في ظروف غامضة وعلى طريقة أفلام هوليود، يسافر الرجل إلى العاصمة الإسبانية "مدريد"، ثم لا يظهر له أي أثر، تبدأ العائلة في البحث، ثم الأصدقاء، يقال إن "الهواتف الأربعة مغلقة" كما أن "الرباط لا ترد على اتصالات العملاء الآخرين ضمن نفس الشبكة التي يديرها ياسين المنصوري وتعمل على الإساءة للجزائر".
اختفاء دون أثر
ولمحاولة إلصاق الاختفاء الغامض بالآخرين ظهر خبر اختفاء "دمية المنصوري" على الصحافة المغربية قبل أيام ووصل بعد ذلك إلى زملاؤه في نفس المجموعة الشريرة في الرباط وباريس.
يقول الخبر المتداول أن "المصنف إرهابيا على قائمة الإرهابيين المطلوبين في الجزائر" قد اختفى منذ يومين أو ثلاثة أيام خلال رحلة مجهولة إلى العاصمة الاسبانية "مدريد"، فهل قاد المنصوري عميله إلى "كمين" في الجزيرة الإيبيرية؟
ترجح أغلب المصادر أن "عميل المخابرات الخارجية المغربية قد استدرج فعلا لوكر الجواسيس"، إسبانيا التي جعل منها المخزن أرضا للعملاء الذين يوجدون في كل مكان، في المساجد والمحلات والمطاعم والفنادق وحتى محطات القطارات وسيارات الأجرة."
وسبب ذلك واضح، فلطالما كان الجار الشمالي للمغرب ملاذا للمعارضة المغربية (الريفية) وللمناوئين للنظام الاستبدادي لمحمد السادس وللحاكم من الباطن لصالح الصهيونية الدولية المدعو أندريه أزولاي وللصحراويين المطرودين من بلادهم عنوة.
ويعمل الجواسيس داخل إسبانيا على ترصد المعارضين والناشطين سواء كانوا مغاربة أو صحراويين وقد بدأوا مؤخرا حتى بتتبع الناشطين في الحراك الداعم للقضية الفلسطينية من الإسبان وغيرهم (الفلسطينيين والسوريين والأفغان والجزائريين..) لصالح حليفهم في الشرق الأوسط.
"المنصوري" غاضب من "عبود"
وقبل الاختفاء الأخير نقلت المصادر من داخل قلعة المنصوري أن زعيم المخابرات الخارجية المغربية كان غاضبا من عبود الذي كشر عن أنيابه عقب معلومات وردت إليه بخصوص قرب الاستغناء عن خدماته الجليلة للمخزن المغربي.
ووجدت المخابرات المغربية نفسها أمام وضع صعب بسبب الاختيار الفاشل لعبود الذي كان تحت الابتزاز منذ رقصة لعيون الشهيرة وإلى غاية اختفائه الغامض وتهديده لمبتزيه بالذهاب إلى السلطات الجزائرية والكشف عن كل المؤامرة والمهمة التي كلف بها وأسماء كل الشركاء في هذا العمل القذر.
ولكن هل يخدم الاختفاء القصير أو الدائم لعبود صديقه المنصوري؟
لا يبدو الأمر واضحا حتى الآن، فربما فعلا بدأ المخزن بتصفية العملاء. وربما هو يحاول من خلال عملية الاختفاء القصير توريط الجهات الجزائرية في عملية لا علاقة لها بها وليست ضمن أهدافها ولا من تقاليدها.
وفي الحالة الثانية سيظهر العميل كالبطل الذي نجا من محاولة اختطاف لتزداد أسهمه من جديد ويعود لثرثرته القديمة التي يمكن أن تجلب إليه المزيد من دولارات اليوتيوب أو حفنة من دراهم المنصوري.
أما في الحالة الأولى وهي الأغلب فقد طوى المنصوري صفحة عبود للأبد ولن يكون هناك بعد اليوم "عميل تحت الابتزاز" ولا "رئيس مخابرات مهدد" بالكشف عن القائمة السوداء. أسماء العملاء في باريس، مدريد، لندن، الجزائر والرباط. وفي الحالتين صديق محمد السادس هو الفاعل والمستفيد.
اما في حالة ما إذا كان إختفاء عبود مبرر بتوقيفه داخل الأراضي الإسبانية لأي سبب كان. فإن الباب سيكون مفتوحا واسعا لعملية تسليم جديدة للمطلوبين بين مدريد والجزائر. وحينها ستبقى فرنسا في خانة التسلل وهي تستخدم العملاء من أجل المقايضة والتفاوض.
جيلالي عبد القادر