الحراك الإخباري - لماذا لن تخرج فرنسا (ابدا) من الساحل؟
إعلان
إعلان

لماذا لن تخرج فرنسا (ابدا) من الساحل؟

منذ سنتين|رأي من الحراك

لا و لن تغادر فرنسا دول الساحل أو "الدجاجة التي تبيض اليورانيوم"…حوالي 9 آلاف طن من اليورانيوم الذي يشغل المفاعلات النووية في فرنسا مصدره الساحل…و 70% من الكهرباء المنتوج في فرنسا يأتي من هذه الدول التي لم تستفد شعوبها من مبيعات هذه الثروة الطبيعية…و ظلت تتخبط في الفقر و التخلف و سوء حَوْكَمة مسؤوليها بعد ان استطاعت فرنسا ان تشتري ذمم الكثير منهم…

فمن اللحظة الاولى من التدخل العسكري الفرنسي في الساحل لم يكن الهدف الحقيقي محاربة الارهاب…و إلا كيف يمكن تفسير المنحى التصاعدي للعمليات الارهابية في المنطقة…و كيف يمكن تفسير تفاوض فرنسا مع الجماعات الارهابية و دفع فدية بملايين اليورو و اطلاق سراح مئات الارهابيين من السجن مقابل تحرير "كمشة" من الرهائن…و كيف يمكن تفسير توجه حكومات مالي، تشاد، نيجر و بوركينا فاسو التفاوض مع الجماعات الارهابية بعد ان تأكدت من خبث النوايا الفرنسية…و كيف يمكن رفض الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الاميركية المشاركة في هذه الحرب ضد الارهاب…ان تدخل فرنسا في الساحل كان في الحقيقة من اجل ضمان التمويل باليورانيوم الضروري لمحطات انتاج الكهرباء في فرنسا…

و كلام ماكرون عن الانسحاب معناه فقط ان فرنسا تبحث عن مقاربة بديلة تحفظ ماء الوجه بعد ان تولى حكام جدد مقاليد الحكم في الساحل…مالي و تشاد على سبيل المثال و صعود اصوات من داخل دول الساحل تطالب بمقابل مالي و اقتصادي اكبر "للدجاجة التي تبيض اليورانيوم"…

يذكر أن "عملية برخان" هي عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، أطلقتها فرنسا في أوت 2014، ومقرها الدائم في نجامينا عاصمة تشاد. وتدعم القوات الفرنسية قوات من مالي وتشاد وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو لمحاربة المسلحين في منطقة الساحل الأفريقي.

حيدر شريف

تاريخ Jun 11, 2021