الحراك الإخباري - لا تخاف الجزائر لا من ليبيا و لا من مالي بل تخاف عليهما من الحروب الاهلية
إعلان
إعلان

لا تخاف الجزائر لا من ليبيا و لا من مالي بل تخاف عليهما من الحروب الاهلية

منذ شهر|رأي من الحراك


لا خوف على الجزائر مما يحدث في ليبيا و مالي، ومحاولة تصوير المشهد الاقليمي على انه يشكل تهديدا وشيكا على امن الجزائر، وبان طبول الحرب بدأت تقرع على حدودنا وبان الدولة الجزائرية في خطر وشيك..هذا التوصيف البعيد كل البعد عن الحقيقة تحاول التسويق له والترويج له بعض الدول في محاولة بائسة و فاشلة لضرب معنويات الشعب الجزائري ودفعه الى الخوف. انها حرب نفسية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. 

اما الحقيقة فهي غير ذلك تماما، فالجزائر تخاف على مستقبل ليبيا الجارة الشقيقة و تخشى من تقسيمها الى دويلات تتحكم فيها قوى خارجية لا يهمها استقرار ليبيا و لا سلامة شعبها، بل كل ما يهمها هو سرقة خيرات هذا البلد، الخوف في الجزائر ليس من ليبيا بل هو على ليبيا لانه لا يعقل ان تشكل مجموعات مرتزقة يقودها خليفة حفتر بتمويل خارجي تهديدا على الجزائر و جيشها. ليس خليفة حفتر او غيره من يخيف الجيش الجزائري، و اللبيب بالاشارة يفهم. 

و يمكن ان نقول نفس الكلام على الجارة مالي: الخوف الجزائري هو خوف على مالي و ليس منها، تعمل الدبلوماسية الجزائرية بدون كلل و لا ملل من اجل إقناع القائد العسكري في باماكو عاصمي غويتا و رفاقه من الجيش المالي بانه لا حل بدون مصالحة مع توارق الشمال في إطار خطة طريق تضمن المصالح العليا لدولة مالي و تجنبها ويلات الحرب الاهلية و تقسيم البلد الى بلدين و فتح المجال لمزيد من التدخل الاجنبي العسكري في المنطقة، و كانت الجزائر قد حذرت السلطات العسكرية في مالي بان طرد الجيش الفرنسي شيء ايجابي جدا و لكن دعوة ميليشيات روسية لتحل محل الجيش الفرنسي في مالي ليس حلا أبدا بل هو تكريس و تشجيع للتفرقة بين المالييين و استمرار للحرب الاهلية و تشجيع لتنامي ظاهرة الارهاب في مالي و في كل دول الساحل. الخوف اذن عند الجزائر هو الخوف على مالي و ليس الخوف من مالي لانه لا مجال للمقارنة بين الجيش المالي و الجيش الجزائري و لا مجال للمقارنة بين الامن المالي و الامن الجزائري. اما الارهاب فالقاصي و الداني يعلم بان الجزائر قضت عليه و اصبحت مدرسة و مرجعا لكل من يواجه الارهاب في العالم. 

و كل من يحاول تصوير المشهد العام على غير حقيقته و هو ان الجزائر تسعى جاهدة لنزع فتيل الحروب الاهلية في المنطقة و تستثمر الجهد و المال من اجل الوصول الى هذا الهدف لضمان الاستقرار و السلم و تفويت الفرصة على التدخل الاجنبي، كل من يحاول تصوير المشهد على غير حقيقته فهو موضوعيا مع الاطروحات و المقاربات التي لا تريد الخير لهذه المنطقة التي سئمت الحروب و النزاعات و يحلم قياداتها بالأمن و الاستقرار لأبنائهم. 

و قد تكون دولة نيجر قد فهمت رسالة الجزائر بعد ان اقتنعت قيادة هذا البلد بان لا حل في المنطقة إلا بالعودة الى السلم و إلى النمو الاقتصادي من اجل تحقيق حد ادنى من الرفاهية للشعب، سجلت مؤخرا زيارات مهمة لقيادات دولة نيجر إلى الجزائر و من المرتقب التوقيع على اتفاقيات في مجال النفط و الغاز و التبادل التجاري. و هنا ايضا لا شك بان التخوف الجزائري هو تخوف على نيجر و ليس من نيجر.


احمد العلوي

تاريخ Aug 13, 2024