الحراك الإخباري - الجزء الثاني الاعلامية نوال قاضي سفيرة التراث الجزائري في العالم: مشاركة لقب الكسكسي مع دول الجوار تنازل عن حق شرعي
إعلان
إعلان

الجزء الثاني الاعلامية نوال قاضي سفيرة التراث الجزائري في العالم: مشاركة لقب الكسكسي مع دول الجوار تنازل عن حق شرعي

منذ 3 سنوات|حوار

أعربت الاعلامية نوال قاضي، سفيرة التراث الجزائري في الجزء الثاني من الحوار الذي جمعنا بها، عن " خيبة أملها" لمشاركة لقب توثيق طبق الكسكسي الجزائري مع دول الجوار، واعتبرته "تنازلا عن حق شرعي" وأنه من "العار " التخلي عن هكذا موروث، لتعرج بالحديث عن مشاريعها المستقبلية وبينها أرضية لتجميع الحرفيين الجزائريين المغتربين وقناة جزائرية في المهجر، وتختمه بنصيحة خصت بها حرائر الجزائر.

حاورتها: سمية.م

🔴.بصمتك مميزة في إنجاح حملة "البس جزائري"، أوصلتيها إلى فضاء الإعلام الدولي، حدثينا عن هذه الميادرة من حيث الفكرة والأهداف، وأين وصلت اليوم؟

◀️ الحقيقة ان احلام مستغانمي هي من تبنت أولا فكرة حملة "البس جزائري" سنة 2014، بمعية مجموعة من الفنانين والاعلاميين كنت بينهم، أين اضطلعنا بعمل جبار بمعية أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ومنه إقامة فعاليات ومعارض للترويج للباس الجزائري، الطبخ، الحلي، الموسيقى وغيرها...

  أحرص دوريا على الظهور باللباس والحلي الجزائري الذي يحاكي في كل مرة منطقة من الوطن، اعترافا من شخصي المتواضع بما قدمه لي وطني الجزائر. وفي الحقيقة فإن اهتمامي بالسياحة والتراث موجود بداخلي منذ بداياتي في الإعلام، حيث قدمت عدة برامج وتقارير سياحية وثقافية خلال عملي في التلفزيون الجزائري، بينها برنامج “سياحة و أسفار”، كما تم تعييني في وزارة السياحة كمديرة للعلاقات الخارجية والتعاون.

🔴.هل تلقت الحملة دعما من المُصممين الجزائريين داخل الوطن ومن الجالية؟

◀️ التجربة كانت جميلة ورائعة والحمد لله لاقت تجاوبا كبيرا من عدة مصممين، هؤلاء كانوا يبعثون لنا بتصاميمهم الجزائرية أسبوعيا للترويج لتقاليدنا من خلال عرضها خارج الوطن، فالمبادرة أضحت عالمية وشدت الانتباه بعدة دول، وهنا يبرز دور وسائط التواصل الاجتماعي في إنجاح هذا المسعى الذي التف حوله الآلاف وذاع صيته عاليا، حتى أن العديد من حرائر الجزائر ظهرن بمختلف الألبسة التقليدية في الحراك السلمي كنوع من الترويج له.

ما اكتشفته هنا في باريس وفي بلجيكا وغيرها، أنه ثمة جيل من الشباب الحرفيين الجزائريين جد غيور على الثقافة والهوية، شباب مبدع بمعنى الكلمة ساهم كل حسب تخصصه في الترويج لتراثنا الجزائري الأصيل والغني، نرفع لهم من هذا المنبر القبعة ونوجه لهم أجمل التحيات.. فهؤلاء بحاجة إلى من يأخذ فعليا بأيديهم.

🔴 هل انت مع ابتكار تصاميم لألبسة الكاراكو والقفطان وغيرها مستوحاة من التراث التقليدي الذي يساير ويحاكي التجديد والعصرنة، أم مع الاحتفاظ بتصميم جداتنا حفاظا على مكانته وبريقه كما هو؟

◀️ صراحة، أحبذ كل ما هو تقليدي ومتمسكة به، ولا احب إضافة أشياء قد تغير من شكله وتصميمه الأصلي، فلا يمكن دمج مثلا سروال الشلقة الخاص بالكاراكو باللباس الشاوي، فلكل شكله الذي يجب الحفاظ عليه، اعتز بكل الألبسة التقليدية الجزائرية وألبس جميع طبوعها.

التقيت هنا في باريس بمصممين جزائريين ابدعوا في تصميم ألبسة تقليدية جزائرية على غرار الكاراكو والبدرون بإدخال تعديلات عصرية طفيفة بلمسات تحكي الإتقان ورمزية الموروث الجزائري الأصيل وجعلوا منه أكثر شعبية بإمكان الجميع ارتداءه يوميا من حيث بساطته وسهولة ارتدائه.

🔴 هناك من يؤكد بأن القفطان جزائري ولكنه همش، كما سجلت محاولات للسطو علنا على بعض الألبسة التقليدية الجزائرية، برايك مالسبيل لاعادة هذا الموروث الأصيل إلى مكانته الأصلية وحمايته من السرقة التي تطاله حتى من مصممين عالميين؟

◀️ لقد أقاموا ضجة كبيرة حيال شيء مفروغ منه، فالقفطان جزء مهم من لباسنا التقليدي الضارب في التاريخ، فمنذ القديم كان الجزائريون يرتدون القفطان، الأمير عبد القادر كان يرتديه، أصل القغطان فارسي بعدها جلبه العثمانيون إلى الجزائر، وأضحت ترتديه النسوة أيضا بتفصيل مغاير، لدينا في الجزائر أكثر من 22 نوعا لتصاميم القفطان، تمنيت لو وثق هذا الموروث رسميا في كتب للتعريف بها برعاية وزارة الثقافة، خاصة وأن الصور موجودة، كما أن رسامين كبار ابهروا بالملابس التقليدية لحرائر الجزائر وأطلقوا العنان لريشاتهم التي ابدعت في رسمهن وهن في أبهى حلة بألبستهن التقليدية التي كان القفطان حاضرا فيها بقوة ومنه قفطان القاضي، قفطان الباي، قفطان القرنفلة، قفطان الداي، قفطان البهجة والمنصورية وغيرها، كما اتمنى لو يقام مهرجان الأيام الدولية للباس التقليدي الجزائري في كل أقطار العالم. 


🔴 أدرجت منظمة اليونسكو طبق الكسكسي ضمن التراث المغاربي، ما تعليقك على ذلك؟

◀️ في حين أن الوزارة تحتفي بتوثيق طبق الأمازيغ كموروث إنساني لا مادي تزامنا مع مهرجان الكسكس في الجزائر في طبعته الثالثة،  موجة غضب عارمة من طرف الشعب الجزائري لمشاركة لقب التوثيق مع دول الجوار، باعتباره تنازلا عن حق شرعي وعار للتخلي عن هكذا موروث من عهد الحضارة النوميدية إلى يومنا هذا.

أدلة تاريخية موجودة تثبت صحة الأصل وشرعيته بأن الكسكس طبق جزائري لا غير، وانتقل إلى الدول المحاذية كونها كانت مقاطعات نوميدية تابعة، إضافة إلى الأواني التي وجدت بالجزائر وحللت من طرف علماء مختصين بعلم الأثار و أثبتوا ذلك كما يتجلى أصلها أيضا كون الجزائر لوحدها تضم 380 نوع من الكسكس، في حين الدول التي شاركت التصنيف ما يقل عن سبعة.

الشعب الجزائري يخشى ضياع إرثه وهويته وخسارة التحدي ب “طابع الراي” و “البلوزة ” مع الدولة المجاورة واعتباره مشتركا وهو جزائري جيلا بعد جيل، في خضم هذا السجال نتساءل “ما هذا التخاذل”.

🔴 اين نوال قاضي اليوم، وما مشاريعها الانية والمستقبلية؟

◀️ انا متواجدة الان في باريس، لكن اتنقل كثيرا بين عدة دول، من أهم مشاريعي إقامة أرضية لتجميع الحرفيين الجزائريين المغتربين، المهتمين بالتراث الجزائري وما أكثرهم وما أجمل إبداعاتهم في مجالات شتى، تمنيت لو ان الجهات الوصية الجزائرية تنشأ هنا في فرنسا ما يسمى ب"دار الجزائر" ، تكون بمثابة فضاء لألتقاء المصممين على اختلاف تخصصاتهم.

كما أطمح إلى إنشاء قناة جزائرية مختصة في التعريف بالجزائر وناسها وتقاليدها وما أكثرها.

🔴 ماذا تمثل لك هذه الكلمات:

◀️ الجزائر: ان لم أكن جزائرية لوددت ان أكون جزائرية.
◀️ قطر: أحببت كثيرا هذا البلد وأضعه في المرتبة الثانية بعد الحزائر.

◀️ التقاليد: أمانة في أعناقنا وجب الحفاظ عليها.
◀️ الام: آمنت أن الأمهات أوطان صغيرة... ففي كل أم وطن نسكنه... ونحبه... ونفتخر به....

🔴 لو طلبنا منك توجيه نصيحة للمرأة الجزائرية على وجه الخصوص، ماذا تقولين لها؟

◀️ أنصحها بالحفاظ والدفاع عن العادات والتقاليد الجزائرية، هي سر توطيد أواصر الترابط والتلاحم والتراحم بيننا ...في عالم خارجي لا يرحم بحيث نكون قادرين على أن نرمم انفسنا بانفسنا دون الحاجة إلى أدوات خارجية..

تاريخ Dec 22, 2020