ينطلق، يوم غد الأحد، ماراثون امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025، حيث يُقبل أكثر من 850 ألف مترشح من مختلف أنحاء الوطن على اجتياز هذا الامتحان المصيري، موزعين عبر ما يقارب 3000 مركز إجراء.
الاختبارات تمتد على مدار خمسة أيام، وتشهد هذه الدورة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المترشحين الأحرار، بحسب ما أفادت به وزارة التربية الوطنية. وحرصًا على مبدأ الإنصاف، أكدت الوزارة أن المواضيع المقترحة ستكون في صلب البرامج التي تلقاها التلاميذ داخل أقسامهم، مع إتاحة حرية الاختيار بين موضوعين في كل مادة.
البكالوريا لهذه السنة تشمل سبع شعب تعليمية، هي: الآداب والفلسفة، اللغات الأجنبية، العلوم التجريبية، الرياضيات، تقني رياضي، تسيير واقتصاد، والفنون.
في إطار الاستعدادات، كثفت الوزارة من التدابير التنظيمية والتقنية لضمان السير الحسن للامتحانات، حيث أشرف وزير التربية، محمد صغير سعداوي، على ندوة توجيهية خصّ بها رؤساء مراكز الإجراء، شدد فيها على ضرورة التحقق من جاهزية الوسائل والتجهيزات، وفرض الانضباط والاحترام الصارم للأنظمة المعمول بها، بما يكرّس الشفافية والنزاهة.
كما جدد الوزير التزام الدولة الكامل بمرافقة جميع المترشحين، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، من خلال توفير الجو الملائم لهم لاجتياز الامتحان في ظروف مريحة ومستقرة.
وفي خطوة لتخفيف الضغط على المترشحين، تقرر إبقاء منصات سحب الاستدعاءات مفتوحة إلى غاية آخر يوم من الامتحانات، لتفادي أي طارئ يتعلق بفقدان الوثائق الرسمية.
من جهته، دعا الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات المترشحين إلى معاينة مراكزهم مسبقًا لتفادي التأخر، والالتزام بإحضار بطاقة الهوية والاستدعاء طوال أيام الامتحان.
ولضمان النزاهة، يُمنع منعًا باتًا إدخال أو استخدام أي وسيلة اتصال داخل مراكز الامتحان، فيما حذرت وزارة التربية من الانسياق وراء الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الجانب الأمني، تم حشد نحو 22 ألف عنصر من الحماية المدنية، إلى جانب 24 ألف عون أمن لضمان تغطية شاملة لمراكز الإجراء ومحيطها، وتوفير بيئة آمنة للمترشحين.
هكذا، تستعد الجزائر لانطلاق إحدى أهم المحطات التعليمية في السنة، وسط إجراءات محكمة ورهانات عالية تعكس أهمية امتحان شهادة البكالوريا كجسر عبور نحو المستقبل.