الحراك الإخباري - فرار زعيم المافيا الدولية المرتبطة بالمخزن "موكرو مافيا"
إعلان
إعلان

فرار زعيم المافيا الدولية المرتبطة بالمخزن "موكرو مافيا"

منذ أسبوع|الأخبار


هل هو "هروب" أم "تهريب"؟ وما الذي تخفيه قصة فرار زعيم المافيا الدولية المرتبطة بالمخزن المغربي "موكرو مافيا" من إسبانيا بعد أسابيع فقط من توقيفه وقبل أيام من تسليمه للقضاء الهولندي؟

في الخبر الذي ضجت به الصحافة الأوروبية الثلاثاء، تمكن زعيم المافيا الدولية "موكرو مافيا" والمطلوب الأول في هولندا وربما المغرب (باختلاف البواعث) من الهروب بعد أن أفرجت عنه محكمة مالقا ودون أن تصدر المحكمة الوطنية الإسبانية مذكرة توقيف لضمان تسليمه للجهات القضائية في الأراضي المنخفضة. 

ومع أن وسائل الإعلام الإسبانية أكدت أن غياب التنسيق القضائي قد يكون السبب الأول لهذا الإفلات المفترض من المتابعة القضائية لأحد أكثر المطلوبين في هولندا بعد تهديده بقتل الأميرة أماليا (ولية عهد العرش الهولندي) فإن يد الكارتل المغربي للمخدرات ليست بعيدة عن هذا الملف القذر.

وفي 24 يناير الماضي (ليلة سقوط زعيم المافيا المغربية) انتشت الشرطة الإسبانية بتحقيقها لهذا الصيد الثمين حيث كانت منذ 5 سنوات تلاحق هذا ال "كابو" المتهم في عدة قضايا تتعلق بالمخدرات وغسيل الأموال تتجاوز أوروبا وإفريقيا إلى الكاريبي وأمريكا اللاتينية.

وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشرطة الإسبانية في مدريد وتم خلاله الإعلان عن توقيف زعيم "موكرو مافيا" وحجز ما لا يقل عن 170 عقارا مملوكا لها بالمملكة الإيبيرية تقارب قيمتها الإجمالية 50 مليون يورو مع تجميد أرصدتها المصرفية التي تحتوي على 3 ملايين يورو، أمرت محكمة ماربيا بوضعه في السجن كإجراء احترازي في انتظار الانتهاء من إجراءات تسليمه إلى السلطات الهولندية.

وبعد عدة أسابيع (53 يوما) وفي 18 مارس الماضي أمرت محكمة مالقا بالإفراج عن المتهم مع اتخاذ تدابير احترازية بما في ذلك سحب جواز السفر والمثول أمام المحكمة كل 15 يوما ودفع كفالة مالية قدرها 50 ألف يورو لكن يبدو هذا الإجراء الذي اتخذته هذه الهيئة القضائية بدعم من مكتب المدعي العام لمكافحة المخدرات غير مفهوما.

وأثار الإفراج المشروط حفيظة المحققين الإسبان ولاسيما أن الأمر لا يتعلق بمجرم عادي ارتكب مخالفات في إسبانيا أو دولة أوروبية أخرى بل بتاريخ طويل من العمل الإجرامي العابر للحدود والقارات والذي له صلة مباشرة بالكارتل الدولي للمخدرات سواء الكارتل المغربي (القنب الهندي) أو الكولومبي أو العصابات الأخرى لغسيل الأموال وشراء الذمم واختراق المؤسسات السياسية والقضائية.

وإلى جانب حيرة المحققين في مدريد عبرت الشرطة الهولندية عن انزعاجها من الإجراء المشكوك فيه والذي سهل إفلات الطريدة من الكماشة ومساعدتها على الهروب نحو وجهة مجهولة لتبدأ عمليات الملاحقة من جديد وسط مخاوف من انتقام المافيا من أمستردام.

وإلى غاية الكشف عن ملابسات الاختراق الكبير للقضاء الإسباني والتوصل إلى الفاعل الرئيسي خلف هذا الهروب المريب تحبس السلطات الهولندية الأنفاس في انتظار ما تكشف عنه الأيام المقبلة لاسيما أن تقرير الشرطة الأوروبية الأخير قد أكد أن مافيا المخدرات في القارة العجوز التي تجاوزت شبكاتها 800 شبكة باتت تؤثر بشكل جلي على القضاء (مكاتب المدعي العام) من خلال الابتزاز أو الرشاوي أو التهديد.

لطفي فراج

تاريخ Apr 24, 2024