الحراك الإخباري - نهاية زمن بوتفليقة!
إعلان
إعلان

نهاية زمن بوتفليقة!

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب

صدرت الطبعة الجزائرية لكتاب" نهاية زمن بوتفليقة" ... رياض الصيداوي يقرأ فيها المشهد الجزائري... دور الطبقة السياسية المؤسسة العسكرية و أفق الحراك.

أعلن الكاتب التونسي رياض الصيداوي، عن صدور الطبعة الجزائرية لكتابه" نهاية زمن بوتفليقة"، عن منشورات دار بهاء الدين التي توزعه في عدد من المكتبات في العاصمة قستطينة و سطيف.
و كان الكتاب قد صدر عن المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، في تونس و جنيف في 2019.
و يستعيد فيه الصيداوي من خلال سبعة فصول و مقدمة لحظة سقوط بوتفليقة و يقدم قراءة للمشهد الجزائري بكل تعقيداته وصراعاته.
تحت عنوان"راديكالية المعارضة الشعبية ومطالبتها برحيل النظام" يتوقف الفصل الأول عند الحراك الشعبي الذي عرفه الشارع الجزائر و هذا في سياق الصراعات الدولية الإقليمية حيث يعتمد الكاتب على ما أورده موقع" مغرب أنتليجنس" المقرب من المخابرات الفرنسية بوجود صراع تركي فرنسي الجزائر ليست بمعزل عنه حيث يتهم الكاتب قطر وتركيا بالوقوف وراء صفحات الفايسبوك التي أشعلت فتيل الشارع.
في ذات الفصل يضعنا صاحب الكتاب في السياق الذي جاءت فيه ثورة الشارع الجزائري بعد عشرية الحرب الأهلية ما تزال تداعياتها ماثلة للعيان. و تجسدت في خوف الجزائريين من العودة إلى العنف و إدخال البلاد في دوامة هذه المخاوف استغلها النظام في فرض قبضته و شراء السلم الاجتماعي .مع استمرار تدجين الأحزاب و تغيب المعارضة أو بالأحرى غيابها . و ربما الخوف من شبح العشرية السوداء هو الذي جعل الجزائريون حسب الكاتب يلتزمون و يتمسكون بسلمية الحراك و يرفضون الاحتواء الحزبي لحركة الشارع.
يعدد رياض الصيداوي مقومات و ميزات الحراك الجزائري كونه حركة شعبية خارج التصنيفات السياسية لكنه. و من جهة أخرى يطرح الاسئلة التالي: هل نحج الحراك في فرض نفسه كبديل؟ و ما هي مرجعيته السياسية و الفكرية؟ و هل يملك كاريزما قيادية و ما هو المشروع الوطني الذي يقترحه.؟
ظاهريا يبدو حراك الجزائر متعدد و متنوع، لكنه في الحقيقة يعاني من " التصحر الفكري و الثقافي و السياسي على غرار باقي الدول العربية التي تشبه الجزائر. و انطلاقا من هذا التشخيص يرى الكاتب أن الحراك" غير قادرٍ على أنْ يُحْدِثَ تَغْيِيرًا رَادِيكَالِيًا في البنى والعلاقات الاجتماعية ـ الاقتصادية الجزائرية القائمة".
و يضيف صاحب الكتاب انه و استنادا إلى مع مميزات الساحة السياسية في الجزائر و دور المؤسسة العسكرية فيها منذ الاستقلال فانه لا يمكن للحراك أن يلعب دورا كاملا في إحداث التغير، بسبب فقدانه للمرجعية التي ترسم له طريق الاستمرار.و هذا نظرا لكون هذه الحركة الاجتماعية لم تتمكن من بلورة قيادة رغم أن الجزائر تملك طبقة متوسطة في إمكانها أن تكون حاملة لمشروع اجتماعي قائم على التغير مستقبلا.
و قد عدد رياض صيداوي في كتابه عدد من الانتقادات التي ميزات حراك الجزائر منها" التبجيل والتبرير" الذي يضع الحراك فوق أي انتقاد من جهة. وهذا مقابل هذا المشهد نجد مشهدا آخرا يقوم على "التحبيط والتيئيس والتخذيل" الذي يرى الحراك مؤامرة خارجية.
توقف الفصل الثاني "حياد الجيش أو"خيانته"للنظام عند دور الجيش و المؤسسة العسكرية. حيث يعتبر صاحب الكتاب أن دور المؤسسة العسكرية كان حاسما مثلما حدث في التسعينات عندما أنقذ الجيش الدولة من السقوط" حافظ الجيش الجزائري في العشرية السوداء على وحدته وتمكن من خلق عصبية داخله. وأسقط نفس الجيش نظام بوتفليقة حينما انحاز إلى الشعب وضغط من أجل احترام الدستور وتطبيق المواد 102 و7و8"، ص 113 من الكتاب"
ويفصل الكتاب في انقسام الطبقة السياسية الجزائرية في ترشيح الرئيس المخلوع لولاية خامسة. حيث قال الصيداوي في كتابه أن جماعات المصالح التي دافعت عن بوتفليقة كانت تخشى الملاحقة القانونية بسبب المخالفات التي ارتكبتها.
كما عاد الكتاب أيضا إلى دور بوتفليقة في محاولة إعادة رسم حدود و قواعد اللعبة السياسية بين مؤسسة الرئاسة و مؤسسة الجيش منذ استقالة قائد الأركان محمد العماري في 2004.
وقد شكلت استقالة العماري عند البعض نهاية سيطرة الضباط في صناعة الرؤساء حيث كان العماري يتمي لتيار "(الجانفيريست ـ الينايريين" الذين أرغموا الرئيس الشاذلي على الاستقالة. و يواصل الصيداوي تحليلاته بالعودة إلى إقالة الجنرال توفيق و تعيين بشير طرطاق. و بذلك يكون بوتفليقة قد احكم قبضته على المؤسسة الأمنية و صار المتحكم في سياسية البلاد و اللاعب الاقوى فيها.

نعيمة.م

تاريخ Sep 28, 2020