الحراك الإخباري - كيف تتحول الجزائر إلى وجهة عالمية؟
إعلان
إعلان

كيف تتحول الجزائر إلى وجهة عالمية؟

منذ 3 أسابيع|رأي من الحراك


في خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز مكانة الجزائر على الساحة الدولية، كشف الرئيس عبد المجيد تبون، بعد إعادة انتخابه، عن خطة طموحة تمتد على خمس سنوات تهدف إلى تحويل الجزائر إلى وجهة عالمية مؤثرة، مستفيدة من إنجازات ولايته السابقة والتركيز على استغلال الموقع الاستراتيجي للبلاد لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين العلاقات الدولية وتطوير قطاع الأعمال و السياحة  

خلال ولايته الأولى التي استمرت خمس سنوات، واجه تبون تحديات داخلية ودولية متعددة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية العالمية وجائحة كوفيد-19. ومع ذلك، تمكنت إدارته من تحقيق إنجازات مهمة، أبرزها استقرار المشهد السياسي و الاجتماعي وتعزيز الحضور الجزائري على الساحة الدولية.

كان من بين أهم إنجازات تبون زيادة انخراط الجزائر في الشؤون الأفريقية، حيث لعبت دورًا محوريًا في الاتحاد الأفريقي، ساهمت في جهود حفظ السلام والمبادرات الاقتصادية عبر القارة. كما جاء انتخاب الجزائر مؤخرًا لعضوية مجلس الأمن للأمم المتحدة للفترة 2024-2025 كدليل على تعاظم نفوذها في المجال الدبلوماسي العالمي. بالإضافة الى انضمامها الى بنك البريكس.  

تركز الحكومة الجزائرية في ولايتها الجديدة على تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على المحروقات، مع تعزيز القطاع الصناعي وتشجيع الصادرات المحلية. تسعى الجزائر لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية. من خلال الاستثمار في قدراتها الصناعية وتعزيز التجارة، الجزائر لا تعمل فقط على تقوية اقتصادها، بل تعرض الابتكار والجودة الجزائرية للعالم." 

يعد كسر عزلة الجزائر النسبية في العهدة الاولى يطمح الرئيس في عهدته الثانية إلى تحويل البلد إلى مركزا للمؤتمرات والفعاليات الدولية. و يمكن لهذه الاستراتيجية ان تدعم العمال و السياحة وخلق فرص للتبادل التجاري و تشجيع الشركات الاقتصادية و تحسين مناخ الاستثمار.  

ينصح الخبراء في هذا الصدد بأن تعمل الجزائر على استضافة فعاليات دولية بارزة مثل:

- المؤتمر العالمي التاسع عشر للصحة العامة عام 2027

- مؤتمر الطاقة العالمي عام 2027

- المنتدى العالمي للمياه عام 2026

- المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها (IDRA) عام 2026

- مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 31 أو COP 32) 

ويرى الخبير الدولي في مجال الطاقة والاقتصاد، زهير شيخي، في تصريح للحراك الإخباري بأن استضافة هذه الفعاليات سوف يعزز من مكانة الجزائر على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن "استضافة مثل هذه القمم لا تتعلق فقط بالسياحة، بل بتعزيز العلاقات الدبلوماسية وتغيير التصورات ووضع الجزائر كلاعب جاد في معالجة التحديات العالمية." 

تتمتع هذه الاستراتيجية المحتملة بعدة فوائد، منها:

تعزيز السياحة وزيادة حركة السفر التجاري والترفيهي.

تحقيق عوائد اقتصادية من قطاعات مختلفة مثل الضيافة والنقل.

تسهيل نقل المعرفة من خلال المؤتمرات الدولية.

تعزيز القوة الناعمة و زيادة فعالية الدبلوماسية عبر تنظيم فعاليات عالمية ناجحة.

تطوير البنية التحتية بما يخدم الزوار والمقيمين على المدى الطويل. 

لكن تبقى التحديات موجودة، إذ تتطلب هذه الرؤية استثمارات كبيرة في البنية التحتية ورأس المال البشري، بالإضافة إلى ضرورة التغلب على البيروقراطية وتسهيل سياسات التأشيرات. 

مع دخول الجزائر مرحلة جديدة تحت قيادة الرئيس تبون، يراقب العالم كيف ستتحول هذه الرؤية الطموحة إلى واقع. نجاح هذه الخطة قد يعيد تشكيل دور الجزائر في المجتمع الدولي ويحولها إلى مركز ديناميكي للنشاط الدبلوماسي والاقتصادي على الصعيد العالمي.

في ظل هذه الرؤية الطموحة، تقف الجزائر على أعتاب تحول تاريخي قد يعيد تعريف دورها في الساحة العالمية، في حال نجحت إدارة الرئيس تبون في تنفيذ هذه الخطط بعناية واستراتيجية، فإن الجزائر لن تكتفي بتحقيق ازدهار اقتصادي داخلي فحسب، بل ستصبح مركزًا دوليًا رائدًا يجذب الأنظار ويُعزز حضورها الدبلوماسي والتجاري. يبقى المستقبل مفتوحًا أمام الجزائر لتؤكد للعالم أن لديها القدرة على أن تكون قوة مؤثرة، تُشكل جزءًا لا يتجزأ من معادلة الحلول العالمية للتحديات القادمة.


جيلالي عبد القادر

تاريخ Sep 17, 2024