الحراك الإخباري - " ملح النسيان كله"، هل استمعت الى معزوفة ياسمينة خضرا الجديدة؟
إعلان
إعلان

" ملح النسيان كله"، هل استمعت الى معزوفة ياسمينة خضرا الجديدة؟

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب

  يعود محمد مولسهول المعروف أدبيا بياسمينة خضرا إلى الساحة الأدبية عبر بوابة مدينة البلدية التي اختارها لتكون فضاءا لعمله الجديد " ملح النسيان كله"، الذي قدمت دار القصبة طبعته الجزائرية و خرج إلى المكتبات الأسبوع الماضي.
 ما يزال ياسمينة خضرا يمتلك تلك القدرة الكبيرة على تطويع الكلمة و الأحداث، وتقديم أعماله الادبيبة في شكل سيناريوهات جاهزة للتصوير السينمائي .
تدور أحداث رواية خضرة الأخيرة في مدينة البليدة في السنوات الأولى للاستقلال عبر قصة إنسانية لمعلم يدعى ادم نايت بلقاسم الذي يعيش حياة هادئة، مسالمة، بين طلابه و عوالمه الخاصة إلى اليوم الذي تقرر زوجته تركه فتتغير حياته نحوى الاسوء.
ينعزل المعلم و يقاطع العالم من حوله و طلابه و يرفض مساعدة الأخيرين له . فيغرق في الشرب و الحزن إلى أن ينتهي به المطاف منهارا في مستشفى للأمراض النفسية.
في رحلة البحث عن الأسباب التي دفعة زوجته إلى هجرانه يكتشف ادم جوهر الحياة التي ليست إلا انعكاسا لعوالمنا الداخلية و ملا نرغب فيه.
"عندما تقرر المرأة المغادرة و إقفال الباب خلفها تأخذ معها العالم" بهذه العبارة يلخص خضرا موقفه من النساء و أدوارهن و مكانتهن في المجتمع . وعبر ثنائية العلاقة بين ادم وزودته يسوق خضرا لواقع العلاقات الإنسانية و مفاهيم الشرف الحرية الكرامة مساعدة الآخرين مقدما فسيفساء من المواقع و العلاقات الإنسانية بين انتصار و انكسار و خيبات تلك هي الحياة التي يتحدث عنها خضرا
على هامش القصة الإنسانية التي تتحدث عنها الرواية نكتشف أيضا مدينة البليدة و الحياة الجزائرية في بدايات الاستقلال.
و رغم أن القصة تدور في البليدة لكن ياسمينة خضرا قدمها بطريقة تجعل منها قصة إنسانية قابلة للتكرار و الحدوث في أي مكان و في أي زمان مكرسا البعد الإنساني لروايته. و هو ما يمنح للرواية قيمتها و قدرتها على السفر عبر الحدود و تلك هي وظيفة الأدب في النهاية.

نعيمة.م

تاريخ Aug 26, 2020