ على تمسّكي بالمهيبة بقوله: اشتريها انت وأخبري اهلك بأنها من عندي، فالوقت ليس وقت العطايا"..ما يؤكد بأن "المْهِيبَة" ليست عادة موروثة وفقط بل مرتبطة ايضا بالظروف والذهنيات..



سمية.م