وصفات " طبيعيّة" يتمّ تداولها بالألسن أو عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، تزامنا وعيد الأضحى المبارك، تتحدث عن فائدة " هيدورة الكبش في علاج حبّ الشباب"، النتوءات والأمراض الجلدية، فكتبت إحداهنّ " البنات ماتنساوش تمسحو وجوهكم في الهيدورة مباشرة بعد سلخها".

في مجموعة نسوية دونت احداهن " اللي عندها البثور في وجهها، هاو جا العيد فرصتها لمسحه فالهيدورة.. النتيجة مضمونة 100\100"، وصفة شعبيّة قسّمت المعلّقات بين مؤيّدة بحجّة تجريبها ومعارضة لاعتبارها من الشّرك ولم يأت بمضمونها الطبّ، فتاة قالت إنّ " الوصفة جرّبتها شخصيا، شريطة مسح الوجه في الجهة الساخنة والملساء وليس جهة الصّوف، مباشرة عقب سلخ الشّاة".

"المجربات" أكّدن نجاعة وصفة توارثنها أمّا عن جدّة، في القضاء النهائي على حبّ الشباب لاحتوائها على مادة لترطيب جلد الوجه وشدّه، وفي فترة بين يومين إلى أربعة أيّام للنتوءات الصغيرة وأسبوع للبثور الكبيرة، راحت إحداهنّ تقسم بأغلط الأيمان بأنّها مسحت وجهها بجلد الكبش فقضي على حبّ الشباب الذي أذهب نظارة وجهها منذ 3 سنوات كاملة.

" مسحت وجهي بالهيدورة..يجيني عريس فالدّورة"

ذات الوصفات أثارت استغراب العديد من روّاد التواصل الاجتماعي، وبعضهنّ شكّكن في المغزى مؤكّدات أنّ اللائي يفعلن ذلك فتيات فاتهن سن الزواج لحل عقدتهن بشعار " مسحت وجهي بالهيدورة، يجيني عريس فالدّورة"، ،" جدودنا قالو تنحّي الثقاف، لبس العانس جلد الكبش مباشرة بعد سلخها، يعجّل بزواجها" قالت إحداهنّ مضيفة بأنّ " العلاقة بين العانس والجلد تكمن في كون الزواج ستر للمرأة، والهيدورة ستر للكبش، وبالتالي هي فال خير وتسهيل لستر العانس في بيت الزوجية".

الردود تباينت بين مستحسن بشعار " مول النيّة ديما يربح" وأنّه " لا مشكلة مادام العادات لا تخلّ بالسنّة"، ومستهجن لاعتبارها من الشّركيات، فكتب أحدهم معلّقا " العيد هو إحياء لسنّة نبيّنا ابراهيم واتّباع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم، والمقصود به التقرّب من الله ومن المستحسن أن تفعل ما فعله رسولنا لا تزد عليه ولا تنقص".

من الفتيات من اعتبرن " العادة غريبة"، وقالت إحداهنّ" الوصفة مقرفة حقّا، جهل مركّب وخزعبلات لم يأت بها الطبّ، حب الشباب يلزمه علاج عند طبيب جلد وليس شرك ودجل"، وقالت أخرى " الوصفة تعيّف، بركات من الخرطي الزواج قسمة ونصيب"، وراحت أخرى تقترح وصفة " اخطيك من الهيدورة.. ادّهني وجهك بصابون حجرة والكركم، خمس دقايق يصفى"، وفي تعليق آخر " هذي مجربة، ديري الما زهر في وجهك واقّعدي فالشّمس حتى تنشفي".

"بع بع زوّجني راجل سبع"

" لازم النيّة والقلب الصافي لنجاح الوصفة"، قالت احدى العجائز لـ " الحراك الإخباري"، وفيما أشارت إلى أن " مسح الوجه بالهيدورة، عادة متوارثة عن ناس زمان"، كشفت عن استعمالها في جلب العريس وحتى المساعدة على الانجاب قائلة " الهيدورة تجيب عريس الغفلة واللي ما يولدوش يوقفو فوقها ويدوشو عليها تنحيلهم الرباط".

وسيدة أخرى أكدت لـ " الحراك الإخباري" أنّ " لبس العازبات الهيدورة مباشرة بعد سلخ الكبش، والدّوران سبع مرّات يزوجهنّ قبل انقضاء العام"، وبنوع من الطّرافة قالت " بشرط أن يردّدن بع بع زوّجني راجل سبع"، أو يقلن " بع بع وقتاش يجي يخطبني السبع"، لتسرّ ضاحكة بأنّها فعلتها شخصيا " إلاّ أنني تزوّجت برجل سكّير لا ينقضي يوم إلاّ وينهال عليّا ضربا مبرحا، جعلني أستذكر بطرافة رفقة بناتي حادثة البع بع".

وبنوع من الطرافة روت سبدة موقفا كاد أن يعصف بزواجها، حين أجبرتها خالتها على مسح وجهها في الهيدورة لمدة نصف يوم قبل شطفه بالماء، غير أن زيارة مفاجئة لخطيبها جعلته يستفسرها ملحا " هل ذبحتي الكبش بنفسك؟"، سؤال لم تجد تفسيرا له الا بعد زواجها وزوجها يصفعها بحقيقة مرة " رائحتك يومها كانت كرائحة الكبش"،.

يبقى أن نؤكد على ضرورة عدم الخلط بين العلاج طبيا وخزعبلات وخرافات عششت في أذهان البعض، قد تضاعف من الدّاء وتقود إلى ما لا تحمد عقباه وبينها " الشرك بالله"، وغير ذلك ينطبق عليها قوله صلى الله عليه وسلّم" إنّما الأعمال بالنيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى"..

سمية.م