السلم الاجتماعي قبل الاصلاح الاقتصادي…لا يمكن ان يخرج ايمن بن عبد الرحمن الوزير الاول الجديد عن هذه القاعدة الذهبية…فلا إصلاحات اقتصادية عميقة (بالضرورة غير شعبية)و لا تراجع عن دعم اسعار المواد الاساسية مثل الحليب و القمح و الكهرباء و الغاز…فلا يتصور ان يسير ايمن بن عبد الرحمن ضد التيار خاصة في زمن الازمات التي تعصف بالجزائر …و كل ما يمكن ان يفعله (و هذا كثير) هو تقديم براسيتامول لتخفيض الحمى الاجتماعية …كما يمكنه ايضا ان يخفض من ميزانية تسيير الدولة ( لا تزال مظاهر التبذير الصادمة موجودة) في انتظار ان تتحسن مداخيل الجزائر من مبيعات النفط و الغاز بعد ان بلغ سعر البرميل حوالي 75 دولار و من المرتقب ان تصل الايرادات 30 مليار دولار في 2021 بالمقارنة مع 20 مليار دولار في 2020 حسب تصريح مسؤول سوناطراك توفيق حكار قبل يومين. للتذكير فإن مداخيل الجزائر من النفط والغاز تجاوزت 60 مليار دولار في 2014…نعم لم نشرع بعد في بناء اقتصاد بديل عن المحروقات و لن يحدث هذا بين عشية و ضحاها…لن يحدث ايمن بن عبد الرحمن ثورة اقتصادية (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) في الظرف المتأزم الذي تعيشه الجزائر…و لكن ما يمكن لأيمن بن عبد الرحمن و فريقه ان يفعله هو العمل بجد لمساعدة الرئيس عبد المجيد تبون استرجاع ثقة الشعب…و لا يمكن ان يكون ذلك الا بالخروج الى الميدان و الاحتكاك مع الشعب (حتى في زمن كورونا) و الاستماع اليه…و قول الحقيقة لأن الحقيقة تكتفي بذاتها…
جميلة بلقاسم