الحراك الإخباري - كاتب"صديقنا الملك"...يروي فضائح نظام المخزن ويكشف "محمد السادس ليس رجل دولة".
إعلان
إعلان

كاتب"صديقنا الملك"...يروي فضائح نظام المخزن ويكشف "محمد السادس ليس رجل دولة".

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب

بعد ثلاثين عامًا من نشر كتاب "صديقنا الملك"، يعود الصحفي والأستاذ في العلوم السياسية بالمغرب، عمر بروكسي في حوار مطول صدر نهاية الشهر الفارط، مع صاحب الكتاب وهو كتاب مؤلم عن الملك الحسن الثاني، حيث لا تزال ذكراه حية وتظل المشاعر قوية لمؤلفه الصحفي والكاتب والسيناريست "جيل بيرو". من منزله في قرية نورمان، يتحدث الكاتب عن التسونامي السياسي والدبلوماسي الذي أشعله هذا التحقيق في الحدث عندما نُشر في شهر سبتمبر 1990.


يقول صاحب الكتاب إنه كان محظوظا عندما شرع في انجاز الكتاب لأن الظرف الدولي حينها كان جد ملائما فمع سقوط حصن الاشتراكية لم تعد الجزائر تهدد المغرب، كما أن الإسلاميين كانوا لم يظهروا بعد، صاحب الكتاب استلهم الفكرة من مراسلات كانت تصله من سجين مغربي بسجن القنيطرة، حيث وجد نفسه بعد تردد كبير في رحلة البحث عن واقع النظام الملكي بالمغرب وسياسات القمع الممارسة في ذلك البلد.

الكتاب أثار ضجة كبيرة أو ما يمكن وصفه بالزلزال عند صدوره، أزمة دبلوماسية بين فرنسا والمغرب ولجوء هذا الأخير إلى إلغاء سنة المغرب في فرنسا، الحسن الثاني يحتج، آلاف المغاربة يرسلون ما يسمى باحتجاجات إلى قصر الإليزيه وغيرها من التطورات. في البداية استهجنت الطبقة السياسية الفرنسية الكتاب ولكن بعد أن عمد الحسن الثاني إلى إطلاق سراح المسجونين بالقنيطرة وغيرها من السجون لقي عمل الكاتب استحسانا كبيرا.

وفيما يتعلق بردة فعل حسن الثاني، قال الكاتب، لم يهاجمني الحسن الثاني شخصيًا أبدًا في المحكمة، لكنه رفع عشرات الدعاوى القضائية ضد محطات التلفزيون والصحف التي استجوبتني، قائلاً إن إعطاء الكلمة، لتشويه سمعة المغرب، لرجل حقير مثل جيل بيرو هو سوء سلوك مهني. لذا فقد أمطرت زخة ذهبية على عمداء المحاماة الباريسيين السابقين الذين عينهم كمحامين. ومن الواضح أنها كانت هبة من السماء بالنسبة لهم، لكنه خسر جميع قضاياه. ماذا كان يعتقد؟ أن العدالة الفرنسية كانت تحت أوامره كما في المغرب؟

وعن رد فعل الحسن الثاني ماليا ..في البداية أرسل روحه اللعينة، إدريس البصري، ووزير داخليته ورجل النظام القوي، حيث التقى بنظيره الفرنسي بيير جوكس. قال له: لقد علمنا أن كتابا سيصدر، سيكون من المؤسف جدا للعلاقات الفرنسية المغربية، نحن على استعداد لتعويض الناشر وسنقوم بتعويض الكاتب بالطبع، عرضوا مبالغ كبيرة. رد جوكس: انظر ، الناشر هو غاليمار، دار النشر كبرى فرنسيا وأوربيا، وبالنسبة لجيل بيرو، فأنا أعرفه جيدًا، فهو يتمتع بمزاج سيء للغاية، لا أنصحك بالذهاب لرؤيته لأنه الأمور ستتجه نحو الأسوأ..بعدها وصلت الأمور إلى درجة محاولة تصفيتي جسديا.


مستقبل المغرب قاتم طالما استمرت الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الاتساع


وبعد وفاة حسن الثاني علمت أن الملك محمد السادس ووفاءً لذكرى والده، سيعيدني على متن الطائرة الأولى إلى فرنسا إذا وطأت قدماي المغرب.

أما عن العهد الجديد تحت لواء الملك محمد السادس، يقول الصحفي والكاتب الفرنسي، إذا كنت تعمل في السياسة في عهد الحسن الثاني، يمكن أن تختفي نهائيا أما مع محمد السادس فالامر مختلف، وهذا يحدث فرقًا كبيرًا. لكن بعد كل شيء، فإن مشكلة المغرب الأساسية هي أيضًا مشكلة اجتماعية ولم تختف مع الملك الحالي. من الواضح أن النظام الملكي، كما هو اليوم، ليس هو النظام الذي سيعزز حل هذه المشكلة، أعتقد أن مستقبل المغرب قاتم طالما استمرت الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الاتساع، بالفعل لم يعد خندقًا، بل هو حافة الهاوية.


كان الحسن الثاني شخصية مركبة، حيث قال عنه الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول: إنه قاس بلا داع. هذه عبارة لرجل دولة لأنها تعني أن المرء يمكن أن يكون قاسياً بلا داع.. وصحيح أنه كان كذلك. لكنه كان رجل دولة حقيقي.


كان يحب القوة، كما أحب المال، لكنه قبل كل شيء أحب القوة، أما محمد السادس يحب المال أولاً، ثم السلطة التي تسهل له إبرام مختلف الصفقات، لكنها تبقى ثانوية بالنسبة له. إنه ليس رجل دولة، لم يلبس زي ملك المغرب. في عهد الحسن الثاني، اختفى الصحفيون، وفي عهد محمد السادس اختفت الجرائد، عن طريق وقف الإشهار في حال انتقادها للملك.

ومع وصول محمد السادس، تغير كل شيء حتى لا يتغير شيء، فبعد واحد وعشرين عامًا من الحكم لم يتغير كثيرًا، لا تزال العشيرة، كل شيء يبدأ من القصر ويعود كل شيء إلى القصر، الدائرة أضيق وأضيق، كان هناك جانب الشكسبيري للحسن الثاني. كانت هناك مأساة: الانقلاب والقمع ومحنة عائلة أوفقير .. مع محمد السادس نحن أكثر في الأوبريت. كان هناك سوء تفاهم كبير منذ البداية، حتى أنه أطلق عليه لقب "ملك الفقراء"، لكنه كان في النهاية ملك الأغنياء والأثرياء أصبحوا يزدادون ثراء..صحيح أننا غالبًا ما نشعر بخيبة أمل من أصحاب السلطة، ولكن هنا، خيبة الأمل عميقة.


حيدر شريف

تاريخ Oct 11, 2020