فبدون استقرار لا يمكن الخروج من الازمة التي خلفها النظام البوتفليقي المتعفن...كما لا يمكن بناء ديمقراطية بدون مشاركة الشعب عبر نخبه...و مشاركة الشعب و النخب يكون عبر انتخابات حرة و نزيهة...و هذا لم يكن متوفرا قبل الحراك حيث كان التزوير الانتخابي علامة مسجلة للنظام السياسي القائم...مما نتج عنه طلاق بائن بين النخبة الحاكمة و الشعب...ذهبت الثقة و بدون ثقة لا و لن تنجح اية خطة او مقاربة سياسية و اقتصادية للرئيس عبد المجيد تبون...
و حتى تكتمل الصورة لا بد من التذكير ان حراك 22 فبراير 2019 لم يكن حركة سياسية تسعى للوصول الى السلطة، بل لحظة غضب امام نخبة حاكمة استباحت المحرمات و افسدت فوق الارض...عدم تفويض الحراك لممثلين عنه دليل على عفوية الحركة الاحتجاجية...
فما العمل اليوم؟ و كيف يمكن لتبون ان يسترجع ثقة الشعب؟
هذه هي المعادلة الحقيقية...الثقة المفقودة و كيفية استرجاعها...
أما من يخطط و يعمل لإخراج الشعب الى الشارع في 22 فبراير في ظل ظروف سياسية و اقتصادية و صحية و امنية صعبة فهو يعمل من حيث يدري او لا يدري لإطالة عمر الازمة...هناك وسائل اخرى للتأثير على اصحاب القرار للتغيير المنشود و السريع غير الخروج الى الشارع...التأسيس و الانخراط في احزاب سياسية...المشاركة في الانتخابات...مراقبة الانتخابات...صحافة محترفة...تلفزيون عمومي حقيقي لا يكون فيه الصحفي مكلفا بالاعلام لوزير او والي...نعم يمكن الخروج من الازمة بدون الخروج الى الشارع...
ق.و