بقلم الدكتور جاب الله جمال الدين 

دبلوماسي سابق 

لقد تابع السياسيون والدبلوماسيون والملاحظون الحوار الذي اجراه مستشار ترامب لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا مسعد بولس حول قضية الصحراء الغربية. ونيته القيام بزيارة إلى دول المنطقة المعنية بهذه القضية و لعب دور الوسيط. وهنا استذكر دور الوساطة الرباعية التي كانت معنية بتسهيل المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والكيان الصهيوني، والتى يعرف الجميع مآلاتها. لأنه وببساطة لم تكن امريكا قادرة على لعب دور الوسيط النزيه في هذه المفاوضات، لأنها متحيزة وداعمة وبكل قوة للكيان الصهيوني. وهنا نتسائل عن أي دور ايجابي ستلعبه الولايات المتحدة بين الطرفين، واقصد طرفي النزاع، الجمهورية العربية الصحراوية ونظام المخزن والدولتين الملاحظتين، الجزائر ومورتانيا، وهي استبقت كل هذا باعترافها بالحكم الذاتي الذي يروج له المخزن ولم تكلف نفسها حتى للتواصل مع الجمهورية العربية الصحراوية و لو بطريقة غير مباشرة. وكيف يمكن لأي متابع لقضية الصحراء الغربية أن يصدق مسعى الولايات المتحدة الأمريكية في اجاد حل عادل ومنصف متفق عليه بين طرفي النزاع، لأن الوسيط قد حسم أمره بالتحيز الواضح للاطروحة التي يروج لها طرف في حين لم ياخذ بعين الاعتبار مطالب الطرف الثاني وهو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ولهذا فإن هذا المسعى الامريكي محكوم عليه بالفشل. ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في إيجاد حل مقبول بين طرفي النزاع، لجعلت من مقترح جيمس باكر مبعوث الامين العام السابق للصحراء الغربية كأساس للتفاوض بين طرفي النزاع. لذا فإن هذا المسعى الامريكي له مآرب اخرى. مآرب اقتصادية بحتة تريدها هي في منطقة المغرب العربي. وكيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تعترف للنظام المخزني بأطروحته الفرنسية الاصل والمنبع وتنسى أو تتناسى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وكذلك قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن التي اكدت على إجراء استفتاء لسكان الصحراء الغربية التي انيطت بالعمل على اجرائه بعثة الامم المتحدة حول الصحراء الغربية(المينورسو ).كما ان قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار. وكان يجب على الولايات المتحدة الأمريكية العمل على تسريع عملية الاستفتاء في الصحراء الغربية وتسهيل عمل المينورسو لانهاء احتلال آخر مستعمرة في افريقيا. هكذا فإن أي تسوية عادلة لقضية الصحراء الغربية هي مجرد مضيعة للوقت والاطالة في أمد هذا النزاع.