الحراك الإخباري - جيوبوليتيك الصراع ودبلوماسية النفط والغاز في الشرق الأوسط
إعلان
إعلان

جيوبوليتيك الصراع ودبلوماسية النفط والغاز في الشرق الأوسط

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب

جيوبوليتيك الصراع ودبلوماسية النفط والغاز في الشرق الأوسط

روسيا الأوراسية كقوة عظمى


صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب "روسيا الأوراسية كقوة عظمي"، وبعنوان فرعي: جيوبوليتيك الصراع ودبلوماسية النفط والغاز في الشرق الأوسط"، للباحث الدكتور وسيم خليل قلعجية.

ويعرض هذا الكتاب أهمية العلاقة القوية بين الجيوبوليتيك ودبلوماسية النفط والغاز على امتداد المنطقة الاوراسية من خلال رؤية تحليلية، تستعرض كيفية تشكل العاقة الجدلية للجيوبوليتيك بموارد الطاقة من النفط والغاز الحيوية من أجل الاقتصاد العالمي.
وأيضًا يعرض هذا الكتاب لجذور الصراع التاريخي حول النفط والغاز في الشرق الأوسط، وكيف أنه منذ أن تم اكتشافهم في هذه المنطقة، وهي تعيش حالة من الحروب والانقسامات السياسية يستخدم فيها النفط والغاز تارة وسيلة لتفادي الصراعات السياسية والعسكرية وأخرى لخدمتها ونشوبها.

كما يستعرض هذا الكتاب بالوقائع لماذا تحوّل النفط والغاز إلى سلطة وقوة روسية متنامية، وكيف أصبح النفط والغاز أحد مصادر القوة في السياسة الخارجية الروسية، وأين تكمن أوراق القوة الروسية في سوق الطاقة العالمي، وكيف نجحت روسيا الأوراسية في تقديم نفسها كقوة يُحسب لها ألف حساب، وكيف تم إخراج روسيا الاتحادية من دورها الهامشي في مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وكيف تحولت إلى قطب دولي مؤثر مع تبدل موازين القوى في العالم، وكيف أن روسيا الأوراسية هي اليوم القوة العظمى التي تمتلك في آن واحد دبلوماسية للطاقة، مع توفير كافة الوسائل والمستلزمات الاقتصادية والعسكرية الكفيلة بحماية مصالحها القومية، وكيف حققت هذه الدبلوماسية نجاح أهدافها على الصعيد العالمي، بما تمتلكه من احتياطات كبيرة من النفط والغاز، وتأمين طرق نقلها عبر شبكات خطوط الأنابيب الممتدة على كامل المساحة الأوراسية.

يقول الكاتب وسيم خليل قلعجية في مؤلفه "إذا كان الإنتاج العالمي الحالي الذي يصل إلى 74 مليون برميل يومياً ويفيض عن حاجة المستهلكين، فإنه من المتوقع أن يصل إلى 92 مليون برميل يومياً عام 2020 في حين يصل الاستهلاك إلى 111 مليون برميل يومياً، أي أن هناك فجوة ستحدث، ومن لا يستطيع أن يؤمن حاجاته البترولية سيتراجع صناعياً واقتصادياً وعسكرياً وإذا هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية على البترول تحكمت في اقتصاد وحياة الآخرين فضلاً عن تأمين حاجاتها. وهكذا فإن المطلوب احتواء روسيا الاتحادية والصين، ووضع الرأسماليات الأوروبية واليابانية تحت السيطرة الأمريكية بالتحكم في إمدادات النفط". ويضف الكاتب الباحث في موضع آخر قائلاً "شكل العام 2000 لحظة تاريخية فاصلة في جيوبوليتيكا الفدرالية الروسية بعد وصول الرئيس فلايديمير بوتين إلى السلطة، إذ عمل على استعادة السلامة الإقليمية لروسيا بحزم ودون تردد، يعارض ألكسندر دوغين ثلاث نظريات رئيسية للقرن العشرين: وهي النظرية الليبيرالية والنظرية الشيوعية والنظرية الفاشية، وقدَّم البديل العلمي الذي سماه النظرية السياسية الرابعة، وقال بأن روسيا الاتحادية في عهد الرئيس فلاديمير بوتين تسير وفقاً لنظريته. ملخص هذه النظرية هو أن روسيا الأوراسية التي مرت بمرحلتي الشيوعية والليبيرالية، يتوجب عليها الآن الدخول في مرحلة جديدة تعتمد على رؤية سامية تعم الفضاء الأوراسي الواسع مع السعي إلى إحداث تغيير عالمي على أسس أخلاقية جديدة وليس على قيم مادية استهلاكية برجوازية.

تاريخ Sep 3, 2019