كيف يقيِّم الشعب رئيسه؟ ما هي المعايير التي يعتمدها في التنقيط و اعطاء العلامات؟
يمكن الرد بكل بساطة على هذه الاسئلة، بأنه كلما كان الرئيس قريبا من شعبه و من اهتماماتهم و انشغالاتهم و أحزانهم وأفراحهم و حتى أحلامهم، كلما كانت علامته في الامتحان عالية و مشرفة و العكس صحيح، اي ان المعيار الأهم في تقييم الشعب لرئيسه هو ان يكون قريبا منه.
إذا أخذنا بعين الاعتبار معيار القرب من الناس، ما هي العلامة التي يمكن ان يتحصل عليها الرئيس عبد المجيد تبون بعد اللقاء الصحفي الذي عقده امس؟ و هل كان تركيزه على ما ينفع الناس اكثر من أي شيء آخر؟
تطرق الرئيس عبد المجيد تبون لمجموعة من القضايا التي يمكن اعتبارها من صميم اهتمامات الشعب: فتحلية مياه البحر و القضاء على شح المياء و استيراد المواشي دون حساب الرسوم الجمركية من اجل توفيرها بسعر مقبول للمواطن في عيد الاضحى وفي ذات الوقت الحفاظ على السلالات المحلية، ولقد تطرق ايضا إلى ضرورة ضمان نسبة مقبولة من انتاج الحليب الذي يشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة و تحدث عن ضرورة الاستغناء عن استيراد القمح الصلب في نهاية 2025 و هذا امر مهم ايضا، و ذكر قضية تراجع الفقر في بلدنا إلى مستويات غير مسبوقة بشهادة مكتب من مكاتب الامم المتحدة المتخصصة في التنمية في افريقيا، ولا شك ان كل هذه المواضيع في صميم اهتمامات المواطن.
و حتى الشأن الخارجي يمكن اعتباره من صميم اهتمامات الشعب، فالمواطن الجزائري، هو وريث ثورة عظيمة لا تزال مبادئها تشكل بوصلة للأجيال، و من هذه المبادئ رفضه اي تدخل في شؤونه الداخلية، وهو شعب ايضا لا يقحم نفسه في شؤون غيره.
إن قضية فلسطين و دعم الجزائر اللا محدود لها هو مطلب شعبي قبل ان يكون مطلب الدولة التي هي في نهاية المطاف ترجمان لارادة الشعب، الشيء الذي خلق انسجاما تاما بين الشعب ودولته. كل هذه القضايا أخذت حصة الاسد من تدخل الرئيس عبد المجيد تبون.
و ما دام الكمال لله و مادام لا يمكن الحصول على نقطة 10/10 يمكن التصور بسهولة النقطة التي يتحصل عليها الرئيس عبد المجيد تبون من شعبه بعد امتحانه في لقائه مع الصحافة.
محمد مولودي
مدير موقع الحراك الاخباري