الحراك الإخباري - جديد دار الفكر: الرسالة اليلسيّة في التصوف
إعلان
إعلان

جديد دار الفكر: الرسالة اليلسيّة في التصوف

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب


صدر حديثا عن دار الفكر بدمشق كتاب "الرسالة اليلسية في التصوف"، تأليف

محمد بن يلس التلمساني الدمشقي، و تحقيق محمد عطاء الله يلس شاوش، وتيمناً بالرسالة القشيرية، سمى المؤلف - وهو حفيد الشيخ – إنتاجه المعرفي هذا "الرسالة اليلسية".

 يتناول الكتاب الطريقة الشاذلية بأعلامها وسلسلتها وتفرعاتها وأورادها، وموقع العلامة الشيخ محمد بن يلس في هذه الطريقة، من خلال رسائله وأشعاره الصوفية ومواقفه في مجابهة الاستعمار الفرنسي على الصعيدين الاجتماعي والفكري، فضلا عن دوره في الحركة الوطنية الجزائرية، وخصوصا في ثورة 1911 بتلمسان، ما يجعله عملا توثيقيّا علميا هامّا لا غنى للباحثين والمهتمين عن اقتنائه والاطلاع عليه.

أما العارف بالله، سيدي محمد بن يلس، فهو تلمساني الأصل والمنشأ، كان ممثل الطريقة الدرقاوية بمدينته، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد الهبري، ثم عن الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي، الذي أذن له في الدعوة والإرشاد إلى الله، كما ذكره في قوله: بالهبري تم المراد * رقاني إلى الأوراد

   و مقام الإرشاد * من البوزيدي مأخوذ

 والشيخان الهبري والبوزيدي، تربيا على يد الشيخ محمد ابن قدور الوكيلي الكركري، وهما الاثنان مأذونان بالإرشاد، فلمّا قرب انتقال الشيخ محمد ابن قدّور الوكيلي إلى جوار ربه كان يردد هذه الكلمات: أخذ البوزيدي الِقربة برباطها ! والِقربة هي وعاء من جلد الشاة للسقاية، وهذه إشارة واضحة بأن الشيخ البوزيدي أخذ السّر من شيخه، وطلب منه أن يخلفه في الإشراف على زاويته بجبل كركر.

 ثم هناك إشكال بعد وفاة شيخه محمد البوزيدي، يبدو أنه كان من المبايعين للشيخ أحمد العلاوي على الخلافة عام 1909م / 1327هـ كما يروي ذلك الشيخ العلاوي بنفسه.

 يقول الشيخ العلاوي وهو يتكلم عن الفترة التي كان ينوي فيها هجرة الجزائر حينما توفي شيخه محمد البوزيدي : لما انقضى نظر الفقراء أن لا يسمحوا لي بالذهاب، وساعدتهم الأقدار على ذلك، فعزموا على اجتماع عمومي يكون بزاوية الأستاذ رضي الله عنه، ولما وقع الاجتماع تحت أنظار كبار الفقراء، وكان من جملتهم حضرة العارف بالله (الحاج محمد بن يلّس التلمساني) المهاجر الآن بمدينة دمشق بالشام، فتولى خطاباً يذكر ما يحتاج إليه المقام، ثم وقعت البيعة من جميعهم قولاً، وهكذا استمرت على ذلك من أكابر الفقراء.

قصد الشيخ محمد بن يلس بلاد الشام في 20 من رمضان 1329 هـ الموافق لـ 14 سبتمبر 1911 مارا بطنجة براً ثم إلى مرسيليا بحراً، ثم إلى الشام بحراً كذلك فأصبح بذلك ممثل الطريقة الشاذلية الدرقاوية.

 وسبب هجرته إلى الشام وكذا محمد بن الهاشمي الذي كان من أتباعه هو تأهب فرنسا آنذاك لاحتلال المغرب الأقصى والحضر على الأهالي في الجزائر أن لا يجتمعوا بالعلماء سواء بالجزائر أو بالمغرب حيث كان التنقل حرا بين هاذين البلدين، فعزم الكثير من أهل العلم والصلاح على الهجرة إلى المشرق، وقد سميت هذه المرحلة من التاريخ الجزائري بفترة الفارِّين بدينهم أو هجرة التلمسانيين.

عملت الحكومة التركية آنذاك على تفريق جميع الجزائريين ففرقت بين محمد يلس الذي بقي بدمشق، ومحمد بن الهاشمي الذي ذهب إلى تركيا، وأقام في أضنة ، حتى لمَّ الله شملهما بعد عامين من الزمن بدمشق .

توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1927م الموافق لـ 11 من جمادى الثاني 1346هـ بدمشق ببلاد الشام.


 ح.ل

تاريخ Mar 2, 2021