هكذا سيتم تأمين ابحار التلاميذ من الهجمات السيبرانية خارج المدارس.
لم يأت الالتماس الذي قدمه وزير التربية، محمد صغير سعداوي، لمدير وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، لتأمين ابحار التلاميذ خارج المدارس، عبثا أو من العدم، بالنظر إلى الأخطار التي أصبحت تواجه القصر، عن طريق مختلف انواع الأجهزة الإلكترونية، و ايضا، الهجمات السيبرانية التي أصبحت تستهدفهم.
فوزير التربية، اكد بان الاساتذة يسهرون على متابعة و مراقبة خدمات الانترنات المقدمة على الاجهزة الالكترونية، داخل الاقسام، من خلال أنظمة الامان المتاحة، لكنهم غير مسؤولين عن عمليات ابحار المتمدرسين خارج أسوار المدارس ..
*** أفعال "غير سوية" لدى المتمدرسين بسبب " الادمان" على التكنولوجيات الحديثة..
و جاء تحرك الوزارة ، بعد ان رصدت مصالحها سلوكات فردية ، هي نتاج تحولات أفرزتها، استعمالات التكنولوجيات الحديثة ، في حياة التلاميذ واستخدامها المفرط إلى حد الإدمان، في بعض الحالات في غياب الرقابة الأسرية.
و هو ما أدى للاندفاع وراء أفعال" غير سوية"، يرى التلاميذ القصر فيها ملاذا لتحقيق رغباتهم المبنية على مفاهيم خاطئة، وبشكل متزايد وسط بعض فئات المتمدرسين، مما يعرض سلامتهم الذاتية، وأمنهم الشخصي وتحصيلهم الدراسي للخطر، حسب الوزارة.
و شددت الوصاية، على ضرورة محاربة هذه الظواهر الدخيلة، على المؤسسة التعليمية، و مجابهتها لصون المؤسسة التعليمية، من أثارها السلبية وحماية التلاميذ وأعضاء الجماعة التربوية من مخاطرها.
فالافراط في استعمال الهاتف النقال داخل المؤسسة التعليمية، لم يتوقف على الابحار في مواقع غير مؤمنة، بل بلغ الحد، الى إقدام التلاميذ، على التقاط صور وبث مقاطع فيديو، عن مجريات التدريس والترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون الأخذ في الحسبان موقف أولياء التلاميذ، من نشر مثل هذه الفيديوهات ونشر صور أبنائهم، ولا المسؤولية الجزائية التي تترتب عنها.
***مواد بيداغوجية وأدوات تعليمية للمتعلمين...
و بناءا على ذلك، اعلنت الوكالة الوطنية لامن الأنظمة المعلوماتية، مؤخرا، على لسان ممثلها، العميد بلغول عبد السلام، عن عمل مشترك مع وزارة التربية، لتامين التلاميذ و المدارس بصفة عامة، من خطر الهجمات السيبرانية، حيث ، يتم حاليا، إعداد مواد بيداغوجية وأدوات تعليمية لفائدة المتعلمين والعاملين، لتعزيز مستوى وعيهم بهذه المخاطر ، وأهمية الوقاية منها.
و حسب مدير الوكالة، فان بعض الحالات لهجومات سيبرانية في العالم، تخص قطاع التربية، و تتمثل الحالة الأولى، في هجوم سيبراني في بريطانيا، اثر على قطاع التربية في سنغافورة.
ففي يوم 04 أوت 2024 تعرض نظام متخصص في إدارة الأجهزة المحمولة، على الحواسيب واللوحات الالكترونية، مستخدم في بعض المدارس الثانوية في سنغافورة، لهجوم سيبراني.
و أدى ذلك إلى تمكن القراصنة، من إجراء عملية حذف عن بعد، لمضامين أجهزة 13000 طالب بـ 26 مدرسة ثانوية، يتم تسييرها عبر النظام ، حيث أثر بشكل كبير على أداء التلاميذ في الثانويات، بما في ذلك الملفات الدراسية الخاصة بالتلاميذ ، الموجودة في تلك الأجهزة،
و في 7 سبتمبر 2024، اضطرت المقاطعة المدرسية "هايلاين" بالولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولة عن تدريس أكثر من 17500 طالب، إلى إغلاق 29 مدرسة تابعة لها، وتعليق كافة الأنشطة لمدة ثلاثة أيام، وذلك نتيجة هجوم برمجيات "الفدية" .
بالإضافة إلى هذا التوقف، فقد أدى الهجوم السيبراني إلى تسرب البيانات الشخصية، الخاصة بالطلاب والموظفين، من أسماء، عناوين، تواريخ الميلاد، أرقام الضمان الاجتماعي، و معلومات الحسابات المالية، و المعلومات المهنية، و التوقيعات الرقمية، و المعلومات الطبية، و معلومات التأمين الصحي، و البيانات الديموغرافية للطلاب والدرجات الدراسية
*** استراتيجية وطنية للأمن السيبراني لفائدة المتمدرسين...
كما تقرر رسميا، إعداد استراتيجية وطنية للأمن السيبراني 2025-2029، في قطاع التربية، تم المصادقة عليها ، خلال الدورة الأولى للمجلس الوطني ، لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية.
و حظيت الاستراتيجية، بموافقة رئيس الجمهورية، ترسيخا لثقافة الأمن السيبيراني، لفئة المتمدرسين و كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل أمن و مسؤول.
و تعكس الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية،حسب المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، العميد بلغول عبد السلام، توجه الدولة والأهداف الاستراتيجية المراد تحقيقها ، من أجل ضمان حماية الأنظمة المعلوماتية الوطنية ،والهياكل الحساسة ، وضمان مرونتها، وبالتالي ضمان التحول الرقمي الآمن لبلادنا والحفاظ على سيادتنا الرقمية.
و تم تقسيم الاستراتيجية، يضيف، إلى أربعة محاور رئيسية، تتعلق بالقدرات التقنية العملياتية و تعزيز حماية الأنظمة المعلوماتية الوطنية، والهياكل الحساسة، الى جانب تدعيم القدرات التقنية العملياتية الوطنية المتعلقة بالوقاية، الكشف والرد على الحوادث.
اضافة الى الإطار القانوني، و التنظيمي والمعياري ، و التكوين و البحث والتطوير،و التحسيس و توفير مورد بشري مؤهل في مجال الأمن السيبراني ، و ترقية مجال البحث والتطوير والإبداع في ميدان الأمن السيبراني ، مع نشر وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني ، اما المحور الرابع فهو مرتبط حسب ذات المسؤول بالتعاون الوطني والدولي.
سيد علي مدني