ربما خروج المال من دائرة التأثير على هذه الانتخابات الرئاسية هو اهم و اخطر نقطة سيسجلها التاريخ، ان الأصداء التي تصلنا من داخل التنسيقيات التي تعمل لصالح المترشح الحر عبد المجيد تبون و غيره من المترشحين تفيد بان هناك حرص شديد و تعليمات صارمة بعدم قبول المال تحت اي عنوان او مسوغ او تبرير.
إذا تأكد هذا التوجه او "الترند" فيما تبقى من ايام الحملة الانتخابية، يمكن القول بان ايام "الجاهلية السياسية" قد ولت الى غير رجعة و بان شراء المناصب و الذمم و الرجال بالمال اصبح من الماضي.
و يمكن اعتبار خروج المال من عملية تنظيم الانتخابات باعتباره صانعا للفارق انتصارا كبيرا للدولة اولا و للطبقة السياسية ثانيا اذ تستطيع هذه الأخيرة ممارسة السياسة و دخول الانتخابات من اجل الإسهام في دفع البلد الى الامام، فقد لعب المال الفاسد في عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دورا محوريا مكن من صعود و تحكم طبقة سياسية أفسدت فوق الارض و أقصت الكفاءات السياسية و أفرغت اللعبة الانتخابية من محتواها و ماهيتها و هي خدمة الشعب الجزائري.
ان قطع الطريق على المال سيفتح بكل تأكيد افاقا كبيرة للطموحات السياسية المشروعة، و يحسن من اداء العملية السياسية و يجدد الثقة (المفقودة إلى حد كبير) بين الشعب و السياسي و هكذا تتنافس النخب السياسية و تعمل لصالح المصلحة العليا للوطن.
احمد العلوي