الحراك الإخباري - بعيدا عن ضوضاء السياسة...ما رأيك في الزواج عبر النت؟
إعلان
إعلان

بعيدا عن ضوضاء السياسة...ما رأيك في الزواج عبر النت؟

منذ 3 سنوات|روبرتاج

نشرت، أمس، إعلانا عبر موقع الكتروني لطلبات الزواج في الجزائر، أرفقته بصورة افتراضية لفتاة منقبة، للبحث عن شريك الحياة بمواصفات تتمناها، عمري 30 سنة، طولي 1.60، وزني 60 كغ، " خمرية"، ماكثة في البيت بشهادة جامعية، حنونة، متحجبة، أريده أقل من 40 سنة، لا يهمّ عمله فقط يكون حلالي، أرمل أو مطلّق بأولاد، سكنه مع أهله لا يهم، متدين ومصلّي"، وختمتها بعبارة " أنا جادة ولا أقبل سوى الجادين".

وكتب أربعيني في طلبه " عمري 46 سنة، من ولاية...، بدون مهنة، مطلق بدون أولاد، زوالي عايش قد حالي، طولي 1.77، وزني 79 كغ، أبحث عن زوجة جميلة وعاملة، لها سكن خاص، سنها بين 33 إلى 35 سنة، حبّذا لو تكون عاصمية، طولها 1.65، خمرية اللون ولا يفوق وزنها 60 كغ، لا يهم إن كانت مطلقة أو أرملة بطفل واحد فقط وان كان لها طفلين تتنازل عن أحدهم.. للجادات فقط".

الاسم المستعار لحسابات طالبي الزواج عبر الفضاء الأزرق، عاد بنا إلى سنوات ماضية، حين كانت تتهاطل على قاعات تحرير جرائد تخصص حيزا مهما بصفحاتها لهذا المسعى، طلبات بداخل أظرفة محكمة الغلق، ولا تحمل عنوان صاحبها تفاديا لإعادتها بسبب خطأ في العنوان فيكشف أمره، أمّا قراءة وافية بين سطور الطلبين كنموذج لمئات الطلبات فتعكس واقعا مرّا بحاجة إلى إعادة نظر.

" الحراك الإخباري" استطلع آراء الجنسين حول فحوى الطّلبين، فتباينت بين رفضهما جملة وتفصيلا من باب أن " اللي يجي يخطب يطبطب فالدار"، وبين تضامن نسوي برّر خطوة المرأة واستهجن "تطرّف" رغبات الرجل، في وقت " كثر فيه الخدع وقل الزواج ببنات الفاميليا" لاعتبارات شتّى، تقول " عقيلة"، موضحة أنّ "الفتاة في طلبها بدت أكثر واقعية من الرجل، رغم ضيق مساحتها في البحث عن شريك الحياة، ورغم رغبتها في أن تكون مطلوبة لا طالبة خارج العالم الافتراضي".

إلى ذلك استهجنت " نادية"، ربّة بيت، الإقدام على طلب الزواج عبر الفضاء الافتراضي، غير أنها أشارت إلى أنّ " الشابة ورغم مستواها الدراسي، بدى أنها لا تريد سوى السّتر، ورجل يسترزق حلالا طيّبا، ولا يهم سكنه مع أهله، عكس ما ذهب إليه الرجل الذي أبان حيلة من أوّل خطوة"، تبتسم وتضيف " يريدها على المقاس والوزن كذلك"، قبل أن تشدّد على أنّ " المرأاة ليست سلعة تباع وتشترى".

عبارة "للجادين فقط" فدليل على أن المعنيان يملكان بعد نظر، يقول " زكرياء" لـ " الحراك الإخباري"، مع إقراره بأن " المواصفات التي حدّدتها الفتاة في شريك العمر جدّ معقولة"، بينما " الأربعيني حيلي بزّاف، عاطل عن العمل ويحوّس على مرا خدامة صغيرة وعندها الدار"، فضلا عن انه " أبان عن عقد نفسية متشابكة"، يقول المتحدّث فيما قاطعته زوجته ضاحكة " ويريدها أرملة أو مطلقة على أن تحتفظ بطفل واحد، فياترى أين ستضع الثاني؟".

الرجل وفي محاولة يائسة بائسة، طلب زواجا سريعا ومتسرعا، بل وعقد صفقة مربحة حاول من خلالها استدراك ما فاته من خيبات الزمن ونكساته بالارتباط بصاحبة المال والسكن، في وقت كان لزاما عليه توفيرهما لا تحصيلهما، يقول محمد، صاحب محلّ بالعاصمة، مشيرا إلى أنه " من أسوأ درجات الوضاعة أن يبحث الرجل عن امرأة "جيبها معمر"، دون التركيز على النسب والأخلاق.

بعيدا عما ذهب إليه الشباب، توجّهنا بسؤالنا لعجوز كانت بانتظار حافلة بموقف أوّل ماي، استغراب عبّرت عنه بضحكة متعالية لتستفسرنا بدورها " بنتي مازال كاين هذا الزواج؟، ظنيت راح مع الجرائد"، قبل أن تهزّ رأسها وتقول " مابقاش لامان، اللي يحبّك يجي يخطبك من ماليك ماشي مالفيسبوك".

عرضنا للمواصفات التي حدّدها الطرفين على العجوز دفعها إلى ضرب أخماس في أسداس وهي تردّد " الطمع غلب الطبع"، قبل أن تمطرنا بوابل من الأسئلة متعلقة بدوافع شابات جميلات ومثقفات على هذا النوع من الزواج وإقبال عاطلون عن العمل على إتمام نصف دينهم رغم حاجتهم للبحث عن العمل وتوفير السكن.

سيدة كانت تسترق السمع، سرعان ما علّقت " والله مانخطب لوليدي مالفيسبوك ولا نمد بنتي حتى يالوكان يبقاو بلا زواج"، ومردّ ذلك حسبها أنّ ثمّة " بنات فاميليا تزوجو بماليهم واصدق الزوج خداع واطلقو"، ومثل ذلك عان عديد الرجال، تقول المتحدّثة التي تطرّقت إلى نقطة أهملها الشباب " اللي يتزوج بيك مالفيسبوك غدوة يعايرك"، داعية إلى ضرورة توخّي الحيطة والحذر.

هو واقع مر نعايشه اليوم، شئنا أم أبينا، فالمجموعات المخصصة لطلبات الزواج تضم الآلاف من شبابنا وحتى كهولنا، وقد فرضت نفسها في أوساطهم، كبديل للتعارف العادي، لم يتوانوا في تبادل الميساجات والصور الشخصية على الخاص، قبل الرؤية الشرعية، واقع كان ولا بدّ تسليط الضّوء عليه...

سمية.م



تاريخ Sep 10, 2020