ما يحدث في غزة لا يقبله قانون و لا دين و لا اخلاق، ما يحدث في غزة بربرية مطلقة و البربرية كما هو معروف هي نقيض الحضارة. ماذا بعد هذا التوصيف؟ هل ننساق وراء العواطف الجياشة و نطلق العنان للعويل و جلد الذات و نندب حظنا؟ هل هذا هو الحل؟ و هل جلد الذات يقدم قيمة مضافة للقضية الفلسطينية؟ اهم من هذا و ذاك: هل الجزائر مقصرة في حق الفلسطينيين؟ هل يجوز مقارنة الموقف الجزائري مع غيره من المواقف العربية؟ هل التهور و الارتجال في قضية مثل القضية الفلسطينية يخدم المصلحة العليا للوطن؟ هل الرئيس عبد المجيد تبون مسؤول عن قرارات تتخذ في عواصم عربية اخرى؟ هل يوجد شيء اسمه دولة عربية واحدة موحدة ام ان الحقيقة هي انه يوجد 21 دولة عربية تجتمع تحت قبة الجامعة العربية في القاهرة و لكل قائد من القادة الواحد و العشرين وجهة نظر و مقاربة ليست هي بالضرورة وجهة نظر و مقاربة بقية القادة مما يجعل الوصول الى اجماع شبه مستحيل، و هل يمكن لدولة مثل الجزائر ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني جملة و تفصيلا ان تتفق مع دولة اخرى تجعل من التطبيع انجاز وطني عظيم؟ لكل هذه الاسباب الموضوعية لا بد ان نبتعد نحن في الجزائر عن ردود الأفعال الانية الاستعراضية و نركز على المصلحة الوطنية التي تقضي بناء دولة القانون و بناء جيش قوي و بناء اقتصاد متنوع يضمن مناصب الشغل و المداخيل و بناء اعلام محترف وطني يدافع عن مصالح الدولة الجزائرية، حينها فقط يمكن ان يكون دعمنا للقضايا العادلة عبر العالم اكثر نجاعة و اكثر فعالية. اما من يزايد على الجزائر بخصوص القضية الفلسطينية نذكره و الذكرى تنفع المؤمنين، بان ياسر عرفات القائد الفلسطيني الرمز كان يسافر بجواز سفر دبلوماسي جزائري و على متن طائرة جزائرية و بانه اعلن عن قيام الدولة الفلسطينية من قصر الصنوبر في الجزائر في 1988.
احمد العلوي