الحراك الإخباري - رواية سلالم ترولار" ... يوم تنبأ سمير قسيمي بالحراك
إعلان
إعلان

رواية سلالم ترولار" ... يوم تنبأ سمير قسيمي بالحراك

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب


""....بدأت أشعر بالغربة. ليس لأنني في وطن ليس وطني، بل لأن ملامحي بدأت تختفي. أخبرتُ صاحب اسمي بذلك، وبحاجتي إلى مكان في مرسيليا يذكرني بالوطن. أحتاج إلى عمارات متسخة. وجوه متعبة غير بشوشة. صناديق قمامة ممتلئة. شوارع قذرة. أحتاج إلى أرصفة تركن عليها السيارات. رجال شرطة مخيفين. سلطة تكذب كما نأكل الخبز. طوابير متشردين. متسولين. بذاءة. حكومة مرتشية. برلمان سخيف. شوارع بلا مكتبات، مدن بلا قاعات سينما، بلا مسارح. رجال لا يحلمون، لا يعيشون، يبقون فقط على قيد الحياة. أحتاج إلى أي شيء يشبه الخدعة العظيمة التي أسمّيها وطن...."

 هي مقتطفات من رواية سلالم ترولار الأخيرة لسمير قسيمي. الرواية صادمة و كئيبة تقدم حقيقة الجزائر" كمدينة للدولة" تشبه سجن كبير تعيس بها طبقتين طبقة " الفوق" و طبقة " التحت" .

 في هذه المدينة تتشابك مصائر شخصيات جمال حميدي، وزوجته السابقة أولغا، وموح بوخنونة، وإبراهيم بافولولو، وغيرهم ممن تتقاطع حكاياتهم مع مصير "الانفجار الأعظم لقيامة متخيلة تأخرت عشرين سنة" حيث تنبأت الرواية التي كتبت قبل " ثورة الابتسامة" لكنها تنبأت بانفجار الشارع الجزائري.

تسرد الرواية قصة خيالية في مدينة تحتفي فيها الأبواب من البيوت و المباني و مقرات الحكومة و المؤسسات الرسمية و السجون و تصير حياة الناس و أجسادهم فرجة معروضة ومكشوفة على الجميع تجري أحداث العمل في قالب ساخر يختلط فيه السياسي بالاجتماعي و يقودنا النص للوقوف على الهاوية التي انحدرت إليها الجزائر لكن السقوط العظيم للإلهة لن يكون إلا في لحظة وهي يتحرر فيها الشعب من وهم الأبواب و الأسوار

والحواجز ليقتنع انه فعلا شعب و ليس مجرد غاشي

 الرواية التي بدا قسيمي في كتابتها غداة العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة عام 2014 تصور كيف قرر" الأرباب" في لحظة الاحتجاب و التوقف عن الظهور لتحل محل الرب الأكبر صورته المعلقة في برواز ذهبي علقت في كل مكان لدرجة أن الشعب صار يعتقد انه ما يحجب" الرب" عنهم هو فعلا انشغاله بمشاكلهم.

بينما يختفي الرب و الإله بأمر من الرجل الضئيل الغير قابل للإدراك و الظهور خارج الظلمة، يبرز جمال حميدي عميد البوابين في البلد الذي يوهم الرعية انه النبي المنتظر الذي سينقذهم من السلطة التي هي في الحقيقة نفس السلطة التي منحته حق الحديث ليصير رئيسا خليفة للإله الذي سقط.

نعيمة.م

تاريخ Nov 10, 2019