الحراك الإخباري - بانتظار رفع الحجر وإجراء الحج في موسمه عجائز وشيوخ قلوبهم مشدودة إلى بيت الله
إعلان
إعلان

بانتظار رفع الحجر وإجراء الحج في موسمه عجائز وشيوخ قلوبهم مشدودة إلى بيت الله

منذ 3 سنوات|روبرتاج

ليلة بيضاء قضاها العم "محمد" بانتظار بزوغ شمس يوم ليس كبقية الأيام، من شهر فيفري المنصرم، شهد تنظيم عملية قرعة الحج لموسمي 2020-2021، على مستوى قاعة الحفلات 20 أوت ببلدية محمد بلوزداد، "دقات قلبي تسارعت مع بداية عملية القرعة، لم أتمالك نفسي وإمام المسجد ينادي باسمي، أخيرا حالفني الحظ في الفوز بعد أكثر من خمس محاولات"، يقول العم "محمد"، الذي سارع إلى زفّ البشرى لزوجته وأولاده لتكون "زغرودة" جاراته التي دوّت القاعة الذكرى التي لا يمكن له نسيانها.

عقب فوزه في القرعة شرع العم محمد في التحضير لتأدية المناسك على أكمل وجه، اقتناء كتيّبات عن الحج، حضور محاضرات ودروس دينية عن آدابه ومناسكه، بل والتدرّب على المناسك باستخدام المجسّمات بصالون الحج والعمرة في طبعته الخامسة بقصر المعارض، " اطّلعت على خدمات وعروض أكثر من عشر وكالات للسياحة والأسفار المعتمدة لتنظيم عملية الحجّ لهذا الموسم، أملا في السّفر مع أفضلها"، يقول المتحدّث لـ " الحراك الإخباري"..

 شوق وحنين لإقامة خامس أركان الإسلام، لوعة سرعان ما تحوّلت إلى ترقّب بعد الإعلان عن تعليق العمرة والدخول إلى السعودية مؤقتا بسبب جائحة كورونا، العم محمد يتابع يوميا نشرات الأخبار، الهام والعاجل على التلفاز، " لعل وعسى تزفّ إلينا بشرى رفع التعليق"، وهو ما تفعله " فاطمة الزهراء" بدورها فائزة في قرعة الحج، وهي ترفع، فجر كلّ يوم، أكفّ الدعاء بأن يرفع الله عنا هذا البلاء قبل موسم الحج المقبل..

" فرحتي مؤجّلة إلى حين الإفراج عن رحلات الحج" تقول المتحدّثة بنبرات مؤلمة ومؤثّرة، وفي محاولة للترويح عن نفسها، أضافت بنوع من الطرافة " بتّ أفهم في كل ما يتعلق بالحج بما فيها تكاليفه، وتأثرها بأسعار البترول في البورصات العالمية"،  كما تتابع باهتمام بالغ البيانات الصادرة عن لجنة الفتوى بخصوص تداعيات فيروس كورونا، بناء على التطوّرات الحاصلة.

" شعور غريب انتابني عقب دعوة لجنة الفتوى إلى امتناع الأطفال والنساء وكبار السنّ والمرضى، عن الحضور إلى المساجد للجمعة والجماعات، ودعوة الأئمة إلى تخفيف الصلوات وعدم التطويل فيها وغلق المساجد بعد الفراغ منها، مع التأكيد على الإبقاء على اجتماع اللجنة الوزارية مفتوحا للمتابعة وإصدار الفتاوى التي تتناسب مع تطوّر الوضع" تقول الخالة " فوزية" مقيمة بالبليدة، مشيرة إلى أن " قرار غلق المساجد وتعليق صلاة الجمعة والجماعات ضاعف من مخاوفي في إلغاء موسم الحج كليا بسبب كورونا".

لا حديث يجمعني بـ" الشيوخة" مثلي سوى عن الحج، يقول العم "عمار"، هؤلاء يتوجّسون خيفة من استمرار الوباء وإلغاء موسم الحج، وفيما يتحدّث " راديو طروطوار" عن السماح لنصف عدد الحجاج، بأداء مناسك الحق في حال اعلان السلطات السعودية افتتاح موسمه، يرجّح العم " عمار" إجراء الحج في موسمه بصفة عادية، بناء على مؤشرات بينها انخفاض عدد الإصابات بجائحة كورونا وفتح أبواب ساحات المسجد النبوي الشريف، نهاية الشهر المنصرم، استعدادا لاستقبال المصلّين..

وبانتظار فصل الجزائر في مشاركتها من عدمها في موسم الحج المقبل، مع اقتراب موعده المقرر بداية الشهر المقبل، تبقى قلوب 41300 حاج وهي حصّة الجزائر لهذا الموسم، مشدودة إلى بيت الله الحرام، توّاقة لتلبية نداء سيدنا الخليل في قادم الأيام، بعد أن قلّبت جائحة كورونا الموازين، وأضحى مسجّلون لم يسعفهم الحظ في الفوز بقرعة الحج يواسون الفائزين، فالوباء علّق الصلوات الخمس والجمعة في المساجد، صلاة عيد الفطر، وحتى موسم العمرة بفعل أرقام ضحاياه، فهل سيفعل فعلته مع موسم الحج؟ الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن تساؤل حجاجنا الميامين، مع دعوات بأن يرفع الله البلاء ويجرى الحج في موسمه.

سمية.م