الحراك الإخباري - يحلّلون..يحرّمون و" يكفّرون" مخالفيهم جزائريون يتحوّلون إلى دعاة ومشايخ في الفضاء الأزرق
إعلان
إعلان

يحلّلون..يحرّمون و" يكفّرون" مخالفيهم جزائريون يتحوّلون إلى دعاة ومشايخ في الفضاء الأزرق

منذ 3 سنوات|روبرتاج


تحوّل الكثير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال فترة الحجر الصحي المتزامنة مع الشّهر الفضيل إلى دعاة، يعضون ويفتون في مسائل شرعية، يحلّلون ويحرّمون، أحكام تطلق هنا وهناك عن الصيام، صلاة التراويح في البيوت، القراءة من المصحف أو التلفاز والهاتف، دعوات بأسماء مستعارة لترك المنكرات " الفلانية" والأمر بالمعروف "المجهول صاحبه" وغيرها.

الوعظ والارشاد بلا دراسة شرعية على حسابات بـ " الفيسبوك"، جرّ إلى دردشات طويلة عريضة، اعجابات كما انتقاذات واسعة، الكلّ يدلوا بدلوه، فالوقت مناسب الابحار فيه بلغ مداه والعروض الترويجية للهاتف النقّال أتاحت الادمان على الفضاء الأزرق ولو بنشر كلمة " هل صلّيت اليوم؟"، أو بالأحرى " شوفوني راني ندير فالخير".

صور للصلاة بـ" السيلفي" في البيوت بحجّة تعليم الصلاة الصحيحة، صاحبها ليس بداعية ولا بإمام، ومنشورات بمحتوى " راني نستنى فالفجر" من مدوّن باسم مستعار يجهل ان كان مصلّيا، مواعظ لإنقاذ "المذنبين" من شخص قد يكون مذنبا، وعبر ل"عدم الاغترار بالظّاهر" من آخر يجهل باطنه، والقائمة طويلة بحاجة في حدّ ذاتها إلى فتوى.

دعوات لقيام الليل او الاستفسار على طريقة " اين وصلتم في حفظ القرآن؟ انا في الحزب الفلاني"، " هل سبحتم اليوم"، مادّة دسمة توشّحت بها عديد الصفحات، أصحابها تحوّلوا بين ليلة وضحاها إلى مشايخ بـ" المصحف والسبحة"، سرعان ما دحضتها منشوراتهم اللاحقة، على غرار ما نشره أحدهم صورة محمّلة من موقع " غوغل" أرفقها بعبارة " هل من جام لأخوكم، أنا معتكف"، حصدت ألاف الاعجابات مقابل نظيرتها من انتقادات محيطه ومقرّبيه، جاء في أحدها " اللي ما يعرفكش يكذبك"، وأخر " هذا لست انت لما الكذب"، ليردّ عليها " نجوزو الوقت برك"، هو الذي كان إلى وقت قريب لا يتوانى عن نشر أمور لا تمت للأخلاق بصلة.

الدّعاة المؤقتون مسلسل رمضاني بامتياز، بل " موضة" بالحسابات الشخصية والمجموعات الفيسبوكية، ينشرون احاديث لم تثبت صحّتها، وآيات قرآنية مستنسخة دون ذكر اسم السّورة، والأدهى تكفير فلان والاستهزاء بعلاّن لم يسلم منهم داعية ولا ّإمام ولا حتى عالم، دون إغفال " النميمة الالكترونية" بانتقاذات لاذعة للأشخاص والبرامج بما فيها الدّينية، وإطلاق أحكام غير مسندة لم ترد لا في السنّة الشريفة ولا في القرآن الكريم.

البعض ذهب إلى حدّ التشكيك في العقيدة، أصل دين الإسلام وأساس الملّة، فكل من يخالف الرأي " مرتد" و" ملحد"، " زنديق" و" كافر" حسب الردود التي استقيناها من أحد المنشورات، جماعات نصّبت نفسها متحدثة باسم الدين، تفسّر التعاليم الاسلامية على هواها وتحلّل أحكامه طبقا لما تراه، كلّ شيء على المقاس والويل لمن يبدي عكس ذلك أو ينتقذ، تجريح وكلام فاحش بـ"المجّان" بعقلية " انا وبعدي الطوفان".

الشيخ: بن قرع عبد البر، إمام مسجد بلال بن رباح بالنعامة:

تحريف كلام الله من المحظورات فاحذروا


في تعليقه على الظاهرة أكد الشيخ بن قرع عبد البر إمام أستاذ مسجد بلال بن رباح بالنعامة ل " الحراك الاخباري" ان الصلاة في البيت من الأمور التي تبقى بين العبد وربه قائلا " شهر رمضان المبارك لا يخفى على مسلم فضل صيامه وأجر قيامه فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم [ من قام رمضان إيمان وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ]رواه مسلم، كان المسلمون يقومونه خاصة صلاة التراويح في المساجد وبعد غلق المساجد إضطر الناس لصلاة التراويح في بيوتهم وهو أصلها الأول حيث صلاها النبي الكريم في بيته مع أهله والصلاة في البيوت لها أجر عظيم خاصة لما تكون نافلة وهي أبلغ في الإخلاص لله عز وجل، حيث لا يمكن لاحد أن يطلع على أعمالك غير أسرتك وربك".

وأعاب الشيخ بن قرع " التصرفات المشينة" الصادرة عن البعض خلال فترة الحجر المنزلي والشهر الفضيل بقوله " بدل أن يجتهد الناس في استغلال هذه الفرصة بتعلم القرءان وتصحيح التلاوة ، بدأت تظهر بعض تصرفات السلبية والتي انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي بحيث أصبح الناس يبثون فيديوهاتهم وهم يصلون التراويح وأخرون نصبوا انهم دعاة دون الالمام بالفهم الكامل للدين ، وإن كان الكثير بحسن نية ولكن ظهرت من خلال تلك الفيديوهات أنها أصبحت سخرية بين الناس وذلك لطريقة القراءة والتي يصاحبها تحريف لكلام الله".

هؤلاء، يضيف الشيخ، " يقعون في المحظور وهو التحريف ليصبح الكثير من الناس عندما ينهوا عن ذلك يستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: [..........وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران] متفقٌ عَلَيْهِ"، بينما المقصود، يضيف، هو الإنسان الذي يقرأه وقصده الخير ويريد الفائدة ويريد العلم ويتتعتع فيه وله أجران: أجر القراءة، وأجر الاجتهاد والتَّعب، كما قال العلماء ، لا أن يحرف كلماته".

واستدل الشيخ بقول الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9] ، ليشير الى ان " الآية دلت على أن القرآن محفوظ ، من دون أي تغيير أو تبديل ، أو زيادة أو نقيصة. وفي آياته : ((أفلا يتدبرون القرآن ، أم على قلوب أقفالها)) ، وما إلى ذلك من آيات ، تبين الهدف من إنزال القرآن ، في هذا الاتجاه ، أو في غيره.".

وأفاد امام مسجد بلال بن رباح بالنعامة انه إذا كان أستدلال الكثير من الناس بهذا الحديث ليبررو أعمالهم فكان اولى أن يستدلو ببداية الحديث، والذي يبشر فيه النبي صلى الله عليه و سلم الماهريين بالقرءان ، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ:[ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ] متفق عليه ،

واعتبر الشيخ التباهي بحفظ القرآن على الفيسبوك " أبعد عن الخشوع وأقرب إلى إعجاب الناس وشكرهم ومحاولة التفاعل كما هي عادة نشر الفيديوهات فانها لاتسلم من ذلك وسدا للذريعة إحتياطا وورعا وإذا أدى إلى مفسدة مقطوع بها، وهذا القسم أجمعت الأمة على سدِّه ومنعه وحسمه، وقد عبَّر ابنُ القيم عن هذا القسم بقوله: "لا يجوز الإتيانُ بفعل يكون وسيلة إلى حرام وإن كان جائزًا".

وفيما شدد الشيخ على ان "سد الذرائع من الأصول الأصيلة في مذهب الإمام مالك رحمه الله و سبب اعتماد الامام مالك على سد الذريعه الاحتياط والورع والبعد عن الشبهة"، مشيرا إلى أنه " إن كان هناك صدق في النية فلا يكون إلا من المتقنين لكلام الله ليتأسى الناس بهم ويصححو تلاواتهم"، دعا الدعاة دون علم بالفضاء الأزرق بقوله" أخي المسلم كن أو حاول أن تكون كالمؤمن الذي أخبرنا النبي صلى الله عليه و سلم أَبي موسى الأَشْعريِّ قال: قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: [مثَلُ المُؤمنِ الَّذِي يَقْرَأُ القرآنَ مثَلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحُهَا طَيِّبٌ، وطَعْمُهَا طَيِّبٌ] والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل".

لنا كلمة

وإذ نؤكد على استحسان فحوى عديد المنشورات بمضامين دينية " صحيحة" لا تجريح فيها ولا مبالغة، نشير إلى ضرورة توخّي الحيطة والحذر خاصة في المسائل الشرعية، فالحرام بيّن والحلال بيّن، وتجدر الإشارة الى أنّ ارتداء لباس التديّن لمواكبة الظّرف الرّاهن، أو " التديّن المغشوش" امر مرفوض وغير محمود العواقب، ولكلّ من يعظ غيره دون علم ما درج على لسان الجدّات " المومن يسبق في نفسه"..وللحديث بقيّة مع "خبراء" سياسيون جدد يعكفون هذه الايام على تحليل مسودّة الدّستور على " الفيسبوك".



سميّة.م