الحراك الإخباري - كتاب "عمارة الثورة المضادة.. الجيش الفرنسي في الشمال الجزائري"- الوجه الآخر للاستعمار الفرنسي في الجزائر.
إعلان
إعلان

كتاب "عمارة الثورة المضادة.. الجيش الفرنسي في الشمال الجزائري"- الوجه الآخر للاستعمار الفرنسي في الجزائر.

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


يعتبر كتاب "عمارة الثورة المضادة.. الجيش الفرنسي في الشمال الجزائري"- للأكاديمية "سامية حنّي"، من أهم الكتب التي تتناول جانب غير مطروق كثيرا في البحوث التي دارت حول التواجد الفرنسي في الجزائر خلال العهد الاستعماري، وهو جانب العمارة، حيث لا يقل هذا الجانب، أهمية، عن الجوانب الإقتصادية والسياسية.
تعرض الباحثة في كتابها المساعي الفرنسية لترسيخ وجوهدا في الجزائر عبر أشكال العمارة التي تبنتها ورسختها في بلادنا.
ويخوض الكتاب في تفاصيل التسيير الإستعماري للملف العمراني والتقسيم الإداري والتوزيع السكاني، من خلال مخطط يهدف إلى توطين الجزائريين والأوروبين بالشكل الذي يخدم الإستراتيجية الإستعمارية في دعم وجود المحتل، ومحاصرة الثورة، بحيث يقف الكتاب عند "مشروع قسنطينة"، الذي جاء به الجنرال ديغول لخنق الثورة، كما يتناول الكتاب أيضا المدينة الإدارية الجديدة التي بنتها فرنسا لتحصين موظفيها من هجومات الثوار الجزائريين.
ويجزم الكتاب أن الإستعمار الفرنسي في الجزائر كان له هدف استيطاني على المدى الطويل، بدليل أنه حرض على تدعيم تواجده العسكري والإقتصادي ببنية عمرانية، وهنا يبرز الكتاب دور الفنيين والمهندسين والمعماريين والمخططين، وهي أدوار لا تقل أهمية عن ما كان يقدمه الجنود والعسكريين والمخبرين.
كتاب "عمارة الثورة المضادة.. الجيش الفرنسي في الشمال الجزائري"- وثيقة تاريخية مهمة ترصد فيها سامية حني ما قامت به الإدارة الفرنسية من إعادة تكيّف للبنية التحتية التي ضمنتها فرنسا على أرض الجزائر، من خلال إقامة وبناء مستوطنات في جميع أنحاء البلاد "بنية الثورة المضادة" كما يدعوها الكتاب بهدف تحصين وحماية السكان الأوروبيين، فيما كانت تعمل بالموازاة مع ذلك على ترحيل الأنديجان من السكان الأصليين إلى مناطق فقيرة ومعزولة، بهدف عزلهم عن الثورة وعن المجاهدين، أملا في إحكام سيطرتها وعرقلة الثورة وقطع امتداداتها بالشارع .
الكتاب يشرح بالخرائط والمخططات الإستراتيجية الفرنسية في تصميم العمران
وتقسيمه، والذي اتخذته سبيلا لتدعيم مقولة" الجزائر فرنسية"، وهذا عبر تحليل ما يسميه الكتاب ب"الثورة المضادة المعمارية" والتي تجسد الشخصية العسكرية الفرنسية وما خلفته على أرض الواقع.
الكتاب يقدم تاريخ مختلف لوقائع حرب التحرير، ويركز ليس على المعارك، لكن على محاولة التشويه التي ألحقها الإستعمار الفرنسي بالشخصية الجزائرية من خلال تخريب بنيته الإجتماعية والمعمارية.

نعيمة .م

تاريخ Dec 10, 2019