الحراك الإخباري - صدور الترجمة العربية ل" قصة حياتي" لفاظمة ناث منصور... الامازيغية التي وقعت ضحية التبشير الاستعماري فنبذها المجتمع.
إعلان
إعلان

صدور الترجمة العربية ل" قصة حياتي" لفاظمة ناث منصور... الامازيغية التي وقعت ضحية التبشير الاستعماري فنبذها المجتمع.

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب


 أخيرا صار في مقدرو القارئ العربي الاطلاع على واحدة من أهم السير الذاتية في الأدب النسوي الجزائري، و يتعلق الأمر بكتاب" قصة حياتي" للكاتبة و الشاعرة فاظمة ناث منصور عمروش و الذي صدر باللغة الفرنسية منذ سنوات عديدة و تمت ترجمته لعديد اللغات. و قد تأخرت كثيرا الترجمة العربية لهذا النص حتى جاءت مبادرة الدكتورة رشيدة سعدوني لتضع بين يدي القارئ المعرب ترجمة لهذا الكتاب الذي يعتبر من اهمم ما كتبت النساء في الجزائر و شمال إفريقيا في أدب السيرة الذاتية .

أهمية الكتاب تأتي من كون صاحبته حملت القلم و تحدثت بجرأة كبيرة في زمن كان فيه حديث النساء محرما بل كبيرة من الكبائر . نحن هنا نتحدث عن مجتمع الأربعينات و الخمسينات حيث كان لا صوت يعلو فوق صوت القبيلة حتى بالنسبة للرجال فما بالك لو كان الأمر بالنسبة للنساء.

في هذا الكتاب تسرد فاطمة ناث منصور أوجاعها مع مجتمع رفضها و أمعن في اهانتها.

في هذا الكتاب تسرد اث منصور قصتها من أعالي تيزي هيبل إلى تونس و فرنسا قصة مليئة بالشجن و الوجع و النكران و الاغتراب.

ولدت الشاعرة فاظمة عمروش في 1882م بقرية تيزي هيبل كطفلة غير شرعية لاب مجهول، وتوفيت ودفنت في فرنسا

تركت فاطمة قريتها فرار من لقب اللقيطة الذي طاردها‭‬

وانتسبت إلى مدرسة فرنسية وبعد تخرجها عملت كممرضة في مستشفى آيت منقلات و هناك احتكت "بالأخوات البيض" و اعتنقت المسيحية على المذهب الكاثوليكي الأمر الذي عمق عزلتها أكثر عن مجتمعها الامازيغي.

تذكر في كتابها أنها تزوجت من امازيغي مسيحي مثلها و أنجبت منه تسعة أولاد و فقدت منهم سبعة فكان هذا الحادث سببا إضافي للحزن في حياتها. فجاء جزء من كتابها مرثية شعرية مطولة لهذا الفقد وقد استعانت فاطمة بذاكرتها الشعبية في قوله غربتها وفقدها حيث كتبت" أغاني بربرية من القبائل". و هي المجموعة التي ترجمها ابنها جون عمروش لاحقا إلى الفرنسية .

يعتبر الباحثون أن" قصة حياتي" التي صدرت اول مرة في فرنسا أول سيرة ذاتية أدبية تكتبها امرأة بهذه الصراحة و الجرأة متقدمة بسنوات كبيرة على رائدات النسوية في الغرب.

تذكر فاطمة ناث منصور انه ليلة ولادتها قطعت أمها حبلها السري بأسنانها من دير الراهبات تنقلت فاطمة إلى ميتم “تادرت أوفلى” عام 1886، الذي أصبح في ما بعد مدرسة، وهناك درست فاطمة وتعلمت الأدب الفرنسي، مدة عشر سنوات. تمردت فاطمة على الزواج و بقيت في قريتها إلى أن رحلت والدتها فاضطرت إلى المغادرة نحوى مستشفى المسيحيين بمنطقة آيت منڤلات…

تزوجت في 24 أوت 1899، من رجل قبائلي من إغيل اعلي، كان هو الاخر ضحية من ضحايا سياسية التبشير الاستعمارية بعدها، استقرت في تونس، حيث عاشت تقريبا أربعين سنة مع زوجها وأولادها الثمانية.

في عام 1940، تفقد ثلاثة من أولادها، محند صغير وبول ونويل، ‪ولحق بهم رابعهم هنري سنة 1958، فرثتهم بخمس قصائد شعرية، وأهدت ابنتها الطاوس قصيدتين خالدتين

بعد هذه الفاجعة، تعود الشاعرة إلى تيزي هيبال، عام 1953، لكنها ما لبثت أن غادرت بعد ثلاث سنوات، نحوى فرنسا. و هناك دونت سيرتها

توفيت في 9 جويلية سنة 1967، في مستشفى سانت بريس في مقاطعة بروتاني، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين… بعد وفاتها بسنة، نشرت مذكراتها تحت عنوان قصة حياتي في دار نشر ماسبيرو


احمد العلوي

تاريخ Feb 26, 2021